من صوف ملون وايد” تتلف بحرير” ودماغ هندسية وعين بتقيس تترسم لوحة فنية من الصوف علي سلسلة خيوط قطنية من وحي خيال فنانالأشغال اليدوية ” مصطفي عمارة” ليخرج فناً دقيق غير محدد بالأقلام ولكن عيناه التي تبدع بمقياس ، لوحاتة تبهر من يراها من دقةتفاصيلها و مزيج ألوانها الخلابة.
وعلي صوت أغنية” بكار“بدأ مصطفي عمارة إبن قرية الأبعادية بمحافظة البحيرة يبدع أمام عدسة “أوان مصر” في رسم لوحة بكار محبوبالصغار وعنزتة رشيدة، ليعرفنا كيف يتم شغل “الكليم اليدوي “علي النول الخشبي بإبداع من هندسة العقل والعين البشرية ، وهو جالساًعلي هذه الألة البسيطة وكأن يداه تعزف علي ألة البيانو.
” الشئ الوحيد الذي إكتسبتة في حياتي أنني رأيت فرحة من علمتهم حرفتي ورزقوا منها مادياً، وأمنيتي أن أعلم جميع العالم الشغلاليدوي لربحة المادي” هكذا بدأ المبدع ” مصطفي عمارة” صاحب الـ 63 عاماً يروي عشقة للأشغال اليدوية والذي يمارسها منذ 45 عاماًوأكثر، قائلاً ” بعد دبلوم الصنايع تعلمت هذة الحرفة في مركز التدريب والتأهيل في الجمالية بالقاهرة لمدة عامين وفزت بالمركز الأول حينهاوحصلت علي شهادة من وزارة الشئون الإجتماعية بعد إجتياز إمتحان لمدة ساعة واحدة فقط لتنفيذ اللوحة المطلوبة، ثم تم تعيني في طنطابمحافظة الغربية فني بالشئون الإجتماعية ومنتدب للجمعيات الخيرية لتعليمهم الأشغال اليدوية وعمل تعاون مع القوي العاملة بالغربية.
وأكمل “عمارة ” هذة الحرفة كانت مربحة لي فمن خلالها استطعت أن أتزوج واستقريت بطنطا، وبعد المعاش عودت مرة أخري لمحافظتيالبحيرة ومكثت بالأبعادية مكان نشأتي، وبدأت أعلم من يريد ممارسة هذة الحرفة حتي السيدات ربات المنازل تعلموها بجوار عملهم بالمنزلدون إهمال واجبهم تجاه أسرهم وفي نفس الوقت يعود عليهم بالنفع المادي، مشيراً أنه كان يذهب لمدة يومين في الأسبوع للشئون بالأبعاديةليعلم السيدات.
وأضاف مصطفي ” ألة النول” تعتبر ثروة فمن الممكن أن تكسب في اليوم 200 جنيهاً فما أكثر ولكن تحتاج إلي الصبر في بدايتها وبعد ذلكتصبح وسيلة سحرية للربح والعمل، وأن الشغل اليدوي كالرسم الهندسي فلابد بداية الرسمة كنهايتها وإعتمادي الكامل لتنفيذ اللوحة عليالنول الخشبي علي يدي وعيناي وأرجلي وعقلي دون أقلام أو إبر للحياكة وغيرهم، وكل سم ينفذ بدقة ليتماشي مع نوع الخيوط المستخدمةوتنفيذ اللوحة علي حسب المزاج من الممكن أن أنجزها في يوماً أو أقل وأسعار لوحاتي أبيعها علي حسب تعبي ووقتي التي إستغرقتة ولكنبأسعار مناسبة، وهناك زبائن تشتريها وتبيعها للخارج بأرقام خيالية ولكنني لا أحب أن أبيع للخارج.
وبدأ ” مصطفي عمارة” يوصف لعدسة“أوان مصر” تكوين “ألة النول” وهي عبارة عن خشب وماسورتين من الحديد ونير ومشط وهذة الألةيتم صناعتها عند النجار وغير مكلفة، وأكد أنه يعلم المهنة في 10 أيام فقط ويكون حريصاً أن بعد هذة المدة يكسب المتدرب مبالغ مالية منعمل يدة ومجهودة، ووصف خامات الصوف وتصبغات الصوف الأبيض والصوف الطبيعي هو البني وتدرجاتة والأسود ويصبغ باللون الذييريدة علي حسب إختلافات الدرجات وأنواع الصوف “البلدي والمصبوغ“، وهذة المشغولات منها ما يعلق علي الحائط كلوحة فنية للزينة ومنها“الكليم” الذي يفرش كالبساط علي الأرض.
مكملاً” علمت أولادي وأحفادي الشغل والفن اليدوي وإبنتي أميرة تعمل في السجاد اليدوي والكليم بحرفية وإتقان، ولم أتذكر عدد مندربتهم وعلمتهم من كثرتهم فكل هدفي هو الفن وفرحتهم بالعمل وهذا هو مكسبي الوحيد، والأن أدرب في مشروع “بشاير الخير” بالأسكندرية لمدة 3 أيام أسبوعياً وجمعية “الخير في أمتي” وجمعية ” جيل الغد” في محافظة الغربية لمدة يوم واحد أسبوعياً و أيضاً قريبكوم حمادة وهناك بعض رجال الأعمال يدعموا مادياً مشاريع الكليم اليدوي لأنة مربح والمكسب أضعاف.
وأنهي ” مصطفي عمارة” حديثة مع ” أوان مصر” قائلاً ” أحب حرفتي وأعتبرها فناً يغذي روحي فلا أستطيع العيش بدونها فهي ثروتي ولاأفرح بمشاركتي في المعارض بقدر إعجاب الناس بلوحاتي وتشجيعي علي الإستمرار في المهنة، فهي تعد ثروة توارثت منذ الحضارة القديمةوأتمني أن لا تهدر قيمتها مع مرور الوقت فالعالم الخارجي ينبهر بالأشغال اليدوية لأنها تمثل تراثنا العريق.