قالت وكالات أنباء عالمية، بأنها اطلعت على وثيقة مهمة تلقي الضوء على الطريقة التي تتعامل بها السلطات الصينية مع مئات الآلاف من المسلمين الإيغور، حيث تعرض الوثيقة تفاصيل الحياة الشخصية لأكثر من 3000 فرد من المقيمين في إقليم شينجيانغ.
وتدوّن الوثيقة المؤلفة من 137 صفحة بيانات حول أوقات صلاتهم، وشكل ملابسهم، ومع مَن يتواصلون، بالإضافة إلى معلومات عن سلوك أفراد عائلاتهم.
وتنفى الصين ارتكاب أي مخالفات، وتؤكد أنها تجمع معلومات عن “الإرهابيين والمتشددين دينيا”.
ويعتقد أن هذه الوثيقة أتاحها مصدر من شينجيانغ، كان قد سرب من قبل مجموعة من الموّاد البالغة الحساسية العام الماضي.
وأكد أدريان زينز، وهو أحد أهمّ الخبراء في السياسات الصينية بإقليم شينجيانغ، صحّة الوثيقة الجديدة، قائلاً: “هذه هو أقوى دليل على أن الصين تضطهد وتعاقب البعض بسبب ممارسات عادية مرتبطة بمعتقدات دينية تقليدية”.
محتويات الوثيقة
وتضم الوثيقة الجديدة تفاصيل تحقيقات حول 311 فردا، كاشفة خلفياتهم وتقاليدهم الدينية، وعلاقاتهم بمئات من أقاربهم وأصدقائهم وجيرانهم.
يذكر فيها هل يتعين بقاء بعض الأشخاص في مراكز التأهيل، أم يُفضل الإفراج عنهم، ومَن ينصح بعودتهم بعد خروجهم من المراكز.
ويتناقض ما جاء في الوثيقة مع حديث السلطات الصينية عن أن هذه المراكز هي مجرد مؤسسات تعليمية.
ومن بين الأمثلة التي تعرضها الوثيقة عن طريقة التعامل مع الإيغور، امرأة تُدعى هيلشيم (38 عاماً)، التي أرسلت إلى مركز إعادة التثقيف لسبب رئيسي يتمثل في “ارتدائها الحجاب قبل عدة سنوات”.
وهناك معتقلون بسبب تقدّمهم للحصول على جواز سفر، وهو ما يعكس أنه حتى نية السفر باتت مؤشرا على التطرف، في رأي السلطات. وذُكر هذا السبب لتبرير تحويل رجل (34 عاماً) إلى مركز تأهيل رغم تصنيفه على أنه “لا يشكل خطراً عملياً”.
ودخل رجل آخر (28 عاماً) مركز تأهيل بسبب تصفح موقع على الإنترنت أحاله دون قصد، إلى موقع أجنبي.
وتظهر في الوثيقة أحكام بالسجن بسبب ممارسة طقوس دينية أو الاحتفال بمناسبات عادية. فقد حكم على والد أحدهم بالسجن خمس سنوات بسبب لحيته الكثيفة الملونة وبسبب إعطائه دروس دين جماعية.