وقعت الدكتورة مروة حسونة الصحفية باليوم السابع كتابها الأول اليوم ، عن مجتمع المعرفة في مصر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ، الذي قدم له الدكتور ماجد عثمان وزير الاتصالات الأسبق .
ويتناول الكتاب مجتمع المعرفة كدراسة عن الباب الأوسع للتطور فى المجتمع المصري معتمداً على البشر ذوي المعرفة والإبتكار والإبداع فهم القوة الداعمة لسير المعرفة والتكنولوجيا والاتصالات التي تؤدى دوراً بارزاً في تحسين عملية التنمية البشرية وبناء مجتمع معرفة ينتح عنه اقتصاد معرفي بمعدلات نمو اقتصادية مشجعة.
وتنشر أون مصر ملخصا للكتاب، الذي يتناول التاريخ المعرفي لمفهوم مجتمع المعرفة ،حيث تشير الكاتبة إلى أن الميلاد المعرفى- الفعلى- لمفهوم مجتمع المعرفة يعود إلى آواخر التسعنيات من القرن الماضي، خاصة بعد أن بذلت اليونسكو جهداً فائقاً فى مجال التعريف به ونشره.
ثلاث مراحل لـ مجتمع المعرفة
وكانت المرحلة الأولى بداية السبعنيات وحتى بداية التسعنيات من القرن الماضي 1970_1990 م. ففى هذه المرحلة حدثت نقله نوعية فى مجال الاتصالات، واتساع البنى التحتية لاستخدام تكنولوجيا الاتصالات .
أما المرحلة الثانية فقد ظهرت فى عامى 1991_1992م، وذلك أثناء الحملة الانتخابية للرئاسة بالولايات المتحدة الامريكية عندما أعلن السياسي الامريكي والمرشح ” آل جور” فى مشروعه الانتخابي فكرة البنية التحتية والمعلومات ( National Information Infrastructure ) كنقطة تحول نحو المستقبل الامريكي.
وشهدت المرحلة الثالثة انتشاراً واسعاً للإنترنت واستخداماته بشكل عمق الحاجة إلى وجود تشريعات تحكم هذا المجال.
ويعتبر مجتمع المعرفة هو المجتمع الذي تقوم جميع النشاطات فيه علي توظيف المعرفة وتوزيعها وتطبيقاتها وإنتاج المعرفة المستحدثة للاستفاده منها فى تطور البشرية، واكتساب المعرفة, لاسيما إنتاجها, هو المعيار الأساسي لتقدم الإنسانية.
ويقاس حق الجمهور في المعرفة على أساس كمية ونوعية المعلومات التي يمكن أن تصل إليه من خلال الصحافة والإعلام ووسائل الاتصال الحديثة، وحق الإنسان في المعرفة وحرية الرأي والتعبير هو أحد الحقوق التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1948م في المادة (19) ، نص عليه العهد الدولي للحقوق السياسية والمدنية الصادر في عام 1966 م، وقد تم بلورته في إعلان المبادئ الصادرة عن القمة العالمية لمجتمع المعلومات “بناء مجتمع المعلومات” : تحد عالمي في الألفية الجديدة. ويشكل الإعلام النواة الأولى التي يحصل من خلالها الجمهور على الأخبار والمعلومات بجميع صياغتها التحريرية.
وقد شهدت شبكة الإنترنت كأحد وسائل تكنولوجيا الاتصال الحديثة نمواً ملحوظاً فى أوائل عقد التسعينات من القرن الماضي، وتطورت شبكة الويب العالمية، وشكل الإعلام البديل جزءاً من هذا النمو والتطور باعتباره إحدى نواتج الweb وهو المصطلح الذي يشير إلى الجيل الثاني من الخدمات المقدمة عبر شبكة الإنترنت مثل: مواقع التواصل الاجتماعى والتدوين وموقع ويكيبيديا.
ويرى ( بيل غيتس) رئيس مجلس إدارة شركة مايكروسوفت أن قطاع تكنولوجيا المعلومات في المنطقة العربية سيوفر ما يزيد عن 210 الاف فرصة عمل جديدة في السنوات المقبلة، وبذلك أهم ما أحدثته الثورة التكنولوجية والتي هي بمثابة الثورة الثقافية الرابعة ” أنها جعلت الثقافة أمراً ممكناً للجماهير.
ترجع أهمية هذا الكتاب إلى رصد مراحل تطور المجتمع المعلوماتي فى مصر والتي تكون هي المهمة الرئيسية للبحث العلمي في أي بلد متقدم يؤمن بأهمية ودور المعرفة فيما يطرأ على المجتمع من تطور، ومحاولة الربط بين الإعلام الإلكتروني ودوره في بناء مجتمع المعرفة، ويساهم هذا الكتاب في الجانب التطبيقى عبر محاولة البحث عن أفضل الطرق التي تمكن الإنترنت كوسيلة تكنولوجية من تشكيل وبناء مجتمع ذو اقتصاد معرفي، ورصد المعوقات التي تمنعه من القيام بأدواره.
ويتناول الفصل الأول من الكتاب، مجتمع المعرفة في مصر، مفهومه وأبعاده، ومتطلباته، وعملية إنتاج المعرفة، والعلاقة التبادلية بين المعرفة والتغير الاجتماعى، والتحليل البنائي للمعرفة، ومتطلبات التحول إلى مجتمع المعرفة العربي، وأنماط فكر المعلومات، واستراتجيات التحول إلى مجتمع المعرفة.
كما يستعرض هذا الفصل تقارير التنمية الإنسانية العربية والرؤية الاستراتيجية لإقامة مجتمع المعرفة العربي، وتطور مؤشري المعرفة واقتصاد المعرفة خلال السنوات من(2002- 2006)، ثم تقرير المعرفة العربى خلال السنوات من (2009-2016) مع التركيز على تطور الفجوة المعرفية من خلال مؤشرات التنافسية العالمية والعربية ومؤشر الابتكار العالمى.
واختتم الفصل بتوصيف وضعية مصر وفق مؤشر المعرفة العربي الذي يشمل ستة أبعاد هى:
· التعليم قبل الجامعي.
· التعليم التقنى والتدريب.
· التعليم العالى.
· البحث العلمى والتطوير والابتكار.
· تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
· الاقتصاد.
ويتناول الفصل الثاني من الكتاب دور الإعلام الإلكترونى في تشكيل مجتمع المعرفة من خلال عالمية الإنترنت والإعلام الإلكتروني كمفهوم جديد لإحراز تقدم نحو بناء مجتمع المعرفة، وما يثيره هذا المفهوم من قضايا شائكة في مقدمتها حقوق الإنسان والحكم الرشيد والتنمية المستدامة والمعرفة للجميع والمعرفة حول الجميع.
ويتعرض لدور الوسائط المتعددة فى تخطى الحدود الجغرافية والدولية ورصد اهتمامات الناس وحركاتهم وعلاقاتهم وخصوصياتهم الثقافية والانثروبولوجيه.
ويحدد دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى مجتمع المعرفة، من خلال التصفية والإحالة والتكيف لتبادل المعلومات، الذى ينطوي عليه إنتاج المعرفة وتطبيقها.
كما يتناول وضعية الدول العربية ومصر في مؤشرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتى تتمثل فى البنية التحتية والمحتوى الرقمى، واستخدامات الأفراد والشركات والحكومات، ومدى تحمل تكلفة الاتصال، والبحث والابتكار، واقتصاد المعرفة والمعرفة من أجل التنمية.
ويستعرض الفصل التوجهات الرئيسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من منظور عربي، ودور الإنترنت فى إحداث تغييرات جذرية فى مفهوم الاتصال، والعلاقات التى تربط بين منتج الرسالة الإعلامية وموزعها ومتلقيها.
ويقدم هذا الفصل نماذج لمبادرات تشاركية دولية لتطبيق مجتمع المعرفة فى كندا واستراليا والهند وأستونيا وفيلادلفيا ودبلن من خلال توظيف الإعلام الرقمى فى حرية التعبير وتحسين قدرة الوصول إلى المعلومات للصحفيين والجمهور ومعالجة المشكلات التنموية فى المناطق المهمشة والنائية.
ويختتم الفصل بعرض رؤية نقدية لتقارير التنمية الإنسانية العربية ومجتمع المعرفة، لتوضيح الأبعاد الأيديولوجية لمجتمع المعرفة، والعلاقة بين تقارير التنمية الإنسانية العربية والمبادرات الغربية المتعلقة بالشرق الأوسط الجديد والاصلاح السياسي الاقتصادى وفق النموذج التنموى المعولم الذى يخدم مصالح الليبرالية الجديدة.
يعرض الفصل الثالث في الكتاب تحليل آراء النخب الثقافية المصرية في تشكيل مجتمع المعرفة المصري الذي يقوم على الفهم البنائى للظاهرة أى كيفية تفسير تشكيل مجتمع المعرفة وتأويله طبقاً لإدراك الواقع المعلوماتي في مصر.
وعلى الرغم من التشابه فى بعض مفردات الأسلوبين ( الكمى، والكيفى ) فإن مضمون كل مفهوم لا يتطابقان، فــعندما نقول المصداقية فى البحث عن تطبيق مجتمع المعرفة في مصر، فإنها تعنى لدى المنهج الكمى التطابق بين ما خلص له البحث والظاهرة فى الواقع، بينما تعنى لدى المنهج الكيفى تطابق الواقع مع ما يعتقده الباحث، والمناهج الكيفية هى بطبيعتها استقرائية لا تفترض وجود فرضية مسبقة، إضافة إلى استخدامها في عرضها لنتائج التحليل التي طبقت على 5 مواقع إلكترونية للصحف المصرية وهي: “بوابة الأهرام الإلكترونية، بوابة أخبار اليوم الإلكترونية، الموقع الإلكتروني لجريدة اليوم السابع، الموقع الإلكتروني لصحيفة المصري اليوم، بوابة الوفد الإلكترونية”.