تسير منحنية الظهر وخطواتها كطفل يحبو، عيناها غُلقت لكبر سنها وشقائها وقلة حيلتها بالعلاج، ترى الدنيا بصورة مهتزة وكأن عليها ستاراً يحجبها، تأثرت حتى أذناها بالعمر مع شيخوختها وسرق الفقر منها صحتها بعدما فقدت فلذة قلبها وراعيها بعد وفاة زوجها، بوجهها خطوط ظروفها القاسية ونحافة جسدها و كلامها الغير مفهوم وسمعها الضعيف الدليل الأكبر على أنها تسير بالطرقات بنور الله وحكمته من أن يحن لها من تطرق عليهم الباب.
“مسنه” قد تكون فى الثمانيات من العمر، تتجول بالقرى وبيدها شوال صغير، تترك الأبواب تطلب الأرز والطعام، حتى أنها لا تستطيع ولا تعرف ما الذى يضعه الناس لها بالشوال، وهذا لضعف نظرها وبمجرد أن يكون معها الطعام تذهب لمنزلها، فجسمها النحيف لا يساعدها بأن تحمل أشياء ثقيلة، تضرب المثل فى عبرة الزمن وتقدم العمر للإنسان والصبر على البلاء والرضا.
رصدت عدسة “أوان مصر” سيدة عجوز لم تستطيع الحركة وجسمها نحيف ولديها عين مغلقة تطلب الأرز والطعام، قائلة: ” اسمى أم يسرى وعايزة أكل واللى كان بيصرف عليا مات، ابنى مات ومفيش حد بيأكلنى ولا يصرف عليا، أعيش بقرية سنطيس التابعة لمركز دمنهور، بمحافظة البحيرة، مليش دخل ومكانش عندى إلا بنت وولد والولد مات وبنتى ملهاش بخت وقاعدة معايا وبطلع أجيب أكلنا مفيش فلوس ولا دخل”.
“عايشة بقالى كتير مش عارفة عندى كام سنة” بهذه الكلمات أكملت “أم يسرى” قصتها لتعبر عن نسيانها حتى لعمرها من كثرة الهموم والشقاء التى تعيشه وهى بعمر الشيخوخه، وتستغيث بالمسئولين قائله “عاوزه أكل ومصدر دخل علشان أعيش أنا وبنتى واللى كان بيصرف عليا مات”.