في قصة النجاح، تتألق القيمة الإيجابية والإسهام في بناء الأشياء بأسلوب ينم عن التفاؤل والإبداع. هذه القيم تعكس واقعًا يشي بالتأثير والتغيير، وهي التي تحمل الرسالة الملهمة للأجيال القادمة.
ومن بين الشخصيات التي تبرز بأعمالها الإيجابية، يتألق رجل الأعمال الذي يمتلك شركات عدة واستثمارات بمليارات الدولارات، أو الوزير الذي يقف في صفوف الساسة الناجحين في مصر.
قصة نجاح وزير التجارة في عهد مبارك رشيد محمد رشيد
رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة السابق في مصر، يشارك من خلال تجربته الحياتية دروسًا قيّمة.
تلك الدروس التي صمدت أمام تحولات مفاجئة في القوى والاتجاهات، رغم حياده الهادئ الذي لم تلمسه آثار تلك التغييرات الدرامية.
يقول رشيد: “إذا كانت لديك فرصة للتغيير كل بضع سنوات، سواء في حياتك المهنية أو أنشطتك المختلفة، فهذا أمر مفيد للغاية. فالتمسك بالروتين لفترة طويلة يقودنا إلى الرتابة وتضاءل الفائدة. من ناحية أخرى، التغيير، حتى وإن كان جزءًا صغيرًا من حياتك، يجلب معه فرصًا جديدة للتعلم والتطور”.
هكذا، ترتسم صورة لرؤية تفاؤلية تعكس حكمة الخبرة وروح الابتكار في استقطاب كل تجربة سابقة لصقل المستقبل، ما يفتح آفاقًا جديدة للإبداع والتأثير في كل مجال من مجالات الحياة.
نطاق أعمال رشيد محمد رشيد
وقام رشيد محمد رشيد بتوسيع نطاق أعماله في مصر من خلال شركته العائلية، التي كانت في الأساس تعمل في مجال الشحن، إلى تصنيع السلع الغذائية وإطلاق العديد من العلامات التجارية مثل “فاين فودز” و”دريم”. بالإضافة إلى ذلك، دخل في شراكة مع “كوكاكولا” لتعبئة وتوزيع المشروبات الغازية، ومن ثم تحالف مع شركة “يونيليفر”. بعد أربع سنوات من العمل مع يونيليفر، تلقى عرضًا لقيادة وزارة التجارة والصناعة في مصر.
بالرغم من عدم استعداده لهذه المهمة، وافق رشيد على تولي المسؤولية بعد تشاور مع عائلته. وبذلك، أصبح أول وزير من القطاع الخاص في مصر منذ عام 1952. على الرغم من التحديات والاتهامات التي واجهها بعد ثورة يناير 2011، تم تبرئته من جميع التهم.
مشاركة رشيد محمد رشيد في الحياة السياسية
ولم يندم “رشيد” على قراره بالمشاركة في الحياة السياسية، حيث رأى فيه فرصة لتحقيق تغيير إيجابي. خلال فترة عمله في الحكومة، ساهم في تحقيق العديد من التطورات والإنجازات التي أثبتت أهمية مساهماته، لا سيما في تشكيل آفاق جديدة للشباب الصاعدين في مصر.
خلال المقابلة، كشف رشيد عن التحدي الذي واجهه عندما انتقل من مجال الأعمال إلى السياسة كوزير.
أثناء الاجتماعات، كان نشيطًا ومبادرًا لتحقيق النتائج، ولكن بعض زملائه في الوزارة اندهشوا من ذلك ونصحوه بالتهدئة، مؤكدين أن السياسة لا تهتم بالنتائج بل بالنشاط. لكن رشيد أصر على الاستمرار بالعمل بنفس الطريقة التي تعلمها في مجال الأعمال.
تعلم رشيد الدرس القيم من تجربته مع “يونيليفر” في لندن، حيث تمتلك الشركة هيكلًا تنظيميًا ضخمًا يختلف تمامًا عن شركته العائلية. عندما سُئل عن تجربته مع الشركة، أكد على محاولته التكيف مع البيئة الجديدة، لكن رئيسه في “يونيليفر” نصحه بأن يظل نفسه ويستمر في العمل بالطريقة التي يعتاد عليها.
رغم التحديات، حافظ رشيد على شخصيته وأسلوب عمله، ورفض تقليد الآخرين. بالنسبة له، كان التميز يكمن في الاستمرار بالطريقة الأصلية للقيام بالأمور.
ومن وجهة نظره، فإن المشكلة الرئيسية في التنمية هي توافق التعليم مع احتياجات سوق العمل، وهو يرى أن تنمية الكوادر تعتبر أمرًا حيويًا. كما يشير إلى أن رفض التغيير والتنوع يشكل أزمة في العديد من المجتمعات.
في النهاية، يعتقد رشيد أن العالم بحاجة إلى التفتح وقبول الغير، ويحذر من تعصب الأفكار والانغلاق العقلي، مؤكدًا على أن التغييرات والتحولات الإيجابية تأتي من خلال التنوع والاستعداد لقبول الآخرين.
خلال حديثه مع مجلة “إنيغما”، ظهر رشيد محمد رشيد بوجه هادئ رغم تجاربه الصعبة التي مر بها، حيث أكد على أهمية الالتزام بالمبادئ والقيم في الحياة، مشيرًا إلى أن النزاهة والاستقامة ستنتصر في النهاية.
وأضاف أن البعض يظن أن تعليم أبنائهم الفهلوة وأخلاق الشارع سيضمن لهم النجاح المهني، لكنه شدد على أن القيم والنزاهة لها دور أساسي في بناء النجاح، ودعا إلى إعادة النظر في الأولويات لتحقيق السلام الداخلي.
وعن التكيف، أكد رشيد على أهمية قدرة الإنسان على التكيف مع التغييرات وتقبل الأفكار والمعطيات الجديدة، مؤكدًا أن التكيف مع البيئة وتطويعها يمنح الفرد قوة إضافية.
أما بالنسبة لاختيار رجال الأعمال، فقد شهدت حياة رشيد تحولًا غير متوقع حيث عاد إلى عالم الأعمال بعد تبرئته من التهم الموجهة إليه.
رغم أن التركيز لم يكن على تكوين ثروة جديدة، إلا أنه عاد لممارسة ما يحب من خلال استثماره في شركة “فالنتينو” للأزياء الفاخرة واستحواذه على علامات تجارية أخرى في هذا المجال، بدعم من زوجته التي ساعدته على التركيز على أهدافه الجديدة.
في عالم السلع الفاخرة، تتبدل الديناميات عما كان معتادًا عليه في مجال السلع الاستهلاكية، حيث تكون التركيزات والاستراتيجيات مختلفة تمامًا.
يقدم رشيد محمد رشيد، والذي بنى سابقًا محفظة منتجاته من خلال دراسة سلوك المستهلك واحتياجاته، نقطة نظر مغايرة حول تقديم المنتجات الفاخرة. يقول إنه في هذا القطاع، يتم التركيز بشكل رئيسي على تقديم منتجات تبهر الزبائن دون الحاجة إلى استطلاعات للرأي أو دراسات مسبقة للاحتياجات.
مع دخوله هذا القطاع، وجد رشيد نفسه يتعلم بسرعة، حيث أدرك أن قراراته الأولى كانت خاطئة، وتعلم الكثير من الفشل.
يشير إلى أن الفضل في نجاح شركاته مثل فالنتينو وبالمين يعود إلى فريق العمل، مؤكدًا أن دوره كمدير يتمثل في تحديد الرؤية واختيار الأفراد المناسبين وتوفير بيئة عمل ناجحة.
يشدد رشيد على أهمية المخاطرة وقبول الفشل كجزء من العملية التعليمية، ويشجع على التفاؤل والمثابرة في مواجهة التحديات.
بالإضافة إلى ذلك، يشير إلى أهمية اختيار الشريك الحياتي بعناية وفي وقت مبكر، مؤكدًا أن وجود شريك مؤمن ومتفهم يجعل الرحلة نحو النجاح أكثر سلاسة وإشراقًا.