يحرص الجميع فى شهر رمضان الى الذهاب الى المساجد لأداء صلاه التراويح ، وتزداد ظاهره اصطحاب الامهات الأطفال والرضع اثناء صلاه التراويح ، حيث تضطر بعض الأمهات إلى أخذ اولادهن الصغار لتأدية صلاة التراويح ، فمنهم من يلهو ويلعب في المسجد ويتسلل بين صفوف المصلين ومنهم من يرفع صوته بالبكاءما يفقد تركيز البقية والأمر جعل البعض ينصحون الأمهات بتجنب إحضار الأطفال الصغار، لتمرّ صلاة التراويح في أحسن الظروف خاصة في مصليات النساء التي تحولت إلى شبه رياض أطفال.
حيث أصبح تواجد أطفال صغار بالمساجد يمثل مصدر إزعاج لكثير من المُصلّين الباحثين عن الخشوع والتركيز في صلاتهم.
وقد يشغل المصلين ويؤثر على خشوعهم ، الأمر الذي يؤدى الى خلق مشادات كلامية بين المصليات من النساء ، فقد يقمن مصليات بتعنيف الأم ، بسبب بكاء ابنائها الصغار داخل المسجد ، وإخبارهن انه لا يجوز لهن الحضور للمسجد .
لذلك الأمر أثار موضوع إصطحاب الاطفال الى صلاة التراويح فى المساجد جدلا كبيرا فالبعض من النساء يرى ان يفضل اصطحابهم الى المساجد اثناء الصلاه و مُرافقة أبنائهن الصّغار أعمارهم أقلّ من 6 سنوات، خوفا من تركهم بالمنزل بمُفردهم، والبعض الاخر يرى ان من الافضل تركهم بالمنزل مع من يتكفل بهم ورغم ذلك الاختلاف فى الرأى يُفضّلون اصطحابهم الى صلاة التراويح بمُبرّر غرس ثقافة حب المساجد في نفوسهم منذ الصّغر.
رأي علماء الدين في اصطحاب الاطفال الصغار إلى صلاة التراويح
أن الأفضل للمرأه أن تصلي في بيتها، أو محل إقامتها، حيث لا يراها أحد، لقوله صلى الله عليه وسلم: صلاة المرأة في بيتها خيرا من صلاتها في المسجد النبوي ، والذي تساوي الصلاة فيه بألف صلاة ، ولكن هذا لا يعني أنها لا يجوز لها أن تصلي في المساجد، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى الرجال أن يمنعوا النساء من الخروج إلى المساجد ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تمنعوا إماء الله مساجد الله” متفق عليه، زاد أبو داود: “وبيوتهن خير لهن”.
لافتا الى انه لا يجوز منع المرأة من الصلاة في المسجد ، بل أنه من حقها ذلك ، ولكن من المعروف أن الأم لديها أطفال صغار ولا تستطيع تركهم في المنزل ، وتضطر لاصطحابهم معها إلى المسجد ، وقد تحدث من وراء ذلك بعض المشاكل مع النساء المصليات ، فليس من حق النساء الأخريات تعنيفهن، فالصحابيات كن يصطحبن أطفالهن إلى المساجد ، وكانوا يبكون ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يريد الإطالة في الصلاة ، ولكن يخفف فى الصلاة لسماعه بكاء الصبي لئلا يشق على أمه.
وأشار أنه يوجد العديد من الأحاديث الصحيحة الكثيرة على جواز إدخال الصبيان إلى المساجد، ومنها حمله صلى الله عليه وسلم امامة بنت زينب وهو على المنبر و كان يصلي وهو حامل امامة فإذا سجد وضعها وإذا قام رفعها ، و أن اصطحاب الأطفال إلى المساجد وارد عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، والدليل أنه (صلى الله عليه وسلم) كان يصلي بالناس، وكان الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب رضى الله عنه مستلقيين على ظهره، فأطال النبي السجدة حتى ظن الصحابة أن مكروها أصابه، ولما رفع رأسه سأله الصحابة عن سببه إطالته، فقال رسول الله:”كرهت أن أقوم من السجود حتى يقضي نهمه من الركوب ” ، هذا يدل على السماح للأطفال بالذهاب إلى المسجد وأداء الصلاة.
بيان الإفتاء فى حكم اصطحاب الأطفال فى المساجد:
لا مانع شرعًا من اصطحاب الأطفال إلى المسجد، بل ذلك مستحب إذا كانوا مميزين؛ لتعويدهم على الصلاة، وتنشئتهم على حب هذه الأجواء الإيمانية التي يجتمع المسلمون فيها لعبادة الله تعالى؛ حتى يكون ذلك مكونًا من مكونات شخصيتهم بعد ذلك، وذلك مع الحرص على تعليمهم الأدب، ونهيهم عن التشويش على المصلين أو العبث في المسجد، بشرط أن يكون ذلك برفق ورحمة، وأن يُتَعامَل مع الطفل بمنتهى الحلم وسعة الصدر من غير تخويف أو ترهيب له؛ فإن ردود الأفعال العنيفة التي قد يلقاها الطفل من بعض المصلين ربما تُوَلِّد عنده صدمةً أو خوفًا ورعبًا من هذا المكان، والأصل أن يتربَّى الطفل على حبِّ هذا المكان ويتعلق قلبه ببيت الله تعالى، كما جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، وأن هذا المسجد مليء بالرحمات والنفحات والبركات.
والدليل على جواز اصطحاب الاطفال الى المساجد أثناء تأديه الصلاه :
قد استدل العلماء على جواز إحضار الأطفال إلى المساجد بأحاديث، منها: ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه: “أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي وهو حاملٌ أُمَامَةَ بنتَ زينبَ بِنْتِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”. قال الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” (1/ 592، ط. دار المعرفة): [واستُدِلَّ به على جواز إدخال الصبيان في المساجد] اهـ بتصرف.
وأخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم عن بريدة رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يَخطُب، فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصان أحمران، يَمْشيان ويَعثُران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المنبر فحملهما واحدًا من ذا الشق وواحدًا من ذا الشق، ثم صعد المنبر فقال: «صدق الله: ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ [التغابن: 15]؛ إني لَمَّا نَظَرْتُ إلى هذين الغلامين يَمْشيان ويَعثُران لم أصبر أن قطعت كلامي ونزلتُ إليهما».
ومن هذين الحديثين وغيرهما أخذ العلماءُ جواز إحضار الأطفال للمسجد، واستثنوا منهم من كان لا ينتهي عن العبث إذا نُهِيَ عنه، ومع ذلك فلا يكون نصحه إلا بالرفق .
لمتابعة موقع أوان مصر على الفيسبوك من هنا