منذ إطلاق منصة “تشات جي بي تي” Chat GPT التي تسمح لمستخدميها بالحصول على إجابات مناسبة لكل الأسئلة العامة وكتابة مقالات مرتبة ومكتملة وغيرها من الخصائص التي كانت حصراً للعقل البشري، أصبح الحديث عن الذكاء الاصطناعي يتردد في أنحاء مختلفة من وسائل الإعلام التقليدية والحديثة منها، بل وفي قاعات العمل وعلى المقاهي.
لكن لم يكد العالم يحتفي بالتطور المتسارع لهذا النوع من الذكاء الذي ييسر حياة الإنسان، حتى تلقينا تحذيرات عالم إنجليزي يدعى جيفري هينتون في شأن الأخطار المتوقعة للذكاء الاصطناعي، ليتكشف لنا أنه نفسه أحد الرواد في مجال تطوير التكنولوجيا، بل إنه يلقب بـ”الأب الروحي للذكاء الاصطناعي”، وما جعل الأمر أكثر ضجة أن تحذير هينتون رافقه استقالته من منصبه في شركة “غوغل” قبل أسبوع، فمن هو عراب الذكاء الاصطناعي وما الذي يخيفه من اختراعاته؟
التعلم العميق
في 2014 قدمت مجلة “وايرد” الأميركية المتخصصة في التكنولوجيا هينتون بأنه “الرجل الذي عينته غوغل لجعل الذكاء الاصطناعي واقعاً”. وسلطت الضوء على أبحاثه التي تقع ضمن ما يسمى حركة “التعلم العميق” الهادفة إلى محاكاة الدماغ البشرية باستخدام أجهزة وبرامج الحاسوب (الكمبيوتر).
بدأت الفكرة عندما كان هينتون طالباً في المدرسة الثانوية بعد أن أقنعه أحد زملائه أن الدماغ يعمل مثل صورة ثلاثية الأبعاد. ولإنشاء واحدة من تلك الصور الثلاثية الأبعاد يمكن تسجيل كيف ترتد حزم ضوئية لا حصر لها من شيء ما، ثم يخزن المخ هذه الأجزاء الصغيرة من المعلومات عبر قاعدة بيانات واسعة. وسرعان ما أصبح هينتون، عندما كان لا يزال في المدرسة الثانوية ببريطانيا خلال الستينيات، مفتوناً بفكرة أن الدماغ يخزن الذكريات بالطريقة نفسها، وبدلاً من تخزينها في مكان واحد فإنه ينشرها عبر شبكة هائلة من الخلايا العصبية.