يحرص المسلمون فى شهر رمضان الكريم على أداء صلاه التراويح حيث تعتبر صلاه التراويح من السنن المؤكدة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المرتبطة بالقيام في شهر رمضان المبارك ، كم عدد ركعات صلاة التراويح؟ كيف نصلي صلاة التراويح؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟.
ويرصد موقع “أوان مصر” خلال هذا التقرير كل المعلومات عن صلاة التراويح.
أولا: ما هى صلاه التراويح:
صلاة التراويح هي من سنن الصلاة المأخوذة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم- يصليها المسلم في رمضان وموعدها بعد صلاة العشاء، وصلاة التراويح هي صلاة القيام في رمضان.
لماذا سميت صلاه التراويح بهذا الإسم:
التراويح هى جمع (ترويحة) وهي الاستراحة أو الترويح عن النفس، فالتراويح من الراحة وهي زوال المشقة والتعب، الترويحة في الأصل اسم للجلسة مطلقة، وقد سميت الجلسة بعد الركعة الرابعة في الصلاة في رمضان والترويحة للاستراحة ثم سُميت كل أربع ركعات ترويحة مجازًا.
صلاه التراويح فرض أم سنه :
صلاة التراويح ليست واجبة وإنما هي سنة، سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي من الشعائر الظاهرة في ليالي رمضان، والدليل على ذلك ما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمر فيه بعزيمة، فيقول: من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. وثبت في الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد فصلى بصلاته ناس، ثم صلى الثانية فكثر الناس، ثم اجتمعوا في الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله، فلما أصبح قال: رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم وذلك في رمضان ثم إن عمر رضي الله عنه رأى أن يجمع الناس على إمام، فجمعهم على أبي بن كعب، واستمر عمل الأمة على ذلك، فعن عبد الرحمن بن عبد القارئ أنه قال:خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد كان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب. رواه البخاري
وقت وموعد صلاة التراويح
صلاة التراويح صلاة خاصة بالشهر الكريم رمضان، فبعد التأكد من ثبوت رؤية هلال شهر رمضان تبدأ صلاة التراويح بعد صلاة العشاء من الليله الاولى من شهر رمضان المعظم. يبدأ وقت صلاة التراويح في رمضان بعد الانتهاء من صلاة سنة العشاء حتى أذان الفجر الثاني، ومن صلاها قبل العشاء لزمته الإعادة؛ وذلك لأنها من السنن التابعة للفريضة فلا تؤدى إلا بعد أداء الفريضة، كما أنّ صلاة التراويح من الصلوات التي لا تُقضى بعد فوات وقتها
وقد اختلفت المذاهب الفقهية في تحديد وقت صلاة التراويح وهي كالاتي:
الحنفية
قالوا أنّ وقت صلاة التراويح يبدأ من بعد وقت صلاة العشاء، ويستمر إلى ما قبل صلاة الفجر، والوقت الأفضل لها ما بعد أداء سنة العشاء، ولا خرج إن كانت بعدها، ولا تصح صلاة التراويح قبل صلاة العشاء؛ لأنها سنة تؤدى بعد الفريضة وليست بعدها، وينتهي وقتها بطلوع الفجر.
المالكية
ذهبوا أصحاب مذهب المالكية إلى أن وقت صلاة التراويح مثل وقت صلاة الوتر أي بعد صلاة العشاء.
الشافعية
قالوا أن وقت صلاة التراويح يبدأ من بعد أداء صلاة العشاء ويستمر إلى ما قبل الفجر الثاني، وتؤدى التراويح لو جمعت جمع تقديم مع صلاة المغرب، ونُقل عن الإمام الزركشي أنّ صلاة التراويح يجب أن تؤخر إذا جمعت العشاء مع المغرب
الحنابلة
قال مذهب الحنابلة أنّ وقت صلاة التراويح يبدأ بعد وقت صلاة العشاء والسنة المتعلقة بها، إذ يُكره تأخير سنة العشاء إلى ما بعد صلاة التراويح، ويستمر وقتها إلى ما قبل أذان الفجر الثاني، وذلك على أن تؤدى قبل الوتر
كم عدد ركعات صلاة التراويح؟
لم يحدد رسول الله عدد ركعات صلاة التراويح في أحاديثه النبوية الشريفة، ولكنه ثبت عنه أنه صلاها إحدى عشرة ركعة ولم يزد عن ذلك، ولكن يجوز الزيادة عن ذلك ويُراعى أحوال الناس واستطاعتهم ،قالت عائشة (رضي الله عنها): “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل عشر ركعات يسلم من كل اثنتين ثم يوتر بواحدةٍ”
وعندما سُئلت عائشة -رضي الله عنها- عن كيفية صلاة الرسول في رمضان قالت: “ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يُصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا”
وهذا يدل على عدم وجوب عدد معين لذلك تجوز الزيادة فقد قال ابن تيمية له أن يصلي عشرين ركعة، وهذا ما اشتهر به مذهب أحمد والشافعي، وذهب مالك إلى أن يصلي ستًا وثلاثين، وله أن يصلي إحدى عشرة ركعة وثلاث
كيفية صلاة التراويح بالخطوات
_ بعد انتهاء المسلم من صلاة العشاء وسنتها أولًا
_ يبدأ المصلي بالنية ومحلها القلب، ثم تكبيرة الإحرام
_ يبدأ ركعته الأولى بقراءة سورة الفاتحة مع واحدة من قصار السور أو ما تيسر من المصحف الشريف، وقد كان السلف الصالح يطيلون في قراءة القرآن في صلاة التراويح، واستحب أهل العلم أن يُختم القرآن في قيام الليل في رمضان، وكره البعض الزيادة على ذلك إلا إذا اتفق جماعة على ذلك
_ ثم يبدأ المصلي بالركوع حتى يطمئن في ركوعه قائلًا “سبحان ربي العظيم” ثلاثًا.
_ ثم يسجد المصلي قائلًا “سبحان ربي الأعلى” ثلاثًا ويجلس حتى يطمئن في الجلوس ويعود ويسجد قائلًا “سبحان ربي الأعلى” ثلاثًا
_ ثم يعتدل المصلي بالوقوف قائلًا “الله أكبر” ويبدأ ركعته الثانية بنفس الخطوات.
_ بعد الجلوس من السجود الثاني للركعة الثانية يقرأ المصلي التشهد ثم يسلم، وقد اختلف الأئمة في جواز صلاة التراويح دون التسليم بعد كل ركعتين على النحو التالي:
ذهب الحنفية إلى جواز صلاة التراويح كاملة بتسليم واحدة
وذهب الشافعية إلى بطلان صلاة من صلى أربع ركعات بتسليم واحد إذا فعل ذلك متعمدًا
،كما ذهب الحنابلة إلى بطلان صلاة من لم يسلم بعد الركعة الثانية
أما المالكية فيرون أنه يُندب للمصلي السلام بعد كل ركعتين ويُكره السلام بعد كل أربع ركعات، كما يُشرّع للإمام الاستراحة بعد كل أربع ركعات ليعطي الفرصة للمصلين للاستراحة
_ ثم بعد الانتهاء يصلي المصلي ركعتين الشفع ويختم صلاته بركعة الوتر