يحل علينا اليوم ذكرى وفاة احد الحالات الخاصة في مجال الغناء الشعبي و الفن المصري الفنان محمود شكوكو، و الذي لا يمكن أن تقارنه بغيره ، احترف الغناء الشعبي والمونولوجات في الأفراح والموالد قبل أن يصبح أحد أهم العناصر السينمائية، التي تضيف للأفلام نكهة مميزة بخفة ظله، و في ذكرى وفاته يرصد لكم موقع اوان مصر اهم المعلومات عنه
ولد محمود شكوكو إبراهيم إسماعيل في الدرب الأحمر القاهرة عام 1912 ، “شكوكو” ليس اسما فنيا ولكنه لقب عائلته فى الحقيقة، إذ إن والده يدعى إبراهيم شكوكو ، بعد دخوله مجال الفن لم يطلب منه أي مخرج أن يغير اسمه و لم يخجل منه في يوم على الاطلاق بل كان يعتبره اهم ما يميزه.
عمل كنجار في بداية حياته في ورشة والده، ثم أسس ورشة خاصة به ، حيث كان يعمل شكوكو طوال النهار في الورشة وطوال الليل في الأفراح والموالد، وكان يعمل حتى أوائل الأربعينيات في الأفراح دون أن يتقاضى أي مقابل مادي ، و يعود ذلك بسبب رفض والده في ان يحترف ابنه الغناء ، كان شكوكو بأبيه فكان يمنحه كل الأموال التي يكسبها من الفن وعمله في النجارة ليصرف عليه وعلى أشقاءه، وفوجئ بعد فترة بوالده يخبره أنه ادخر كل أمواله واشترى له عمارة أطلق عليها شكوكو.
لم يكن يعرف القراءة والكتابة، ولكنه حرص على تعلمها دون مدرس، فأخذ يدعو المارة أن يقرأوا له لافتات المحال التجارية، ليحفظ شكلها، كما كان يشتري مجلة “البعكوكة”، ويمنحها لشخص يقرأها له ويكتب كلماتها، حتى تعلم القراءة والكتابة، كما علم نفسه بعض الكلمات الإنجليزية والفرنسية.
بداية حياته الفنية
اكتشفه محمد فتحي كروان الإذاعة المصرية بعد أن سمعه يغني في حفل عيد ميلاد ، ليمنحه الفنان حسين المليجي بعدها فرصه للعمل على مسرحه ، و كان طلبه الوحيد ان يقوم شكوكو بالتخلي عن “سنته” الذهب . ، أجر تقاضاه من عمله في الفن كان قرشين صاغ، أثناء عمله في فرقة سيدة تُدعى فاطمة الكسارة في الموالد، ليعمل بعدها في فرقة الفنان علي الكسار على مسرح في روض الفرج، وشارك بالتمثيل وغناء المونولوجات، وقتما كانت بطلة الفرقة الفنانة سعاد حسين
و لمهارته في عالم النجارة ولشدة تعلقه بالتمثال الذي صُنع له فكر شكوكو في استغلال الأمر لصالحه ولصالح الفن، فقام بتصنيع العرائس الخشبية، وكانت بداية تقديم عدد من مسرحيات العرائس، منها “السندباد البلدي”، و”الكونت دي مونت شكوكو” ووضع ألحان المسرحية كلا من: محمود الشريف وسيد مكاوي، وأخرج العملين صلاح السقا، أما التمثيل فكان لعدد من كبار النجوم وهم: يوسف شعبان، حمدي أحمد، السيد راضي، وتوقف نشاط هذه الفرقة عام 1963.
أهم اعماله الفنية
أم رتيبة، حب ودلع، انتصار الحب، ظلمونى الناس، شباك حبيبى، حب وجنون، طلاق سعاد هانم، قلبى دليلى”، كما لعب دور البطولة فى فيلم “عنتر ولبلب”مع الفنان سراج منير وكان علامة بارزة له، ومن أبرز مونولجاته: “ورد عليك فل عليك، حلو يا حلو، جرحونى وقفلوا الأجزاخانات، خدها الغراب وطار، ست الستات كتبوا كتابها، ويا خولى الجنينة ادلع يا حسن”.
و ما لا يعرفه كثيرون أن الفنان أمير كرارة هو حفيد شكوكو، فوالدة أمير هي ابنة شقيقة شكوكو، وانتشرت منذ فترة صور تجمعهما معا.
وفاته
عانى شكوكو في نهاية حياته من المرض، وطالب جمهوره عبر صفحات الجرائد والمجلات بالسؤال عنه وزيارته في المستشفى، وهو ما لاقى إقبال كبير من محبي محمود شكوكو، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1985