بر الوالدين من الأمور التي يحرص العديد عليها، خاصةً أن الدين الإسلامي حث عليها، وحرم العقوق وجعله من المحرمات وكبائر الذنوب، وحذر القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة من العقوق في حق الآباء، ولكن في بعض الأحيان يستغل أحد الأبوين وبالأخص الأم هذه المسألة لتضغط بها على أبنائها.
أم تهدد ابنها بالغضب عليه
ورد سؤال من شاب للدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أنه يعمل بالخارج، واشتكى من والدته التي تهدده بالدعاء والغضب عليه ليوم القيامة في حالة أنه لم يأتي لمصر لحضور العديد معاها، قائًلا: «أمي بعتتلي لو مكنتش تنزل في العيد هموت وأنا غضبانة عليك ليوم القيامة، وأنا ظروفي صعبة».
مبروك عطية: لو قادر تنزل انزل وبر أمك
ورد عليه، الدكتور مبروك عطية، من خلال فيديو تم نشره عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بأن إذا كان بوسعه من الجانب المادي النزول وحضور العيد معها ولن يضر به ضرر بالغ فليفعل ذلك برا بأمه وليس خوفا من تهديدها، ذلك لأن تهديها ما هو إلا كلام لتستميل قلبه وتخيفه لينصاع لطلبها: «إذا كان بوسعك أن تنزل دون أن يحدث لك ضررا كبير فبر بأمك وانزل ولا يعنيك ما قالته».
وأضاف الدكتور مبروك عطية ردًا على هذا الشاب، أما إذا كان نزوله في عيد الفطر سيسبب له ضررًا بالغًا فلا ينزل لحضور العيد مع عائلته، فإن قاعدة الدين كما قال سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار»، «أبويا ميخسرنيش، أمى متخسرنيش، وأنت أدرى بظروفك».
«عطية» يوجه نصيحة إلى الأم
وتابع الأستاذ السابق في جامعة الأزهر الدكتور مبروك عطية، أنه إذا كانت الأم حزينة على سفر ابنها ما كانت ستسمح له بالسفر من البداية، كانت لتفعل كل ما بوسعها ليبقى معها، ولكن ما يحدث ليس حبا، فبدلا من حثه على تحمل الغربة والدعاء لله بالصلاح والتوفيق تزيد من همومه: «كله هوب مفيش حب، بدل ما تقولي له خلي بالك من قرشك وصحتك ونفسك، تنكدي عليه في غربته، أمهات حاجة صعبة».