كتبت.. شروق مدحت
قالت الدكتورة مها العطار خبيرة طاقة المكان، أن العام الدراسي يشهد تحول العديد من الأمهات إلى شخصية أمنا الغولة، كل منهم أصبح أجش الصوت جاحظة العينين، مقلوبة الحاجبين، منكوشة الشعر، تصرخ وتعوى أحيانآ مثل الذئاب، تسمع أشياء تكسر وتشاهد أشياء تطير فى البيت، وسبب هذا التحول هو دخول المدارس ومذاكرة الأولاد.
وأوضحت العطار، أتعجب أن كل بيت يفرض حالة من الطوارىء عند دخول المدارس وتوقف الحياة بالأسرة جميعاً على الدروس والتعليم والدراسة، والهدف أن يتخرج الأولاد من المدرسة متفوقين ومن الأوائل !!
واستكملت قائلة: ” أصحابى لماذا لا تفكرو فى الطفل الأخير، وهو التلميذ الذى نجح فى نهاية الصف ” على الحركرك ” كما يقولون، لو كل طالب طلع الأول مين هايطلع الثانى، رحمة بأبنائكم ورحمة بكم أنتم، التعليم والتفوق الدراسى ليس الهدف، ولكن الهدف هو النجاح فى الحياة، كم من متفوق يجلس فى البيت بلاعمل أو يعمل فى غير تخصصة.
وحذرت من عبارة “يجب أن تكون الأول دائماً”، حيث أنها تحتم علي الإبن أن يسبق زملاءة دون غيرهم فهذا هو مجال التنافس وهذه هي حلبة التفوق، فإن تفوق عليهم، ولو بمجموع قليل وجهد يسير كان نجيباً ورائعاً، فلنمتنع -إذن- عن ترديد هذه العبارة “يجب أن تكون الأول دائماً” ولنستبدل بها عبارة أخرى “يجب أن تفهم المنهج وأن يكون مجموع علاماتك في أعلى مستوى ممكن”، وبذلك يتحول الأمر من تنافس بين الطلاب بعضهم مع بعض إلى تنافس بين الطالب وبين المجموع النهائي ، فتقل الأحقاد بين الطالب وإخوته الطلبة، ويصبح الصراع بين كل طالب وبين الدرجة العليا، فيسعى الطالب إلى النجاح وفهم الحياة بدل أن يسعى إلى إزاحة إخوته الطلاب .