22 عاما مرت على قضية الفنانة “وفاء مكى” والتى أدينت وقتها باحتجازها خادمتها فى العقد الثانى من العمر، وقامت بتعذيبها لمساعدة والدة الفنانة وأفراد من أسرتها، وذلك بسبب قيام الفتاة الخادمة مع شقيقتها بإخبار زوج الفنانة قى ذلك الوقت بمعلومات أدت إلى نشوب مشادة كلامية عنيفة بينه وبينها تطورت بعد ذلك إلى التشاجر، لتطور الأمور بعدها إلى انتقام الفنانة المتهمة من الخادمة وشقيقتها اللاتى كن يعملن لديها، فاقمت هى ووالدتها واشخاص آخرين من أقاربها بتقيد الضحيتين وتكبيلهن بقيود وحبال، وقاموا بممارسة كافة اشكال التعذيب عليهم، بإستخدام العصا والمكواة والأسلحة البيضاء المسخنة، بغرض إحداث عاهات بهن، بالإضافة إلى حلق شعرهن وحرق فروة الرأس أيضا، مما تسبب فى حدوث عاهات مستديمة بهن.
معملتش حاجة
هذا ما وصفته النيابة العامة فى أمر الإحالة الصادر عنها تجاه الفنانة المتهمة ووالدتها وباقى المتهمين، بعد إحالتهم إلى محكمة الجنايات والتى أصدرت بحقهم عقوبات بالسجن المشدد، إلا أن الفترة الأخيرة وبعد كل هذه السنين، ظهرت الفنانة المتهمة مرة آخرى من خلال أحد البرامج التليفزيونية بإحدى القنوات الفضائية، وأدلت بتصريحات خطيرة عن قضيتها التى قضت فترة عقبوتها بالكامل، والتى أيضا أيدت عليها هذه الأحكام محكمة النقض بعد طعنها على الحكم، حيث كشفت أنها نفذت فترة العقوبة كاملة، لكنها مازالت مصرة على برائتها تماما من هذه التهم التى نسبت إليها جملة وتفصيلا، مدعية أن والد الفتاتين هو من قام بهذه الأفعال التى تسببت فى تشويه جسد الضحايا وأسفر عن العاهات المستديمة بهن، إضافة إلى أنهن كن يعانين من مرض جلدى خطير يؤدى إلى تساقط الشعر، وأن عائلة الفتاتين من ارباب السوابق، وأن هذا ما يؤكد صدق حديثها، مستشهدة بشهادة إحدى الفنانات من زملائها فى الوسط الفنى، والتى لديها معلومات تم حجبها وقت نظر القضية أمام المحاكم، وهى الفنانة “ميار الببلاوى”، مضيفة أن الفنانة “ميار” لو كانت أدلت بشهادتها هذه فى القضية لكان تحول الموقف ولم تقضى العقوبة التى ظلمت فيها.
شهادة ميار اببلاوى
ومن جانبها حلت الفنانة “ميار الببلاوى” ضيفة على أحد البرامج التليفزيونية أيضا المذاع على إحد القنوات الفضائية، والتى صرحت فيه وكشفت عن معلومات خطيرة فى هذه القضية، تؤكد رواية “مكى: التى صرحت بها قبلها بشهور، ونفت “ميار” التهم عن الفنانة “وفاء”، موضحة أنها تعرضت للتهديد وقتها إذا حاولت مساعدة المتهمة بشهادتها معها، لافتة إلى أنها خلال تلك الفترة كانت أنجبت أبنها الأول وكان فى شهره الأول، وأنها وصلتها رسالة خطية عرضها خلال البرنامج الذى حلت عليه ضيفة دون بها “عاوزة أبنك يدبح أشهدى مع وفاء مكى”، وذلك بسبب علمها أن والد الضحايا هو من قام بذلك لوجود شقيقة لهن تعمل لديها فى المنزل، وأن الضحايا كن يعانين بالفعل من مرض “القراع الأنجليزى”، وأنها كانت نموى اللآدلاء بشهادتها هذه لو لا الرسالة التى اتتها.
دليل البراءة
واضافت الببلاوى خلال تصريحاتها التليفزيونية، أنها شعرت بخوف شديد وقتها عقب تسلمها هذه الرسالة من ما يمكن أن يحدث لرضيعها، وأن هذا ما دفع زوجها إلى تسفيرها إلى إحدى الدول العربية لحين انتهاء القضية ليبعدها عن أى خطر ممكن أن ينالها هى ومولوده، مشيرة إلى أنها طيلة السنين الماضية كانت تشعر بتأنيب الضمير لكتمها الشهادة، وأنها ظلت تدعى المولى عز وجل أن يطيل فى عمرها حتى تدلى بشهادتها هذه وتبرئ ساحة الفنانة “وفاء مكى”.
وقامت الفنانة ميار الببلاوى خلال تواجدها بالحلقة بعرض نسخة الرسالة الخطية التى أرسلت إليها وقتها، والتى أحتوت على مضمون ما صرحت به “عاوزة أبنك يدبح أشهدى مع وفاء مكى”، متحدية أى شخص يشكك فى صحة هذه الرسالة، مطالبة بعرض الرسالة على أى خبير أو مصلحة الطب الشرعى ليثبت مدى صدق ما أدلت به من شهادتها فى القضية.
أمر الإحالة
وكان أمر الإحالة فى القضية المعروفة إعلاميا بــ”خادمة وفاء مكى” والتى دارت أحداثها فى عام 2000، كشف عن أن الفنانة وفاء مكي ووالدتها وابن خالتها وطليقها والفنان أحمد البرعي بدائرة قسم الجيزة هتكوا عرض الخادمة مروة فكري، إذ أمسكوا بها وشلوا مقاومتها وجردتها “وفاء” من ملابسها وكشفت عوراتها ولامست مواضع العفة باستخدام سكين ساخنة حال كون المجني عليها لم تبلغ 16 سنة وتعمل لديها خادمة بالأجر.
كما احتجز المتهمون المجني عليها الثانية هنادي فكري، وعذبوها بدنيًا، إذ أمسكت بها والدة وفاء وشلت مقاومتها فيما قامت الفنانة بكيها بسكين ساخن وضربها بعصا ونزع أظافر أصابع يديها بأداة ( كماشة ) فأحدثتا بها إصاباتها.
ونسبت النيابة للمتهمين الثالث والرابع بأنهما علما بوقوع الجنايتين موضوع التهمتين الأولى والثانية وأعانا مرتكبتيها على الفرار من وجه القضاء بإخفاء أدلة الجريمة وذلك بأن اصطحبا المجني عليها الأولي وهى في حالة إعياء شديد إثر إصابتها الموصوفة بالتقرير الطبي الشرعي في سيارة المتهمة الأولي وألقيا بها في الطريق العام.
أمّا المتهم الخامس، أخفى بنفسه المتهمتين الأولى والثانية والصادر في حقهما أمرا بالقبض عليهما لاتهامهما بارتكاب الجرائم موضوع التهم السالفة البيان مع علمه بذلك بأن قام بإيوائهما بمسكن استأجره لهذا الغرض.
وبعد إدانتها بالسجن 10 سنوات من محاكمة جنايات شبين الكوم بالمنوفية، ألغت محكمة النقض الحكم وأحالته لجنايات الجيزة للاختصاص، فعاقبتها بالسجن المشدد 3 سنوات.
وفي 20 ديسمبر 2004، أيدت محكمة النقض، حكم محكمة الجنايات ضد الفنانة وفاء مكي بالسجن 3 سنوات وحبس الآخرين.