الإهمال في صوره الخبيثة.. حياة البشر أصبحت لعبة في ايدي عديمي الضمير، خاصة عندما يمسك بزمام الأمور جاهل او حاقد أو فاسد، وهو الحال في بعض المستشفيات الحكومية، فعندما نترك من يخاف على الكرسي فقط أو حياته فهذه كارثة بكل المقاييس، وهو الحال في مستشفى صدر العباسية، حيث يقبع مديرها في مكتبه غير عابئ لما يدور داخل أسوارها من معاملة واستهتار بحياة المرضى… الجميع مختلط بالجميع، فالمصاب هناك بفيروس كورونا يعيش حياته الطبيعية بين الموظفين والاطباء وباقي المرضى و كأنه يعاني من صداع فقط.
الأمر هناك كارثة بكل المقاييس ، عندما يرويها لك احد الإعلاميين الذي اصيب بخيبة امل ، عند ضياع عينات والده المريض الذي يعاني في الأصل من امراض في الكبد، ليتحول لجثة هامدة لا تتحرك مفارقا الحياة، بين ايدي اولاده بسبب الإهمال الطبي الجسيم.
إهمال طبي
مدير المستشفى الذي يدخل مكتبه في الصباح حتى نهاية العمل اليومي ولا يخرج منه لاي سبب مهما كان ولا يطمأن على أحوال المرضى، فكيف لو كان المريض مديرا عاما لأحدى كليات جامعة الازهر ووالد لاحد الإعلاميين، فالقضية هنا لا تكمن في شخصية معينة بل ان الكارثة كيف يتعامل هذا الطبيب مع باي المرضى ، وإن كان الإهمال هنا سيد الموقف.
مأساة حقيقية عاشها الزميل مصطفى الجمل مدير تحرير الزميلة صوت الامة، بعد مرض والده، ليتم أخذ العينة والمسحة الخاصة بفيروس كورونا المستجد ثلاث مرات منه وتشخيصه بطريقة خطأ، وانتظاره لايام حتى يحصل على النتيجة، ليصطدم بالإهمال في أبشع صوره ، وهو ضياع النتيجة .
ما كان من أهل المريض الا اللجوء لمجلس الوزراء الذي تدخل من خلال المستشار الإعلامي للدكتور مصطفى مدبولي بنفسه للوقوف على حقيقة الأمر ، ليرد الطبيب في منتهى اللامبالاة «يعني هعمل ايه.. سيبني اشوف».
إهمال مدير المستشفى أضاع حياة مريض
لكل أجل كتاب ولا اعتراض على قضاء الله.. بهذه الجملة بدأ الإعلامي مصطفى الجمل حديثه حول وفاة والده الدكتور محمود الجمل الاستاذ بجامعة الأزهر الشريف بسبب الإهمال الجسيم الذي تعرض له والده مدير عام كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر ،قبل وفاته على يد مدير مستشفى الصدر بالعباسية محمد عيد، حسبما ذكر الإعلامي .
وقال الإعلامي مصطفى الجمل : الإهمال أخطر علينا مليون مرة من فيروس كورونا، أبويا مات بسبب إهمال محمد عيد مدير مستشفى صدر العباسية اللي ضيع نتيجة أول ماسحة اتعملتله.
تقصير و إتهام
و اتهم الجمل مدير مستشفى الصدر بالعباسية بالإهمال في علاج وتشخيص حالة والده من ناحية ، ومن ناحية أخرى ضياع المسحة الخاصة بفيروس كورونا، قائلا ” أبويا اتعمله 3 مسحات والـ 3 مسحات أظهرت النتيجة سلبيتهم ، مضيفا، لو نتيجة أول ماسحة كانت طلعت من أول يوم ولا تاني يوم مش سادس يوم وبعد ما مستشفى الأزهر التخصصي استلمت الحالة وخاطبت وزارة الصحة مباشرة، كان زماني لاحق ابويا وبعالجه من الفشل الكبدي اللي خلص عليه.
و أكد الإعلامي مصطفى الجمل انه ومنعا للمزايدة القصة من أولها عند مجلس الوزراء ومستشار رئيس الوزراء هاني يونس على علم بها ولما شكاوي مجلس الوزراء جابولي الدكتور المهمل على الخط سألته على نتيجة ماسحة ابويا اللي مش لاقيها قالي بمنتهى البلادة : «يعني هعمل ايه.. سيبني اشوف».
فيما طالب الإعلامي مصطفى الجمل بفتح تحقيق في هذا الإهمال الجسيم الذي أضاع حياة والده، و يودي بحياة البسطاء والمرضى المتابعين في مستشفى صدر العباسية.