حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من خطر حدوث سباق تسلح في الفضاء الخارجي، مشيرا إلى وجود فرصة لاتخاذ إجراءات تمنع وقوع ذلك.
وقال لافروف – في كلمته اليوم الأربعاء، أمام الحضور رفيعي المستوى لمؤتمر نزع السلاح في جنيف – إن الولايات المتحدة وحلفاءها بدأوا في التنفيذ العملي لسياسة استخدام الفضاء لإجراء عمليات قتالية، بما في ذلك العمليات الهجومية ونشر أنظمة أسلحة هناك .. لا تزال هناك فرصة لتطوير إجراءات مقبولة بشكل عام وملزمة قانونا يمكن أن تمنع المواجهة العسكرية في الفضاء الخارجي”.
وقال لافروف إن عام 2020 شهد اتجاها مدمرا متناميا نحو انهيار الأنظمة الدولية القائمة للحد من التسلح ونزع السلاح وعدم الانتشار، في الوقت الذي تزايد فيه التوتر وانعدام الثقة بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، مضيفا “في حين واصلت الولايات المتحدة اتخاذ خطوات لاستبدال القانون الدولي والدور المركزي للأمم المتحدة ببعض النظام العالمي القائم على القواعد الذي فرضته واشنطن وبعد الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2018 وتفكيك معاهدة القوات النووية متوسطة المدى في عام 2019 قررت الولايات المتحدة في عام 2020 الانسحاب من اتفاقية الأجواء المفتوحة وبالتالي تقويض الأمن الدولي”.
وأشار إلى أن بداية العام الجاري شهدت بعض التطورات المشجعة، والتي من بينها التمديد الأخير لمعاهدة ستارت الجديدة التي تظل عنصرا أساسيا في الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي والأمن الدولي، مؤكدا أن الحفاظ على ضبط النفس في مجال الصواريخ بعد إنهاء معاهدة القوات النووية متوسطة المدى يظل أولوية قصوى.
ونوه بأن الاقتراح الروسي لا يزال مطروحا على الطاولة حيث لن تنشر روسيا صواريخ أرضية متوسطة وقصيرة المدى في أي منطقة ما لم يتم نشر صواريخ أمريكية الصنع هناك، داعيا دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى اتخاذ خطوات متبادلة مماثلة.
وأكد وزير الخارجية الروسي أن بلاده ستواصل تقديم مساهمتها العملية الكبيرة فى نزع السلاح النووي، مشددا على أن إحراز مزيد من التقدم في هذا المجال يتطلب مشاركة جميع الدول الحائزة لقدرات نووية عسكرية.
وأضاف أن روسيا منفتحة على الحوار متعدد الأطراف والذي يجب أن يتم على أساس التوافق واحترام المصالح المشروعة لجميع الأطراف، مشيرا إلى أن بلاده ظلت تدعو باستمرار إلى إعادة الالتزام من جانب روسيا والولايات المتحدة وكذلك من قبل الأعضاء الآخرين في الدول الخمس دائمة العضوية بالصيغة الأساسية التي تنص على أنه لا يمكن كسب حرب نووية، مشيرا إلى أنه طرح هذا الاقتراح مرة أخرى خلال محادثته الهاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن في 4 فبراير الجاري.
ودعا لافروف إلى إعادة الأسلحة النووية الأمريكية إلى أراضي الولايات المتحدة وتفكيك البنية التحتية الأجنبية لنشرها، مؤكدا رفض بلاده لاستمرار حلف الناتو في ممارسة المشاركة النووية والذي يتعارض مع معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يكون المؤتمر الاستعراضي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بصفتها الأداة القانونية الدولية الرئيسية لعدم الانتشار النووى ونزع السلاح، وإحدى ركائز النظام العالمي الحالي، الحدث المركزي لهذا العام، مشددا على ضرورة توحيد الجهود من أجل توحيد جميع العناصر الثلاثة لمعاهدة عدم الانتشار (عدم الانتشار ونزع السلاح والاستخدام السلمي للطاقة النووية)، بما يضمن ترابطها المتوازن.
وشدد لافروف على ضرورة تصحيح الوضع الحالي في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مضيفا أن بلاده تعارض “الممارسة الشريرة المتمثلة فى استخدام المنظمة لممارسة الضغط على الدول غير المرغوب فيها من خلال عقوبات تستند الى مزاعم لا أساس لها من الصحة باستخدام الأسلحة الكيميائية”.
ودعا الوزير الروسي إلى حوار موضوعي ومهني قائم على أساس التنفيذ الصادق لبنود اتفاقية الأسلحة الكيميائية من قبل الأمانة الفنية وليس على بعض نظريات المؤامرة، على حد قوله.
وطالب باتباع نهج بناء لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط؛ وكذلك لمعالجة الحالة مع برنامج إيران النووي.
ودعا وزير الخارجية الروسي المجتمع الدولي وقبلهم الولايات المتحدة الأمريكية إلى تكثيف الجهود على هذه المسارات التي تعتبر بالغة الأهمية للمجتمع العالمي.
موضوعات متعلقة
موسكو تشهد محادثات وزير الخارجية الروسي ونظيره الليبي
نائب وزير الخارجية الروسي: الاتحاد الأوروبي يدفع العلاقات مع موسكو إلى الغموض
نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع سفير الكويت في موسكو العلاقات الثنائية