الفيضانات والأعاصير والحرائق التي انتشرت في ربوع الكرة الارضية ما هي إلا مظهر من مظاهر جنون المناخ الذي تسبب فيه الإنسان بقصد أو بدون ، فالاحتباس الحراري وانبعاثات ثاني اكسيد الكربون وتآكل طبقة الأوزون هو نتاج طبيعي لما يصنعه البشر من انتهاكات لقواعد الطبيعة ، العالم استيقظ على جنون المناخ وتأثيراته لكن الأخطر لم يأتي بعد ، فتداعيات ما يجري سيراه العالم خلال شهور قليلة فهناك موجة جديدة لارتفاع أسعار الحاصلات والمنتجات الزراعية الأساسية مثل الحبوب والسكر والزيوت ، نسبة الارتفاع وصلت الى ٤٠ ٪ خلال الاسابيع الماضية ومازال مؤشر الارتفاع يتصاعد بشكل مخيف ، هذه النسبة من الزيادة في الاسعار لم تحدث منذ عام ٢٠١١ ، الخبراء في منظمة الفاو يقولون أن هناك أسبابا منطقية أدت الى هذه الارتفاعات ، أول هذه الاسباب هو حالة الجفاف الحادة التي تشهدها البرازيل نتيجة الحرائق الممتدة في آلاف الهكتارات من الغابات وهي أكبر وأهم مصدر للفول الصويا والسكر في العالم ، ثاني هذه الاسباب هو التوسع في استخدام الحبوب الزراعية في انتاج الوقود الحيوي في محاولة لإيجاد بدائل للوقود الأحفوري ، ثالث هذه الأسباب هو شراهة الصينيين في استهلاك الصويا بشكل تحول الى عبئ على الاستهلاك العالمي ، رابع هذه الأسباب هو تداعيات وباء كورونا التي تسببت في إرتباك سلاسل الإمداد بين مناطق الانتاج والاستهلاك ، وما شهدته المواني والخطوط الملاحية من تخبط لنفس السبب ، هذه الزيادات تمثل دقا لناقوس للخطر الغذائي في الدول التي تعتمد على استيراد احتياجاتها من الخارج ، من هنا جاءت أهمية تخطيط الدولة المصرية لتصبح مركزا إقليميًا لتخزين وتداول وتجارة الحبوب والحاصلات الزراعية مع التوسع في المساحات المنزرعة من الحبوب والنباتات الزيتية لسد الفجوة الاستيرادية وتحقيق الأمن الغذائي المصري .