في خطوة لتقريب وجهات النظر والدفع بحل سلمي للصراع الروسي الأوكراني، حرص الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، على التوجه إلى العاصمة الروسية موسكو لملاقاة نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لقاء أشاد فيه بوتين بالجهود الإماراتي الرامية إلى محاولة حل للأزمة العالمية الراهنة.
من جانبه، كان قد أجرى أمير قطر، الأمير تميم بن حمد، مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، جرى خلاله مناقشة آخر المستجدات، وضرورة إنهاء الأزمة بالحوار والطرق الدبلوماسية.
يأتي هذا التحرك الإماراتي القطري استكمالاً للجهود العربية في الوساطة بين القادة الأوروبيبن لإنهاء أزمة أطلت بظلالها على العالم أجمع، وساطة قد بدأتها مجموعة الاتصال التابعة لجامعة الدول العربية إلى جانب الأردن والجزائر والعراق والسودان والإمارات العربية المتحدة، المكلفة بالتوسط بين الجانبين الروسي والأوكراني للمساعدة في حل الأزمة.
كما تأتي هذه التحركات في ظل تصعيد مفاجئ للحرب القائمة منذ حوالي ثمانية أشهر، حيث تقوم روسيا لليوم الثاني بشن ضربات صاروخية على مدن أوكرانية، بعد التفجير الذي تعرض له الجسر الرابط بين البر الروسي وشبه جزيرة القرم .
حلول سياسية فعالة لـ الأزمة الأوكرانية
شدد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على ضرورة الحوار بين جميع أطراف الأزمة الأوكرانية خلال زيارة إلى سان بطرسبرج بروسيا يوم الثلاثاء.
وقال الشيخ محمد ، خلال لقائه مع بوتين ، إن بلاده تسعى للمساهمة في تعزيز أسس السلام والاستقرار في العالم، وتعمل على تخفيف التوترات وإيجاد حلول دبلوماسية للأزمات.
ودعا إلى استمرار المشاورات الجادة لحل الأزمة الأوكرانية من خلال الحوار والتفاوض والدبلوماسية للتوصل إلى تسوية سياسية.
كما استعرض الرئيسان خلال المباحثات عددا من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
قالت وزارة الخارجية الإماراتية ، الإثنين ، إن زيارة الرئيس لروسيا تهدف إلى المساعدة في التوصل إلى “حلول سياسية فعالة” للأزمة الأوكرانية.
وأوضحت الوزارة إن الدولة الخليجية “تسعى لتحقيق نتائج إيجابية للحد من التصعيد العسكري وتقليل التداعيات الإنسانية والتوصل إلى تسوية سياسية تحقق السلام والأمن العالميين”.
وأكد أنور قرقاش ، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات ، في تغريدة على تويتر ، أن زيارة الشيخ محمد كانت مقررة مسبقًا في إطار العلاقات الثنائية ، لكن الحرب في أوكرانيا تتطلب حلاً عاجلاً.
بوتين يشيد بدور محمد بن زايد لإيجاد حل للوضع في أوكرانيا
في غضون ذلك ، قال بوتين إن العلاقات الإماراتية الروسية عامل مهم للاستقرار الإقليمي والعالمي.
وأوضخ بوتين أنه من الممكن أن يكون لدولة الإمارات العربية المتحدة دور “مهم” ضمن الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء.
ونقلت “بلومبرج” عن بوتين القول في مستهل اللقاء الذي جمع بينه وبين الرئيس الإماراتي في سان بطرسبرج: “أنا على دراية بمخاوفكم بشأن كيفية تطور الوضع بشكل عام، ورغبتكم في المساعدة في حل جميع القضايا المثيرة للجدل، والتي تشمل الأزمة القائمة الآن”.
وأضاف: “أود أن أشير إلى أنه عامل جوهري بالفعل، يتيح لنا باستغلال تأثيركم من أجل التحرك قدما نحو حل الموقف.”
الإمارات تلعب دور الوسيط في الأزمة الأوكرانية
قال الكاتب والباحث السياسي ، أندريه مرتزين ، إنه لا شك أن العلاقات الروسية الإماراتية تتطور من عام إلى آخر ، خاصة بعد لقاء الرئيس بوتين مع الشيخ محمد بن زايد في موسكو عام 2018 ، عندما تم الإعلان عن الشراكة الاستراتيجية. الموقعة بين البلدين ، ومنذ ذلك الحين كان هناك تعاون نشط في مجال الاقتصاد وخاصة في مجال الطاقة.
وأشاد في مقابلة هاتفية من موسكو ببرنامج “وراء الحدث” على قناة “الغد” الفضائية ، العمل المشترك في أوبك + ، مضيفا أن الدليل الإيجابي والمهم هو موافقة الأعضاء ومنهم الجانب الروسي والإماراتي والسعودي ، لخفض مستوى إنتاج النفط ، وهذا ما أغضب واشنطن التي أرادت زيادة الإنتاج وخفض أسعار النفط في الأسواق العالمية.
وتابع:”روسيا تشيد بالموقف الحيادي الذي تتبناه الإمارات تجاه الأزمة الأوكرانية ، والدور الذي تلعبه في حل هذه الأزمة ، وبالطبع تعتبر روسيا الإمارات وسيطاً جيداً”.
من جانبه، طالب أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الاثنين، روسيا وأوكرانيا بمحاولة ضبط النفس وحل الخلاف عبر الحوار والدبلوماسية، جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه أمير قطر مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وفقا لما نقلت وكالة الأنباء القطرية.
و جرى خلال الاتصال «مناقشة آخر المستجدات على الساحة الأوكرانية، خاصةً ما يتعلق بالأزمة مع روسيا، وجدد الأمير تميم دعوة»جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وحل الخلاف عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، وتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، وأكد ضرورة «عدم اتخاذ ما من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد».
وجدّد تميم موقف قطر الداعي إلى ضرورة احترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها في حدودها المعترف بها دوليًا، مشددا على دعوة قطر إلى الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة للقانون الدولي، بما فيها الالتزامات بموجب الميثاق بتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية.
بدوره، قال مكتب الرئيس الأوكراني إن الأخير شكر أمير قطر على “دعمه الحازم لسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية. كما ناقشا اتخاذ المزيد من الخطوات المشتركة داخل الأمم المتحدة وغيرها من المنابر الدولية”.