احتلت القضية الفلسطينية قضية العرب الاولي منذ عام 1948اهتمام الاكبر من جميع الزعماء المصريين خاصة بعد الجلاء البريطاني عن مصر، الا أن كل رئيس تعامل معها بطريقة مختلفة، حيث كان جمال عبد الناصر يعتبرها جزءاً من الأمن المصري، وليست مجرد قضية فلسطينية، لذا كان ينظر اليها وكأنها جزء من مصر،.
توقيع معاهدة كامب ديفيد
وعندما تولى الرئيس السادات تغيرت الأوضاع قليلاً بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد التي اهتمت بتحقيق السلام مع مصر وفي نفس الوقت المطالبة بحصول الشعب الفلسطيني علي كامل حقوقة وعندما تولى الرئيس مبارك سار على نفس نهج سلفه السادات ولكن ظل التعامل المصرى مع القضيه الفلسطينيه جزء لا يتجزأ من الامن القومى المصرى والعربى .
القضية الفلسطينية قضية مركزية
وبعد تولي الرئيس السيسي ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر وبذلت مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلاً عن الجهود الإنسانية التي قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني.
مواجهة المشاكل الاقصادية
ولكن مصر دائما رائدة وفي ظل حربها ضد الارهاب ومواجهة المشاكل الاقصادية وجدنا الرئيس عبدالفتاح السيسي يعلن خلال خلال لقاءاته مع المسؤليين الفلسطنيين وعلى راسهم الرئيس محمود عباس واعلنت مصر موقفها الداعم للقضيه الفلسطينية فى كل المحافل الدوليه وحددتها فى محاور وهى :
1- ان مصر ستواصل مساعيها الدؤوبة من أجل إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
2-ان التوصل لتسوية عادلة وشاملة من شأنه أن يدعم استقرار المنطقة ويساهم في الحد من الاضطراب الذي يشهده الشرق الأوسط،
3- ضرورة الحفاظ على الثوابت العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية .
4-دعم الفلسطينيين في خطواتهم المقبلة سواء بالمشاركة في تنفيذ المبادرة الفرنسية، أو الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي
وعن اهميه غزه لمصر.
أهمية فلسطين الحيوية
فكما قيل إن مصر هبة النيل لِما لهذا النهر من أهميةٍ قصوى في رفد مصر بشريان الحياة، فبدونه يبدو من الصعب أن تنبض الحياة فيها. وكما أن النيل مهم لأمن مصر الغذائي والاقتصادي؛ فإن فلسطين عموماً ومدينة غزة على وجه الخصوص لهما أهميةً حيوية لأمن مصر القومي. فمن خلالهما تعرّضت، ولا زالت تتعرّض لخطر الغزو الخارجي. إن حكّام مصر عبر التاريخ أدركوا مبكّراً أهمية غزة؛ فعمدوا دوماً لوضعها تحت سيطرتهم الفعلية المباشرة؛ وذلك لأن المسافة الجغرافية الفاصلة بين تجمّعات المصريين العمرانية في الدلتا ووادي النيل من جهة، وبين غزة من جهةٍ أخرى شاسعة للغاية، خصوصاً مع وجود صحراء سيناء الخاوية تقريباً من التحصينات الأمنية، والتي تُعتبر خاصرة مصر الضعيفة؛ لذلك ارتبطت غزة تاريخياً وجيوستراتيجياً بمصر منذ القدم؛ فلا تخلو حقبة تاريخية إلاَّ واهتم حكّام مصر بها؛ فعيّنوا فيها ولاةً إمَّا مصريين، أو من السكّان الأصليين يأتمرون بإمرتهم. فعندما تكون مصر قوية عسكرياً، تأمن من جانب غزة أي تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية. وعندما تفتر هذه القوة يُصبح أمنها القومي في مهب الرياح، وقد تتعرّض للغزو والاحتلال المباشر، كما حدث عندما غزاها الهكسوس والفرس واليونان والرومان. ومن هنا، اكتسبت غزة أهميةً خاصة عند صانع القرار في مصر؛ فعمد إلى منحها المزيد من الاهتمام العسكري والأولوية الجيوستراتيجية ويبلغ تعداد سكانها حاليا حوالى ٢ مليون مواطن ومساحتها ٣٦٠ كيلو متر والتى تمثل ٢٪ تقريبا من اجمالى مساحه ارض فلسطين المحتله .
فلسطين تاريخ عريق
كما تنبع أهمية فلسطين من قيمتها الدينية؛ حيث اختارها الله سبحانه وتعالى من بين بقاع الأرض لتكون موطناً لمعظم الأنبياء، ويوجد فيها أطهر وأقدس دور العبادة بعد المسجد الحرام، والمسجد النبويّ، ولقد أُسري بالنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم إلى أرض فلسطين، وصلّى بالأنبياء جميعاً في هذه الأرض المُباركة، ومن هذا المنطلق فإنَّ من يُدرك قيمة فلسطين الدينية يُدافع عنها، ويفديها بالغالي والنفيس فهى مسكن الانبياء .
ولأرض فلسطين تاريخ عريق وذلك لأنَّ معظم قوى العالم مرّت من أرض فلسطين؛ إذ شهدت هذه الأرض حكم كل من: البابليين، والإغريقين، والفرس، والرومان، واليهودية، والنصرانية، والإسلامية، كما شهدت فلسطين خلافة الخلفاء الراشدين، والخلافة الأمويّة، والعباسيّة، والدولة الطولونية، والإخشيديّة، والفاطميّه، والعصر الأيوبيّ، والمملوكيّ، والعثمانيّ، وفي العصر الحالي تقبع فلسطين تحت غطرسة الاحتلال الصهيونيّ.
قضية القدس من أهم وأخطر قضايا الحل النهائي
وتعتبر قضية القدس من أهم وأخطر قضايا الحل النهائي للقضية الفلسطينية برمتها، وتبذل (إسرائيل) قصارى جهدها للتسويف في إيجاد حل لقضيتها، في محاولةٍ منها لتحقيق مشروعها التهويدي في مدينة القدس، ولإفراغها من سكّانها العرب الأصليين. ويحلو للبعض الفلسطيني القفز على الحقائق التاريخية، بجعلهم لظاهرة الانقسام الداخلي الفلسطيني بين حركتي فتح حماس بأنها السبب الرئيس لمشروع (إسرائيل) التهويدي في مدينة القدس، ولتفشّي الاستيطان في كافة أرجاء الضفة الغربية، غير أن هذا الطرح لا يخلو من سطحية سياسية لأن مشاريع التهويد والاستيطان سبقت ظاهرة الانقسام الفلسطيني بزمنٍ بعيد، ومع ذلك يبقى الانقسام سبباً من أسباب تسريع المشاريع الإسرائيلية وليس سبباً رئيسياً.
تسريع وتيرة العمل بكل طاقتهما لتحقيق المصالحة السياسية
ويجب على طرفي الانقسام الفلسطيني، تسريع وتيرة العمل بكل طاقتهما لتحقيق المصالحة السياسية والمجتمعية بينهما لكي يسدّا ثغرةً استفاد ولا يزال يستفيد منها عدوهما المركزي. فبدون تحقيق هذه المصالحة سوف تبقى القضية الفلسطينية ولا سيما قضية القدس دون حلّ؛ فالقيادات الإسرائيلية المتعاقبة تراهن بذكاءٍ لا يدركه طرفي الانقسام على بقاء هذا الانقسام، لتحقيق مآربها التهويدية والاستيطانية في القدس وكافة مدن الضفة الغربية.
ولا شك ان الظهور القوى لحركه حماس الفلسطينيه فى غزه احد اذرع جماعه الاخوان المسلمين كان من نجاحات اعمال جهاز الموساد الاسرائيلي لشق الصف الفلسطينى وانهاء القضيه الفلسطينية و لم ولن ينسى الشعب المصرى ماقامت به حركه حماس ابان احداث يناير ٢٠١١ .
لكن ايضاً علينا ان ندرك انه رغم سيطره حركه حماس على قطاع غزه الا ان عناصر الحركه لا تمثل اكثر من ٥٪ من قاطنى القطاع وجميعنا ندرك يقينا انه كان هناك ولازال رغبات اسرائيليه مدعومه من الولايات المتحده الامريكيه بتنفيذ ما يعرف بصفقه القرن وأن ما يجري من ترتيبات أميركية-إسرائيلية بشأن القضية الفلسطينية، لتنفيذ ما يسمى بـ”صفقة القرن”، هو استهداف للوجود الفلسطيني وهوية القدس وعلاقة الأمّة بفلسطين والمسجد الأقصى .
ويشار الى ان الخطه ستستند إلى حل الدولتين، ولكن الدولة الفلسطينية المستقبلية، ستكون منزوعة السلاح لتبقى إسرائيل المسيطرة أمنيًا في الضفة، وسيكون على السلطة الفلسطينية نزع السلاح في قطاع غزة كشرط مسبق لقبول قيام دولة فلسطينية.
وتحدد الخطه منطقة الأغوار كحدود أمنية لإسرائيل، وفي حال قررت إسرائيل ضمها سيتوجب عليها تعويض الفلسطينيين بأراض بديلة محاذية لقطاع غزة ومصر، وفيما يتعلق بالمستوطنات، فستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية، فيما سيجري إخلاء عشرات البؤر الاستيطاني التي تعتبر غير قانونية إسرائيليًا، وسيتم تجميد البناء فيما يسمى المستوطنات المعزولة خارج الكتل الاستيطانية الكبيرة.
سيناريوهات متعدده لاداره الازمه الفلسطينية
الدوله المصريه رفضت حتى مجرد الحديث فى هذا الامر على الرغم من الجهود الامريكيه المبذوله طوال السنوات الماضيه وحتى من قبل ازمه ٢٠١١ ولا شك ان مصر تضع سيناريوهات متعدده لاداره الازمه الفلسطينية ونضع فى الحسبان ما سبق حدوثه عام ٢٠٠٨ من نزوح فلسطينى الى سيناء بعدما نجحت اسرائيل فى تحقيق الضغط على القطاع وقطع جميع الخدمات والمرافق واجتياح القطاع عسكرياً.
لذا فعلينا ان نفرق بين حركه حماس وبين فلسطين الشعب والوطن والقضيه وعلينا ان ندرك الاهميه الاستراتيجية لفلسطين وقطاع غزه وعلينا ان نستوعب ان هذا الشعب قد وقع فى فخ الاطماع والتغييب سواء من ممارسات الاحتلال او من ممارسات قياداته التى نهبت ثرواته والمساعدات التى قدمت لفلسطين على مدار السنين وعلينا ايضا ان نلتمس العذر لاجيال فلسطينيه لم تطلع على كل الحقائق فى اطار سعى من قياداتها على مر السنين لالقاء التبعيه على مصر بسبب مبادره السلام .
وأؤكد ان التعامل المصرى مع القضيه الفلسطينية منذ الاربعينات وحتى اليوم هو تعامل شريف نلتمس فيه حق الشعب الفلسطينى وصيانه المقدسات الدينيه وحمايه الامن القومى المصرى والعربى .
لذا فان علينا ان ندرك الاسباب الدافعه لدعم فلسطين وقد اعلن الرئيس السيسي تخصيص «500 مليون دولار كمبادرة تُخصَّص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار».
تكثيف جهود المجتمع الدولي
ودعا الرئيس السيسي الى «تكثيف جهود المجتمع الدولي بكامله، لحث إسرائيل على التوقف عن التصعيد الحالي مع الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك لإتاحة الفرصة أمام استعادة الهدوء، ولبدء الجهود الدولية في تقديم أوجه الدعم المختلفة والمساعدات للفلسطينيين وانه لا سبيل لإنهاء الدائرة المفرغة من العنف المزمن واشتعال الموقف بالأراضي الفلسطينية إلا بإيجاد حل جذري للقضية يُفضي إلى إقامة دولة فلسطينية يعيش ويتمتع بداخلها شعبها بكامل حقوقه المشروعة كسائر شعوب العالم»، مشدداً على «خطورة تداعيات محاولات تغيير الوضع الديموغرافي لمدينة القدس وهي المحاولات التي تستوجب الوقف الفوري».
وقد أرسلت مصر «65 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى فلسطين لدعم الأشقاء المصابين في قطاع غزة، بالتزامن مع تطورات الوضع الراهن هناك، وفقاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية». وتشمل شحنة المساعدات الطبية، مستلزمات جراحية، ومستلزمات جراحات الحروق والتجميل، ومكافحة العدوى، بالإضافة إلى مستلزمات التشغيل للأقسام الداخلية والطوارئ، ومستلزمات الأشعة والكسور، وآلات جراحية للعمليات الكبرى والصغرى، بالإضافة إلى ماسكات أكسجين، وأجهزة تنفس صناعي، وأجهزة تخدير، وأسطوانات أكسجين، وسرنجات ومضخات للمحاليل.
وتم تجهيز مستشفيات (بئر العبد النموذجي، والعريش العام، والشيخ زويد المركزي) بمحافظة شمال سيناء، لاستقبال المصابين من دولة فلسطين عبر معبر رفح البري، بطاقة استيعابية تبلغ 288 سريراً داخلياً، و81 سرير رعاية مركزة، و233 طبيباً، بالإضافة إلى 44 جهاز تنفس صناعي، فضلاً عن مستشفيات أخرى في الإسماعيلية والقاهرة، وكذلك «الدفع بـ165 سيارة إسعاف مجهزة بعناية مركزة وجهاز تنفس صناعي بالإضافة إلى أدوية ومستلزمات طبية».
حفظ الله مصر وشعبها