بات لجوء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى استخدام السلاح النووي في الحرب الأوكرانية، خيارًا مطروحًا وبقوة بعدما شهد ميدان القتال تراجعًا للقوات الروسية استعدى بوتين إلى التعبئة العسكرية العامة جزئيًا.
تفجير جسر كيرتش
خيار تزداد احتماليته مع الهجوم الأوكراني على جسر كيرتش الرابط بين شبه جزيرة القرم الخاضعة لسيطرة موسكو منذ 2014، وبقية الأراضية الروسية. فهي ضربة تزامنت مع تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن عن جدية نظيره الروسي في تهديداته باستخدام القوى النووية، إذ أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هذا التزامن ليس من قبل الصدفة، خاصة مع نقل ساحة المعركة إلى استهداف أهداف مدنية بالداخل الروسي.
وأوضح طارق فهمي في تصريحات خاصة لموقع أوان مصر، أن استهداف أوكرانيا لأهداف مدنية لن يكون الأخير، إذ صرح المستشار العسكري للرئيس الأوكراني مساء اليوم، أن ضرب جسر القرم لن يكون الأخير، مؤكدًا مسئولية كييف عن الحادث.
الكرملين في حالة طوارئ
وأشار خبير العلوم السياسية إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أشعل حالة طوارئ داخل الكرملين بعد الهجوم على جسر كيرتش، وأنه يبحث طرق الرد على الهجوم الأوكراني الذي يعده هجومًا إرهابية باستهدافه منشأة مدنية، موكدًا أن الرد الروسي لن يتأخر كثيرًا بل سيكون خلال 48 ساعة.
وقال: مكان الجسر هو أخطر مكان يمكن التوصل له، لأنه ينقل من خلاله الإمدادات العسكرية الروسية لأرض الحرب الأوكرانية، والمتوقع أن لا يعود للعمل كما كان ألا خلال شهرين، سيكون الحل البديل هو الأقاليم الثلاثة المستولى عليها حديثا وهي لوجانسك ودونيتسك وزاباروجيا.
بوتين سيضرب بالنووي
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن الروس سيحاولون الرد بكل قوة حتى وأن تم استخدام النووي، مشيرا إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة بأن بوتين يدرس استخدام القوة النووية في الحرب الأوكرانية، يعكس حقيقة وجود هذه الترتبات داخل الكرملين، منوها إلى تصريح خطير أدلى به بوتين مؤخرا وهو قوله بأن أول من استخدم السلاح النووي هو أمريكا ضد اليابان.
وأكد: إذا قرر بوتين ضرب الأراضي الأوكرانية سكون ضربات محكمة وعميقة وتكتيكية لمنطقة غير مأهولة بالسكان، للتأكيد على تهديداته.
تداعيات تفجير جسر القرم
تسبب انفجار يوم السبت في انهيار جزئي لجسر يربط شبه جزيرة القرم بروسيا ، مما ألحق أضرارًا بشريان إمداد مهم للجهود الحربية المتعثرة التي يبذلها الكرملين في جنوب أوكرانيا وضرب رمزًا بارزًا للقوة الروسية في المنطقة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن الانفجار الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينما اتهم رئيس البرلمان الإقليمي المدعوم من روسيا في شبه جزيرة القرم أوكرانيا، لكن موسكو لم توجه اللوم مباشرة لكييف.
أدى الانفجار، الذي قالت السلطات الروسية إنه نجم عن انفجار شاحنة مفخخة، إلى خطر حدوث تصعيد حاد في حرب روسيا التي استمرت ثمانية أشهر.
وقع بوتين مرسومًا في وقت متأخر من يوم السبت يشدد الأمن على الجسر والبنية التحتية للطاقة بين شبه جزيرة القرم وروسيا ، ويضع جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ، FSB ، مسؤولاً عن تأمينه.
بعد ساعات من الانفجار، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قائد القوات الجوية الجنرال سيرجي سوروفكين سيقود الآن جميع القوات الروسية في أوكرانيا. سوروفكين ، الذي عُيِّن هذا الصيف مسؤولاً عن القوات في جنوب أوكرانيا ، قاد القوات الروسية في سوريا واتُهم بالإشراف على قصف دمر معظم حلب.
ومع ذلك ، لا تزال موسكو تتكبد خسائر في ساحة المعركة.