يستقبل وزير الخارجية سامح شكري نظيره السوري فيصل المقداد للقاهرة اليوم السبت، حيث من المقرر أن يعقد الوزيران مباحثات خلال الزيارة بمقر وزارة الخارجية.
ويجري الوزيران مباحثات رسمية في إطار التقارب في علاقات البلدين خلال الأشهر الأخيرة، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين السورية في تصريح لوكالة (سانا): “سيتم خلال الزيارة التي تتم بناءً على دعوة من وزير الخارجية في جمهورية مصر العربية سامح شكري، إجراء مباحثات تتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، ومناقشة آخر التطورات في المنطقة والعالم”.
وتعتبر زيارة وزير الخارجية السوري إلى القاهرة هي الأولى منذ سنوات.
سامح شكري يزور دمشق
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري زار دمشق في الـ27 من فبراير الماضي، والتقى خلال زيارته نظيره السوري، كما التقى الرئيس السوري بشار الأسد، حيث نقل له رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد فيها تضامن مصر مع سوريا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق شمال غرب سوريا في 6 فبراير الماضي.
كما كان السيسي أجرى اتصالا هو الأول مع نظيره السوري، بعد أيام من وقوع الزلزال وعرض مساعدة مصر في جهود الإغاثة والإنقاذ.
كان وزير الخارجية سامح شكري قام أواخر شهر فبراير الماضي بزيارة إلى سوريا، نقل خلالها رسالة للرئيس السوري بشار الأسد، من الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد فيها تضامن مصر مع سوريا واستعدادها لمواصلة دعم السوريين بمواجهة آثار الزلزال، وأبلغ تحيات الرئيس السيسي واعتزازه بالعلاقات التاريخية بين مصر وسوريا وحرص القاهرة على تعزيز هذه العلاقات وتطوير التعاون المشترك بين البلدين. وأكد الوزير سامح شكري أن العلاقة المصرية – السورية هي ركن أساسي في حماية الدول العربية، مؤكدًا أن مصر ستكون دائمًا مع كلّ ما يمكن أن يساعد سوريا، وستسير قُدمًا في كلّ ما من شأنه خدمة مصالح الشعب السوري، مشيرا إلى الروابط التي تجمع بين الشعبين المصري والسوري، ولفت إلى أن السوريين المقيمين في مصر أظهروا قدرة كبيرة على التأقلم مع المجتمع المصري، وحققوا نجاحًا كبيراً في أعمالهم في مختلف المجالات.
الرئيس السوري يشكر مصر
من جانبه، شكر الرئيس السوري بشار الأسد، مصر، لما قدمته من مساعدات لدعم جهود الحكومة السورية في إغاثة المتضررين من الزلزال، مؤكدا أن دمشق حريصة على العلاقات التي تربطها مع القاهرة.. جاء ذلك خلال استقباله وزير الخارجية سامح شكري. وأكد الأسد أنه يجب النظر دائماً إلى العلاقات السورية المصرية من منظور عام وفي إطار السياق الطبيعي والتاريخي لهذه العلاقات، معتبرا أن العمل لتحسين العلاقات بين الدول العربية بشكل ثنائي هو الأساس لتحسين الوضع العربي بشكل عام. وأكد الرئيس السوري أن مصر لم تعامل السوريين الذين استقروا فيها خلال مرحلة الحرب على سوريا كلاجئين، بل احتضنهم الشعب المصري في جميع المناطق ما يؤكد الروابط التي تجمع بين الشعبين، والأصالة التي يمتلكها الشعب المصري.
وأعرب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد عن تقدير بلاده لدور مصر الكبير في مواجهة النتائج الكارثية للزلزال، مؤكداً أن المساعدات التي قدمتها تعبر عن التحام الشعبين الشقيقين المصري والسوري.
ورحب المقداد بزيارة الوزير سامح شكري، قائلا: عندما يأتي إلى دمشق يأتي إلى بيته وأهله وبلده، لافتاً إلى أن لقاء شكري مع الرئيس بشار الأسد تركز على آثار الزلزال، إضافة إلى العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين. وأشار المقداد إلى دور مصر الكبير قيادة وشعباً في مواجهة النتائج الكارثية للزلزال، موضحاً في الوقت ذاته أنه لا يمكن تجاهل استقبال الشعب المصري والقيادة المصرية للمواطنين السوريين الذين اضطروا إلى مغادرة بلدهم بسبب الحرب الإرهابية.
وخلال لقاء المقداد، قال الوزير سامح شكري إن الشعب السوري يحظى بمكانة كبيرة لدى الشعب المصري الذي شعر بالألم والحزن لما أصاب سوريا جراء الزلزال، حيث سارعت مصر لتقديم المساعدات لسوريا لتجاوز آثار الكارثة وقدمت ما يزيد على 1500 طن من المساعدات، وستستمر بمؤازرة الأشقاء في وتقديم ما يحتاجونه من دعم إنساني، لافتاً إلى أن بلاده تنسق مع الحكومة السورية في هذا المجال منذ الأيام الأولى لوقوع الزلزال، وفقا لما نقلت وكالة «سانا». وشدد شكري على أن العلاقات التي تربط الشعبين المصري والسوري أخوية وقوية وراسخة، وأن مصر متضامنة مع سوريا وتدعمها بمواجهة التحديات التي تواجه شعبها، معرباً عن أمل بلاده في أن تتجاوز سوريا الآثار المترتبة على الزلزال بأسرع وقت.