كتبت – سماح عثمان
تقف “عبير” السيدة الأربعينية أمام محلات الملابس لتقرر شراء كسوة الشتاء لأبناءها الثلاثة ولكن كانت الفتارين تحمل صدمة لها من خلال أرقام ضخمة مكتوبة على كل قطعة وعند حسابها للمجموع الكلي أصبت بصاعقة، وعندها قررت أن تذهب عبير لمحلات أرخص ونصحتها جارتها أن تذهب لوكالة البلح التى يوجد بها كافة أنواع الملابس المستعملة والجديدة ولكن بأسعار مناسبة.
بمنطقة وسط القاهرة والتى تشهد زحاما كبيرا من المواطنين على جانبى شارع 26يوليو يقع سوق “الغلابة” منطقة وكالة البلح، والمشهورة ببيع الملابس المستعملة وتجارة البالة المستوردة .
بضائع من ملابس وأحذية معروضة على أرصف الطرقات وفى قلب الشارع يقف البائع لينادى بصوت عالى على الأسعار المذهلة التى يبحث عنها المواطن متوسط الحال في ظل ارتفاع أسعار الملابس والذى يرى أن وكالة البلح هى مقصده لشراء احتياجاته من ملابس الشتاء والصيف.
“بـ 35 جنيه”هكذا حال لسان البائع الذى ينادى لساعات أمام بضاعته المعروضة باسعار من خمس جنيهات الى 100جنيها ليجذب كل رب اسرة وربة منزل وكل شاب وفتاة ليبحثوا عن ضالتهم المنشودة بلبس شيك واسعار بسيطة دون ان يعرف احد من اصحابهم مصدر الملبس .
ويتردد على هذه المنطقة الآلاف يوميا لشراء احتياجاتهم من الملابس المستعملة، حيث توجد كل أنواع الملابس التى يمكن أن تحتاجها الأسرة المصرية، من ملابس أطفال وسيدات ورجال، وإن كان أغلب الزبائن المترددين عليها من الفتيات والسيدات ،البيع لا يقتصر على الطبقات الفقيرة، فكل الطبقات فى مصر تتردد على هذه المنطقة، حيث إن «كثيرا من الزبائن من الموظفين، وحاملى المؤهلات العليا، وطلبة الجامعات من الطبقة الوسطى».
كثرة المترددين من الزبائن على منطقة الوكالة توحى بأن نسبة كبيرة من المصريين يقدمون على شراء الملابس المستعملة، وهو ما يمكن أن يمثل منافسة لأصحاب محال الملابس الجديدة، حيث توفر هذه المنطقة بضاعة جيدة ومستوردة، فى الوقت الذى ترتفع فيه أسعار الملابس الجديدة بشكل مبالغ فيه.
تجار البالة:الأمراض الجلدية إشاعة يروجها أصحاب المحلات
محمد الباهي “تاجر ملابس مستعملة بوكالة البلح”فيقول، أن شراء الملابس المستعملة لم يعد مقتصرا علي محدودي الدخل فقط كما كان، بل تغير الوضع ليشمل أصحاب الدخول فوق المتوسطة والاغنياء التواجد في أسواق ملابس البالة، مضيفا أن محدود الدخل يبحث عن الخامة والسعر أما الزبون الغني فيبحث عن الماركات العالميه والجوده
ويقول ياسر عبد الرحمن “صاحب محال “أن الملابس التي تستورد تكون من ماركات عالمية مؤكدا أن تجارة البالة تزدهر في الشتاء مشيرا إلى أن لكل محال زبائنه الذين يواظبون علي شراء البالات، وعن سبب ازدهار بيع ملابس البالة في الشتاء يقول أنه في الصيف لايحتاج الانسان إلا قميص وبنطلون أما في الشتاء فتزداد الحاجة إلى الجواكت والمعاطف .
ويؤكد عاطف السيد “تاجر ملابس مستعملة “أن إشاعه الإصابة بالأمراض المعدية يروجها التجار الكبار وأصحاب المحلات التجارية الكبيره التي تدفع باتجاه منع البالات لأن تجارتهم اصابها الركود، بالاضافة إلى أن الازمة الإقتصاديه جعلت الناس يلجأون لسوق البالة حيث أن معظم الزبائن يشترون الملابس ويعقمونها بالبخار ويرتدونها كأنها جديدة .
الأسعار نار والبالة هي “كسوتنا”
تقول ليلي محسن أن أسواق “البالة”هي أسواق الفقراء ورحمة لذوي الدخل المحدود والمعدومين في المجتمع، مضيفة بقالي 4سنوات بنزل اسواق الملابس المستعمله أشتري منها ملابس الشتا والصيف والأعياد مشيرة إلى أن السبب وراء ذلك هو مستوى دخلها هي وزوجها .
طبيبة :تأكل جلود المصريين
وتحذر دكتورة رشا أبو الوفا أستشاري جلدية وتناسلية من استعمال الملابس المستعملة والتي هي في الغالب مستوردة بالأطنان نظرا لثمنها البخس، والتي لا تخضع للرقابة .
وتوضح أن هذه الملابس تكون مصدر أمراض جلدية عند استعمالها بدون غسيل وكي، وهي أمراض طفيلية وفيروسية كما أن هناك أمراضا مثل البق والبراغيث والتنيا الجلدية، وتضيف أن الملابس غير القطنية فقد تسبب الإكزيما الجلدية أو الحساسية الجلدية، أما الأحذية المستعملة يمكن أن تحتوى على فطريات وتسبب مرض (التنيه) هذه الملابس المستعملة تحتوي على طفيليات وميكروبات تسبب الحساسية الجلدية .
وتقول أبو الوفا، أن الحساسية في الجهاز التنفسي تنتقل إلى جسم الإنسان بمجرد ارتداء هذه الملابس ولمسها، وهذه الطفيليات حسب الأنواع تكون في مرحلة التبييض (الحوصلة) وأخرى في حالة الكائن.