- جائحة كورونا فرضت على العالم تغييرات جذرية ومركزنا يأمل في أبسط الخدمات
- لدينا مستشفى حميات مغلقة منذ سنوات… لمصلحة من؟
- التركة ثقيلة والمعطيات محدودة ولكننا نثق في قيادتكم وحرصكم على سلامة المواطن
- العدو ليس خارجياً فقط بل أخطر أعداء الوطن مسؤول يسيء للدولة بعدم اهتمامه بصحة وهموم الناس
ناشد شباب مركز دار السلام بمحافظة سوهاج مؤسسات الدولة بضرورة الإسراع نحو اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة المنظومة الخدمية والصحية بالمركز الذي يناهز تعداده النصف مليون نسمة.
وفي هذا السياق، قال الإعلامي علاء السمان، وهو أحد أبناء دار السلام، إن جائحة كورونا فرضت ضوابط ومعايير قد تكون سبباً في تغيير خارطة العالم اقتصادياً وصحياً وخدمياً.
وأكد أن المركز مهمل خدمياً، متسائلاً حول ما إذا كان الخلل في الميزانيات المرصودة لتقديم خدمات تليق بالمواطن المصري بعد التغييرات الجذرية التي شهدتها المنظومة السياسية أم في مَن أوكل إليه تنفيذ تلك المشروعات من شركات ومقاولين.
وأوضح السمان أن مخالفات بالجملة جاءت في التعاقدات الخاصة بمستشفى دار السلام المركزي ومشاريع الصرف الصحي المجمدة وغيرها جميعها بتطلب وقفة رقابية صارمة من قبل أجهزة الدولة.
وأفاد بأن أزمة كورونا كشفت الكثير من الخلل في المنظومة الصحية عامة، منوهاً إلى أن التركة المترهلة بسوء الخدمات التي تعد بمثابة تركة تاريخية ثقيلة ومتراكمة وليست وليدة يوم (بعض القائمين على المنظومة الصحية مغلوب على أمرهم لعدم توافر الإمكانيات).
بدوره، قال المستشار القانوني محمد العايق، إن مباني المستشفيات المغلقة تحتاج لإعادة هيكلة سريعة.
وأضاف أن “الكثير من المباني المخصصة للخدمات الصحية وأهمها مستشفى حميات مركز دار السلام التي وعلى الرغم من أنها كانت مجهزة، فهي حالياً مغلقة ومهملة لتتخذها الحشرات مسكناً”.
وتابع أن المستشفى تهالكت وأجهزتها الطبية كذلك يوماً بعد يوم، ولا ندري ما سبب إغلاقها وعدم الاهتمام بها، وخصوصاً في هذه الظروف وما تمر به البلاد والعالم من تفشي الأمراض والأوبئة التي تتطلب أولوية في الرعاية الصحية.
وبادر شباب المركز بصياغة مذكرة خاطبوا من خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي لا يدّخر جهداً في دعم المناطق التي تحتاج لخدمات.
وتناولت المذكرة تفاصيل تعكس نبض الشارع بمركز دار السلام الذي يعاني كثيراً، ليس فقط من طريق الموت الذي يربط المركز بالمراكز الأخرى بل أيضاً من الموت البطيء بسبب سوء الخدمات الصحية.
وجاء في المذكرة:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” صدق الله العظيم
فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي – حفظة الله
تحية طيبة
الموضوع: مذكرة خاصة بملف الصحة – لمركز دار السلام- محافظة سوهاج
سيادة الرئيس
بداية نثمن جهود سيادتكم، وبقلوبنا وسواعدنا خلفكم داعمين لتحرككم المشهود ومواقفكم المصيرية، وعملكم الدؤوب، لتحقيق متطلبات شعب مصر العظيم، ونعلم أن التركة ثقيلة والمعطيات محدودة، ولكننا نثق في قيادتكم وحرصكم على سلامة الوطن متمثلاً في الشعب والأرض.
أما بعد:
نحن أهالي مركز دار السلام محافظة سوهاج نستغيث ونعرض على سيادتكم ما نعانيه من إهمال المسؤولين في أغلب القطاعات ولكننا نتناول في مذكرتنا المعروضة على سيادتكم ملف اقتضاه ويلحّ عليه واقع الحال، في ظل انتشار وباء خطير يلاحق العالم وتتسارع الدول والمؤسسات الطبية للسيطرة على آثاره وعواقبه.
سيادة الرئيس:
إذا كنا نتحدث عن الوطن ومقوماته، فإن سيادتكم تعلم أن صحة المواطنين وسلامتهم باعتبارهم من أهم دعائم بناء الدولة وأبرز مقومات تقدمها، للاستفادة من أجيال سليمة وصحيحة تقدّم لهذا الوطن العمل والكفاح والدفاع عن مقدراته.
ولما كان ذلك وبعد أن ضاقت بنا السبل وبحّ صوتنا وناشدنا كثيراً وعجزنا أمام واقع يتألم منه جميع أهالينا في مركز دار السلام محافظة سوهاج، الذي يبعد عن المحافظة 70 كيلو متراً جنوباً، ويبلغ تعداده ما يقارب ال 500000 نسمة، ولا تقدم لهم خدمات صحية مناسبة، ويضطرون للسفر لمسافات بعيدة لتلقي العلاج والكثير من المرضى لا يتمكن أهله من إسعافه فيتخطفه الموت، نظراً لعدم وجود خدمات صحية في المركز في ظل مستشفى عام لا تتوفر بها مقومات الرعاية الصحية لا سيما في ظل عدم تشغيل معظم الأقسام بها وعدم الاهتمام بصحة المواطنين.
وعلى لذلك:
فإننا نلوذ بكم ونلجأ إلى فخامتكم، قمة السيادة والرعاية في الوطن، لتدفع عنا هذا الواقع المرير والحياة التي لا تختلف عن الموت قتلاً عمداً.
سيادة الرئيس:
نعلم أن حماية المواطنين ورعايتهم والاهتمام بهم هي من أولويات سيادتكم وتحظى باهتمامكم، لذا فإن العدو ليس خارجياً فقط بل إن أخطر أعداء الوطن مسؤول يسيء للدولة بعدم اهتمامه بصحة وهموم المواطنين.
وعليه، فإننا نكتب معاناتنا وهمومنا ولا ندري هل ستأخذ رسالتنا طريقها للوصول أم ستتقطع بها السبل في الطريق ولا تصل كلماتنا إلى سعادتكم، إلا أننا نبعث بها وكلنا أمل في أن تصل لسيادتكم للإيعاز لمن يلزم لاتخاذ اللازم نحو الآتي:
– إعادة تشغيل مستشفى الحميات المغلق منذ سنين
– تشغيل أقسام المستشفى المركزي العام ليقدم خدماته للمواطنين
– تشغيل مباني الوحدات الصحية في القرى لتقدم خدماتها للمواطنين
والله الموفق والمستعان