تعد السفينة “لوجوس هوب” أكبر مكتبة عائمة في العالم وهي بمثابة معرض كتاب متحرك، والتي بلغ عدد زائريها بميناء بورسعيد السياحي الآلاف من كل الفئات والأعمار.
“لوجوس هوب” تحمل رسالة سلام إلى العالم، هذا ما قاله المدير العام للمؤسسة إدوارد خلال مؤتمر صحفي عُقد على متن السفينة، مؤكدًا أنّ الهدف من ورائها هو تكريس الجهود لمشاركة المعرفة والأمل مع الشعوب في جميع أنحاء العالم.
السفينة معرض عائم للكتاب
السفينة معرض عائم للكتاب وتضم أكتر من 50 ألف كتاب بلغات مختلفة، يقع معرض كتاب السفينة في طابق واحد منها فقط، وهو الطابق الوحيد المتاح للجمهور الحضور فيه. وبمجرد الدخول تم توجيه فوج من الزوار للجلوس في قاعة على شكل قارب، حيث استقبلت إحدى الشابات المتطوعات الزائرين لشرح النظام المعمول به باللغة العربية، وهو نظام الاتجاه الواحد بمجرد الدخول من اتجاه لا يمكن العودة منه مرة أخرى، ولا بد من استكمال الرحلة حتى باب الخروج.
وبحسب تقرير لصحيفة “النهار العربي”، فإن أول أجزاء السفينة التي يمر بها الزوار هو “معرض الكتاب”، ويضم قاعتين، تحتضن كتبًا باللغة الإنكليزية، ولغات أخرى، بجانب كميات محدودة من الكتب باللغة العربية، وتتنوع الكتب بين الآداب والعلوم والرياضيات والفلسفة والموسوعات وفنون الطهو وكتب الأطفال المصورة، بجانب الكتب الدينية، خصوصًا تلك المتعلقة بالديانة المسيحية، وأيضًا تتوافر نسخ من الكتاب المقدس “الإنجيل”.
يتنتشر المتطوعون من الجنسيات المختلفة بطول أقسام السفينة لمساعدة روادها، ويتعاملون بود بالغ، ويتبادلون أطراف الحديث مع أي شخص يود ذلك، ويجيبون عن أي استفسارات، وتضم السفينة أكثر من 400 متطوع، ينتمون إلى نحو 60 جنسية حول العالم.
شائعات واتّهامات بالتّبشير
السفينة لاحقتها كثير من الأقاويل والشائعات من زيارتها من بعض متطرفي الرأي، ودعوات لمقاطعتها بدعوى أنها “سفينة تبشيرية”، وأن المؤسسة التي تقوم عليها هي مؤسسة مسيحية تمارس التبشير، وما ساهم في رواج هذه الشائعات أن السفينة تضم الكثير من الكتب عن الديانة المسيحية، وأيضًا نسخًا من الإنجيل، رغم كونه أمرًا مألوفًا من مكتبة تأتي من دولة مسيحية، وهو محتوى سيكون مفيدًا للأسر المسيحية المصرية للشراء والاطلاع، وفقا لتقرير الصحيفة.
ووفقا للصحيفة، فإن مصر دولة فيها الملايين من المواطنين المسيحيين، ولا يمكن لأحد إنكار أن السفينة تضم محتوى آخر متنوعًا من الكتب والمراجع، وحتى معرض القاهرة الدولي للكتاب في مصر، يضم دور نشر مسيحية تعرض كتبًا تخص الديانة المسيحية، فالتنوع في الكتب هو أساس أي معرض للكتاب، وهو ما ينطبق على معرض كتاب السفينة “لوجوس هوب”.
الوضع على السفينة يدحض الاتهامات بالتبشير، فلا أحد من طاقم السفينة يحدثك عن المسيحية أو مميزاتها، أو يدعوك لاعتناقها، الطاقم غالبيته من الشباب دون الثلاثين وهم لمساعدة الزوار والإجابة عن أي أسئلة فقط، وهي غالبًا ما تنحصر في السؤال عن الأسعار أو كيفية التطوع للعمل على السفينة.
تجوب السفينة العالم على مدار العام، حيث تتوقف في كل ميناء نحو 25 يومًا ثم تبدأ محطتها الجديدة، وحاليًا تواصل جولتها في الشرق الأوسط، فهي قادمة من لبنان ورحلتها المقبلة إلى الأردن ثم الإمارات العربية المتحدة ومن ثم إلى المنامة في البحرين، وبعدها الدوحة ثم مسقط وصلالة في سلطنة عُمان.
أكثر من 49 مليون زائر من 150 دولة
زارت السفينة أكثر من 480 ميناءً مختلفًا، في أكثر من 150 دولة، واستقبلت أكثر من 49 مليون زائر على متنها، بدأت أولى رحلاتها عام 2009. المكتبة العائمة تديرها مؤسسة خيرية ألمانية غير هادفة للربح، لكنها تسعى لبث الأمل والوعي وتبادل المعرفة والثقافة.