كتبت – سماح عثمان
الباحثون عن الشهرة دائمًا ما يلجأون لقصات الشعر الغريبة والغير مألوفة علي المجتمع، ظهر مؤخراً بعض برامج اللايف والتي انطلقت من مواقع التواصل الاجتماعي تسمح لهؤلاء الشباب بإنتاج فيديوهات بواسطة الهاتف المحمول بأن يتم تشغيل مقطع صوتي لفنان ما ويقوم الشاب او الفتاة بتحريك شفتيه وكأنه يغني الاغنية لتأتي الخطوة التالية وهو وضع هذا الفيديو عبر رابط البرنامج الذي يقوم بنشرة علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك لينال حظه من “اللايك والشير والكومنت” وكلما زادت التعليقات زادت الشهرة، ولأن الطبيعي لن يلفت انتباه رواد مواقع التواصل الاجتماعي فكان من الضروري أن يتنافس الفتيات والشباب لتصوير مقاطع غير مألوفة وتبدو أكثر غرابة واستفزازًا للحصول علي تعليق او لايك وربما شير إن لزم الامر.
“محمد اسماعيل” وبحسب التعليقات التي تركها علي فيديو لفتاة ترقص على أغنية شعبية، يدعي أنه ابن خالتها، ويقول : ابنه خالتي مهووسة بالشهرة وربما وصلت لحد المرض وقد حاولت العمل بمجال الفن إلا ان عائلتها المتدينة رفضت هذا الأمر وهو ما دفعها إلى واحدة من البرامج “اللايف” التي تسمح بتركيب الصوت علي بعض الرقصات التي يؤديها رواد البرنامج، وكانت الصدمة حينما رأى والدها وهو يتصفح الفيس بوك مقطع فيديو حصل علي نسبة مشاهدات وصلت لمليون مشاهد لابنته وهي تؤدي أغنيه وتتمايل مما تسبب له في ارتفاع نسبه السكر والضغط ودخل علي إثرها المستشفى، وللأسف مثل هذه الأمور حتى لو أبدت الفتاه ندم علي ما فعلته فلن يفلح معها الندم.
لم أستطع مواجهة المجتمع وارتدت النقاب
وتروي “س.ا” تجربتها مع برامج اللايف، قائلة : للأسف لم أكن أعلم أن مقطع فيديو مدته 20 ثانية سوف يقلب حياتي رأسًا علي عقب، وما دفعني هو حب الفضول والتجربة بعدما رأيت صديقات لي بالجامعة حظوا بشهرة واسعة، وللأسف كلما فعلت شيء غير مألوف حصلت علي أعلى نسبة مشاهدة وهو ما دفعني إلى خلع الحجاب والقيام بالرقص علي الأغاني الشعبية، ولم أعلم أن البرنامج يقوم بتسجيل اللقطات ونشرها تلقائيًا علي “الفيس بوك” للحصول علي أعلى نسبة مشاهدة وتحقيق أرباح،ولأنني لم أستطع مواجهة المجتمع منذ ذلك الوقت اضطررت لارتداء النقاب.
وتابعت، هذه البرامج تستهدف الباحثين عن الشهرة ولكن أغلب المشتركين من المراهقين الذين لا يعرفون النتائج السلبية المترتبة علي تصوير مثل تلك الفيديوهات.
90 مليون شخص حول العالم يستخدم برامج بث الفيديوهات
من جانبه، كشف خبير البرمجيات محمد القرش، ان عدد مستخدمي تلك البرامج حول العالم 90 مليون شخص وجميعهم من المراهقين وداخل مصر وصل عدد المستخدمين حوالي 2 مليون ويتم انتاج 12 مليون فيديو يوميًا ويتم الحصول علي المكاسب من وراء العلانات المصاحبة للبرامج اللايف التي تعمل بطريقة الأستوديو، من خلال بث أغنية مدتها من 15 ثانية وحتى دقيقة واحدة ويقوم المؤدي بتحريك شفتيه فقط والقيام ببعض الحركات الاستعراضية ومن ثم يتم نشر الفيديو تلقائيًا علي مواقع التواصل للحصول علي عدد من الإعجابات التي تضمن الإنتشار.
برامج انتاج إسرائيلي غرضها التجسس
وأضاف القرش، أغلب تلك البرامج إنتاج إسرائيلي تستهدف خلق شعبية بالوطن العربي لتكون البداية مع تسجيل الرقصات والحصول علي إعجابات لينتهي الأمر بتصوير مواقع حساسة ومنشآت عامة بغرض جمع المعلومات .