في ظل انتشار القنوات التلفزيونية التي يُطلق عليها البعض «قنوات بير السلم»، أصبحت وسائل النصب والغش التجاري وبيع الهواء أداة جديدة وابتكار سهل وبسيط للإبداع في طرق النصب بكافة الطرق الممكنة على المواطنين، وذلك في ظل غياب الرقابة على تلك القنوات التي تملؤها الإعلانات التي تُحرض على النصب وبتكلفة ضئيلة.
في السجن وإعلاناته برا
وألقت الأجهزة الأمنية مُنذ الشهور القليلة الماضية القبض على أحد تاجري الهواء والنصب على المواطنين الصيدلي «أحمد أبو النصر»، الذي لقب إعلاميًا بـ “طبيب الكركمين” ووجهت لهم تُهمة حيازة مواد عشبية مجهولة المصدر لتحقيق أرباح غير مشروعة.
وبعد سجنه تفاجأة الجمهور بأن إعلانات «طبيب الكركمين»، مازالت على الشاشات، بالرغم أن المحكمة الاقتصادية بالقاهرة أصدرت حكمها يوم الثلاثاء الموافق 29 مارس 2022 حبسه سنتين وتغريمه مبلغ 100 ألف جنيه، مازالت إعلاناته تملئ شاشات التلفزيون إذا هل طبيب الكركمين مجرم أم لا؟.
قضت المحكمة الاقتصادية، يوم الثلاثاء 29 مارس 2022، بمعاقبة أحمد محمد عبدالقادر أبو النصر، المعروف إعلاميا بـ«طبيب الكركمين»، بحبس المتهم الأول سنتين مع الشغل والنفاذ وغرامة مائة ألف جنيه والمصادرة عن التهم المسندة إليه للارتباط وحبس المتهم الثاني عبدالونيس حسن محمد سنة مع الشغل وغرامة 100 ألف جنيه، للتهم المسندة اليه للارتباط، وذلك لاتهامه ببيع أعشاب ونباتات طبية مخالفة للاشتراطات الصحية تحت مسمي «كركمين»، على مواقع التواصل الاجتماعي.
حبس طبيب الكركمين
وكانت النيابة العامة قد قدمت المتهم أحمد أبو النصر، وآخر معه إلى محكمة الجنح الاقتصادية لطرحهما وعرضهما للبيع أغذية ونباتات مغشوشة، ومستحضرات ومستلزمات طبية لم يصدر قرار من وزير الصحة أو أي جهة معنية أخرى بتداولها مع علمهما بذلك، وفتحهما مكتبا للدعاية الخاصة بالأدوية والمستلزمات الطبية بغير ترخيص، وإنشاء المتهم أحمد أبو النصر وإدارته صفحات بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ومواقع أخرى بهدف ارتكاب جريمة بيع تلك الأشياء بغير ترخيص، واستعماله وسائل من شأنها حمل الجمهور على الاعتقاد في مزاولة مهنة الطب وهو غير مرخص له بمزاولتها، وانتحاله لنفسه لقب طبيب، فضلا عن ارتكاب المتهم الآخر جريمة توزيع تلك الأشياء بدون تصريح وجنـح أخرى.
طبيب الكركمين أحمد ابو النصر
وكانت النيابة العامة قد تلقت تحريات إدارة مكافحة جرائم المصنفات بالإدارة العامة لمباحث المصنفات وحماية حقوق الملكية الفكرية والتي تضمنت إنشاء وإدارة المتهم أحمد أبو النصر قناة فضائية وأخرى إلكترونية بموقع يوتيوب يَدَّعي فيها أنه طبيب إخصائي ومعالج بالأعشاب والنباتات الطبيعية، وأنه رَوَّج في هاتين القناتين لبيع أدوية ومستحضرات نباتية زَعَم قُدرتَها على شفاء مُختلِف الأمراض، وتفوقها على الأدوية المصنعة، وأنه اتخذ من محلّ إقامته مقرًّا لممارسة نشاطه الإجرامي، وإدارة القناتين المشار إليهما، فضلًا عن إعلانه عن بعض الأماكن كمنافذ لبيع ما كان يعرضه، والتي أكدت التحريات عدم إجازتها من وزارة الصحة وأنها أدوية مغشوشة، فأصدرت النيابة العامة إذنًا بضبطه، وتفتيش مسكنه ومنافذ البيع التي أعلن عنها.