في كثير مكن الاحيان نتسائل عن اسباب الصراع الذي اشتعل في سوريا وليبيا وحولهم الي ماهم عليه في الوقت الحالي وبالذات عندما تزال أسباب اشتعال الصراع تنكشف يوما بعد يوم، خاصة مع وجود أطراف تسعى لجر تلك البلاد إلى الفوضى لوضع قدما لها في المنطقة
ويكشف الصحفي الفرنسي، تيري ميسان، عن ضغط دولي لجر الصراع في سوريا وليبيا إلى حرب عسكرية تشارك فيها قوات خارجية، مسلطا الضوء على تغطية الجزيرة للأوضاع في سوريا وليبيا وتشجيع التدخل الدولي في تلك البلدان.
انعقاد مؤتمرين للتنفيذ الخطة
ويؤكد ، ميسان، ان معظم أعضاء المجلسين هم من جماعة الإخوان، لكنهم لا يعلنون ذلك صراحة، حيث يدين أغلبهم بالولاء لنظام أردوغان، وفي سوريا دعمت تركيا وقطر الميليشيات واعتبرت أن “الجيش الحر” وهو ميليشيا مسلحة تكونت من منشقين عن نظام الأسد هم المعارضة، وسخرت الدوحة قناة “الجزيرة” لدعم ذلك الفصيل وتصويره على أنه الحراك المعارض في الشارع السوري.
ويشير إلى وثيقة تعاون سري بين تركيا وفرنسا خلال حكم نيكولا ساركوزي حيث ينص الاتفاق على مشاركة تركية في الحرب التي بدأت للتو في ليبيا وتلك التي لم تبدأ بعد في سوريا، كان ذلك عقب مارس 2011، وهو اتفاق لم يوقع عليه البرلمان نظرا لأن القانون الفرنسي يمنع الدبلوماسية السرية.
تتعهد تركيا بموجب الاتفاق بتعبئة سكان مصراتة للمساعدة للإطاحة بالجماهيرية العربية الليبية، في الوقت ذاته حشدت أنقرة السكان التركمان في شمال سوريا للإطاحة بالجمهورية العربية السورية.
في المقابل، تعهدت فرنسا بدعم انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي ، على الرغم من أن الرئيس ساركوزي وعد الفرنسيين بالعكس خلال حملته الانتخابية.
ويقول الصحفي الفرنسي إنه قبل كل شيء كان الاتفاق على أن يقوم البلدان بتسوية القضية الكردية دون تقويض وحدة الأراضي التركية، أو بمعنى آخر، سيتم إنشاء دولة مستقلة في سوريا يطلق عليها “كردستان” ثم يتم العمل على طرد جزءًا من الأكراد الأتراك هناك.
ويوضح الكاتب أن هذا المشروع ليس له صلة بالواقع لأن كردستان التاريخية موجودة حصريًا في تركيا، إنها ليست أكثر ولا أقل من خطة لغزو ليبيا وسوريا وتطهير تركيا عرقيا، مشيرا إلى أن تركيا قدمت هدايا لرئيس الوزراء الفرنسي السابق آلان جوبيه لدعم ذلك المخطط.
– الدور القطري:
يقول التقرير إن ساركوزي خلال فترة حكمه كان يتفق في أغلب الأحيان مع لمصالح القطرية، خاصة وأن الأمير القطري يضخ نقوده في معظم أنحاء العالم، مشيرا إلى المزايا التي قدمها أمير قطر في ذلك الوقت حمد بن خليقة لساركوزي وزوجته لا سيما العطلات الفاخرة والاستخدام الدائم لواحدة من طائراته الخاصة.
مقابل ذلك، قام ساركوزي بتعديل الاتفاقية الضريبية الفرنسية القطرية بحيث يمتد الإعفاء الضريبي الذي تتمتع به السفارة ليشمل جميع الاستثمارات من قبل الأمير وعائلته.
من بعدها اشترى آل ثاني عقارات في فرنسا تقدر بنحو 5 مليارات يورو، خلال 5 سنوات، حيث حصلت الدوحة على فنادق فاخرة وكازينوهات وغيرها، كما أتاح التساهل الفرنسي منح قطر حصة جيدة في شركة توتال النفطية.
وأضاف أن قطر توغلت في كافة القطاعات بفرنسا، كما اشترت نادي باريس سان جيرمان، وجند أعضاء في البرلمان الفرنسي، إضافة إلى محاولات السيطرة على الجاليات الإسلامية هناك، وشراء زمم السياسيين والاقتصاديين الفرنسيين.
ويقول الكاتب إنه بموجب تلك الأموال ضمنت الدوحة بأن يكون لها ناطقا باسمها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، مؤكدا أنه بذلك تمكنت قطر من تحريك الجيش الفرنسي وفقا لشروطها.