أفرزت لنا التطورات التكنولوجية الحديثة مصطلحات جديدة ، لم تكن في قاموسنا اللغوي منذ وقت قريب قد مضي ، ومن هذه المصطلحات : المجرم الإلكتروني .
والمجرم الإلكتروني هو من يقترف جريمة مستخدماً فيها الحاسب الآلي ، أو من يتعمد إساءة استخدام أنظمة الكمبيوتر بغرض تحقيق جريمة ما ، ويتضح من ذلك أن وسيلة هذا المجرم في ارتكاب جرائمه هي البرامج المعلوماتية والبيانات الإلكترونية .
ونضيف أن بيئة هذا المجرم ونطاق جرائمة تنحصر في صنفين من الجرائم الإلكترونية ، أولهما جرائم الاعتداء علي برامج ومعلومات الحاسب الآلي والتسلل إليها والعبث بها ، وإساءة استخدامها ، وثانيهما جرائم الإتلاف التي يكون محلها أجزاء الحاسب الآلي ، ومستلزمات الشبكات ومكوناتها ، ولقد تناول المشرع المصري هذه الجرائم في القانون رقم 175 لسنة 2018 بشأن مكافحة جرام تقنية المعلومات .
وبالرغم من أن صفة الإجرام واحدة في كل المجرمين ، إلا أن المجرم الإلكتروني يتسم بسمات خاصة ، ويظل مفهوم الجريمة الإلكترونية مرتبطاً بفاعهلها علي الدوام ، فهذا المجرم الإلكتروني لديه صفات نادراً أن تتوافر في غيره من المجرمين ، فهو يمتاز بالهدوء والذكاء والصبر الذي يصل به إلي العبقرية .
كما يتصف هذا المجرم بالتكيف الإجتماعي ، خصوصاً في جرائم اختراق نظم الاتصالات الإلكترونية ، وقد لا يكون بادية عليه بواعث الإجرام ، وقد لا تنطوي سلوكياته علي مكامن الخطورة بالرغم من خرقها للقانون .فقد يرتكب الجريمة الإلكترونية فقط لمجرد إثبات الذات أو لإظهار الذكاء وقوة المعرفة ، والتباهي بالخبرة في مجال التقنية من غير السعي لتحقيق أي نفع مادي .
كما أن من أهم صفات المجرم الإلكتروني إنه متخصص في هذا النوع من الجرائم ، ولا ينشط في غيره من الجرائم الآخري ، ولا يرتكب أي نوع آخر من الجرائم إلا ما ندر .
وفي العادة يكون هذا المجرم مكرراً لارتكاب الجريمة الإلكترونية ، ولا يتوب بل يعود لارتكابها مرة تلو المرة ، فما يحصل له يشبه الإدمان ، حيث يهدف دائما إلي تحسين خططه وسد ثغراته ، وتجنب أخطائه ، وكأنه يمارس لعبة يتحدي فيها نفسه .ومع كل ذلك فإن المجرم الإلكتروني هو مجرم غير عنيف ، ولا يلجأ إلي القوة أو إلي الشدة ، فلا يستخدم سوي الحيلة والذكاء ، وهو في الغالب لا يسعي إلي الإضرار بالأفراد العاديين، ولكن هدفه دائماً الشركات الكبري ، والأثرياء من الناس .