قالت منظمة الصحة العالمية، انها أبلغت من جانب السلطات الصحية في الصين، عن انخفاض في عدد الإصابات، صباح اليوم السبت، بعد أن ارتفع مرة واحدة مسجلا رقما قياسيا جديدا يوم الخميس الماضي.
وفي خطو مطمأنة، أعلنت أبلغت الصين عن 2661 حالة إصابة جديدة بالفيروس، السبت، حيث يمثل هذا الرقم انخفاضًا كبيرًا عن الأرقام الأعلى في الأيام الأخيرة منذ تطبيق طريقة تشخيص أوسع، بينما ارتفع عدد الوفيات الجديدة بشكل طفيف بنحو 143، ليصل إجمالي عددها في البر الرئيسي للصين إلى 1523.
وبلغت عدد حالات الإصابة المؤكدة في البلاد 66492 حالة، وفقاً للجنة الصحة الوطنية الصينية.
وانتشر مرض “كوفيد- 19″، وهو مرض ناشئ عن شكل جديد من فيروسات كورونا، إلى أكثر من 20 دولة منذ ديسمبر، عندما ظهرت أولى الإصابات في وسط الصين، بينما أعلنت مصر، أمس الجمعة، أول إصابة في القارة الأفريقية.
ويصادف السبت ثان يوم يشهد انخفاض عدد الحالات الجديدة بعد ارتفاع حاد يوم الخميس، عندما بدأت مقاطعة هوبي الأكثر تضرراً في تضمين التشخيص السريري في إحصاء المرضى الرسمي.
وباستخدام النطاق الواسع للتصنيف، أبلغت المقاطعة الواقعة بوسط الصين عن 15152 حالة، بما في ذلك 1332 حالة تم تشخيصها باستخدام تحليلات الأطباء وتصوير الرئة، مقارنة بالمعيار السابق للاختبارات المخبرية.
وأوضحت السلطات الصحية في هوبي أن الطريقة الجديدة قد اعتمدت لتسهيل العلاج في وقت مبكر لأولئك المشتبه في إصابتهم بالعدوى.
اجراءات احترازية
وضمن إجراءاتها الاحترازية لمكافحة انتشار عدوى فيروس كورونا، طالبت السلطات الصينية كل من يصل إلى العاصمة الصينية بالبقاء في منازله تحت الملاحظة في حجر صحي لمدة 14 يوماً.
وأفادت صحيفة “بكين دايلي” بأن الإجراءات الجديدة، التي فرضتها مجموعة من القادة مكلفة بالسيطرة على المرض وحماية المدينة، شملت عقوبات صارمة للمخالفين. ووفقا للإعلان، يتعين على سكان بكين العائدين إليها أن يبلغوا وحدات عملهم ومجتمعاتهم السكنية بعودتهم. ولم يحدد الإعلان ما إذا كانت هذه الشروط تنطبق على العائدين إلى بكين من الخارج.
وكانت الإجراءات التي اتخذت في وقت سابق قد طالبت المجتمعات السكانية بمراقبة والسيطرة على تدفق المواطنين ومنعت دخول غير سكان تلك المجتمعات إلى داخل المدينة وطالبت السكان العائدين من مناطق تأثرت بشدة بفيروس كورونا (كوفيد19) بالدخول في حجر صحي.
وتأتي هذه الإجراءات في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الصحية في الصين اليوم السبت ارتفاع عدد حالات الوفاة بفيروس كورونا في البلاد إلى 1523 حالة.
الخطر قادم من الشرق
ومن جانبه حذر معهد روبرت كوخ الألماني من إمكانية تسبب فيروس كورونا الجديد في مشكلات كبيرة على المستوى العالمي، مشيرا إلى احتمالية انتشار الفيروس عالميا على شكل وباء.
وقال في تقرير له أن انتشار مثل هذا الوباء على نطاق واسع سيلحق الضرر في المقام الأول، بالدول ذات الأنظمة الصحية المحدودة، “لكنه من الممكن أن يشكل عبئا كبيرا أيضا على الرعاية الطبية في دول مثل ألمانيا”، خاصة إذا تزامن انتشاره مع انتشار الأنفلونزا الموسمية.
وبرغم تقليل الخبراء من مخاطر انتشار الفيروس، نظرا لأن الحالات التي ظهرت حتى الآن كلها مرتبطة ببعضها وتخضع للمراقبة الطبية، إلا أن تقرير روبرت كوخ، لم يستبعد ظهور حالات جديدة مؤكدا أن التقديرات قابلة للتغيير دائما بسبب “التسارع الشديد في وتيرة الأحداث”.
وأوضح تقرير المعهد الألماني أنه لا توجد حتى الآن أي مؤشرات تدل على إمكانية الحد من انتشار الفيروس عالميا.
الصرف الصحي
وفي تطور منفصل أشارت السلطات في هونغ كونغ إلى احتمالية جديدة ينتشر خلالها الفيروس، وهي أنابيب الصرف الصحي. خرجت هذه الفرضية للنور بعد إصابة امرأة ستينية لم تزر ووهان ولم تكن لها علاقة بأي مصاب بالمرض. التحليل الوحيد الذي ظهر حتى الآن، هو أن الإصابة ربما تكون انتقلت لها من جارها السبعيني الذي لا يربطها به سوى خط أنابيب صرف صحي واحد.
ونشرت مجلة “نيتشر” العلمية تقرير لها، أمس الجمعة، سلطت فيه الضوء على الدول الأكثر تعرضا لخطر تفشي فيروس كورونا المستجد.
وقالت المجلة، نقلا عن باحثين، إنه تم رصد إصابات بفيروس كورونا في العديد من دول العالم، لكن لم يسجل أو لم يعلن عن إصابات عالية بالفيروس في “الدول ذات المناعة الضعيفة”، وهي دول تقع في أفريقيا وجنوب شرق آسيا.
ويقول الخبراء إن احتمال عدم الإبلاغ عن حالات الإصابة بفيروس كورونا يثير مخاوف خصوصا في هذه الدول، مشيرا إلى أنها معرضة لتفش كبير للفيروس.
واستعان الباحثون ببيانات الرحلات الجوية (مع الصين) من أجل إنشاء نماذج لدراسة انتشاره المحتمل حول العالم. وحدد أحد النماذج 30 دولة معرضة لخطر وصول الفيروس وتفشيه فيها.
وبحسب أحد النماذج، فإن تايلاند هي أكثر الدول عرضة لتفشي الفيروس، إذ تم الإعلان عن 33 إصابة فيها، نحو ثلثيهما كانوا في الصين، فيما يعتقد العلماء أن الرقم أكثر من 200.
ولم تبلغ إندونيسيا حتى الآن حالة واحدة حتى الآن، على الرغم من أنها رابعة أكبر دولة في العالم من حيث السكان، فضلا عن أن السياح الصينيين يقبلون على زيارتها، غير أن علماء، ومن بينهم عالمة الوبائيات، شينجي ليا، يعتقدون أن هناك 29 حالة إصابة بالفيروس داخل إندونيسيا.
وأبلغت العديد من الدول الأخرى، مثل ماليزيا وفيتنام وكمبوديا وأستراليا عن حالات إصابة أقل من تلك التي افترضتها نماذج العلماء.
الفيروس يصل افريقيا
أما في افريقيا، رغم أن القارة لم تعلن حتى الآن سوى عن حالة واحدة بفيروس كورونا في مصر، إلا أن الباحثين قلقون من احتمال تفشي الفيروس في القارة السمراء، وخصوصا في 7 دول بعينها.
ومرد هذا القلق أن هناك عددا كبيرا من العمال الصينيين يعملون في أفريقيا، كما أن سفرهم المنتظم بين الصين ودولهم يمثل طريقا محتملا لانتقال العدوى.
وأعربت المتخصصة في معهد الأمراض المعدية بباريس، فيتوريا كوليزا، عن قلقها من احتمال تشفي الفيروس في 7 دول أفريقية هي: نيجيريا وإثيبويا وأنغولا وغانا وتنزانيا وكينيا والسودان.
وعلى سبيل المثال، تواجه نيجيريا خطر انتقال الفيروس إليها، بسبب صلاتها التجارية الوثيقة مع الصين.
وبررت كوليزا الأمر، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في هذه الدول، أو عدم استقرارها سياسيا، فضلا أن نظم الرعاية الصحية فيها تتسم بالضعف.
وهذه الدول، باستثناء السودان، ضمن قائمة تضم 14 دولة أفريقية اعتبرتها منظمة الصحة العالمية معرضة لخطر انتقال الفيروس إليها، لأنها ترتبط برحلات جوية مع الصين.
وقالت مجلة “نيتشر” العلمية إنه حتى الأسبوع الماضي، كانت العديد من الدول الأفريقية تفتقر لمختبرات يمكنها تشخيص مرض كورونا، واضطرت إلى إرسال عينات إلى الخارج من أجل فحصها.