كتبت – ريم جاد
أصبحت الساحرة المستديرة ، مليئة بظاهرة التعصب الكروي ، حيث لم يعد مجرد ظاهرة انتماء وولاء لنادٍ أو فريق رياضي ما , بل تعدى ذلك ، خاصة بعدما قتل جون أوكوايو الحكم المساعد الأول، على يد أحد المشجعين ، أثناء إدارته لبطولة في ملعب نيانساباكوا بدولة كينيا، لأنه غير راضٍ عن قرارات الحكم.
وتعاني كرة القدم ، من تعصب الجمهور، حيث يحاول المتعصب لنادٍ أو لاعب معين مثلاً التقليل من شأن المنافس أو الخصم، دون وجه حق، حتي ولو كان الخصم أفضل من النادي الذي يشجعه بشهادة الجميع.
وتحدث فهمي خلال لقاء له عبر قناة “الأهلي”: “أنا تضايقت من شيكابالا بسبب اللي حصل في ماتش السوبر بالإمارات، مع إن بيني وبين شيكا عيش وملح وهو بني آدم محترم، وكتبت بوست عدواني كتير، بس من غير قلة أدب، لحد ما مصطفى سيف العماري عضو الزمالك السابق كلمني قالي: يا فهمي أنتوا أصحاب.. قولتله: بص هو عمل إيه مع جمهور الأهلي، قالي: يبقى تكلمه في التليفون، فلما أدركت إني عملت حاجة غلط مسحت البوست.. أنا بعتذر لشيكابالا من هنا.. ومفيش مشاكل بينا”.
ونصح صديق أحمد فهمي ، بأن يذهب لإلقاء التحية علي شيكابلا، في إحدى حفلات الزفاف ، حتى ينتهي الخلاف بينهما، وبالفعل توجه فهمي لشيكابالا وألقى عليه التحية، واحتضنه ودار بينهما حديثًا انتهى بسب الأخير لجماهير النادي الأهلي، الأمر الذي أغضب فهمي، حسب رواية مدير أعمال الأخير أحمد درويش، في فيديو نشره آنذاك عبر حسابه بموقع “فيسبوك”.
وانتقل التعصب الكروي من المشجعين إلي المشاهير ونجوم الكرة ، التي من المفترض أن تكون قدوة للمشجيين ، لأن هناك فرقاً بين التشجيع وبين التعصب ، فالتشجيع هو جزء مهم من الوفاء للفريق والنادي والمنتخب وحق علي من يحب فريقه، لكن التعصب غير التشجيع، فمنذ وجدت الكرة وجدت معها الانتماءات والميول التي تخطت حدود المعقول أحياناً كثيرة، فالرياضة اليوم، إذا خلت من التعصب فلاشك أنها تكون ذات منفعة عظيمة.
ظهور التعصب الكروي ولأول مرة في الرياضة غير معروف بدقة ، ولكن يمكن تتبع الظاهرة بالعودة إلى التاريخ القديم الروماني مع ألعاب الأولمبياد، ونعرف جميعنا أن التعصب الرياضي عند العرب أدى لاشتعال حرب داحس والغبراء قبل البعثة النبوية حين اشتعلت الحرب بين القبيلتين بسبب سباق وقع بين فرسيْن وقد سبق أحدهما الآخر ما أدى لسلسلة معارك طاحنة أودت بحياة الكثيرين باستمرارها مدة أربعين عاماً، إن كان السبب الحقيقي لوقوع الحرب هو أنَّ الفرس الذي سيسبق سيحظى بحماية القوافل.
وفي إنجلترا في القرن الرابع عشر وتحديداً في عام 1314، حظر إدوارد الثاني لعبة شبيهة بكرة القدم حيث كانت تحدث اضطرابات بعد المباريات تؤدي لأعمال عنف.
1- فقر الثقافة العامة عند اللاعيبين وعدم اتساع الفكر لديهم للتخلص من ردود الافعال المتباينة جراء الضغوط النفسية التى يتعرضو لها اثناء المباريات وعلى هذا تخرج افعالهم غير مرغوب فيها ينتج عن ذلك افعال قد تثير الجمهور المنافس واتساع رقعه الغضب المسببة للعصبية.
2- تصريحات واحاديث مسئولى الاندية عندما تخرج للنيل من النادى الفلانى وجمهورة قد يزيد حالة احتقان شديدة بينهما.
3- التصريحات التى تخرج من اللاعب لحظة الغضب او اثناء الهزيمة قد تجعلة يتفوة بكلمات جارحة للفريق والجمهور المنافس من هنا تتسع رقعه المصادمات وعدم تقبل الحديث بشكل او بأخر طالما يتم فى اطار التهكم على الآخرين.
4- نشر مقالات التعصب واستخدام عنواين مستفزة للخبر وانتقاء الكلمات التى تثير الجماهير تزيد من حالة الاحتقان الجماهيرى وخاصة اذا خرج المقال بصورة مغايرة لما تراة الجماهير .
5- الهتافات العدائية فى المدرجات والخطأ فى لاعبى الفريق المنافس وسب اللاعيبين وجمهورهم والتغنى بهزيمته وتذكريهم بنتيجة مباراة سابقة هزم فيها أو بطولة خرج منها ويساعد على ذلك تفاعل اللاعيبين أنفسهم مع هذه الهتافات ومحاولة الرد على الجماهير لتأخذ الأجواء حيزا آخر من العداء والاجواء المتوترة.
6- وجود اللافتات فى المدرجات، وخاصة اذا كانت تحتوى على رسومات تسىء للنادى المنافس أو اى لاعب به أو تحتوى على عبارات التقليل من النادى الآخر وإثارة جماهيره ولاعبيه.
7- بعض العاملين قى الصحافة التى تنتمي لناد معين او لهم ميول خاصة، فى الانتماء للنادى الفلان ينتقدون النادى المنافس بشكل فية سخرية او افتراء مما ينتج عن ذلك اشتعال الغضب الجماهيرى التى ترفض التقليل من شأن ناديها أو التفلظ عليه يتبع ذلك حالة خاصة من الكراهيه الشديدة لة والخطأ سيكون مشترك بينه وبين الجماهير .
1- ارساء مفهوم غائب عن الجميع وهو الرياضة للإمتاع بعيدا عن التعصب، ويأتى ذلك بعمل ندوات رياضية فى كل انحاء الجمهورية ويساعد فى ذلك الأندية بالطبع.
2- عمل لقاءات ودية بين جميع فرق الدورى ويكون شعارها ( نبذ التعصب من ملاعبنا الرياضية )
3- عمل زيارات دائمة بين مجالس الادارات واللاعبين من كل الفرق ويكون ذلك تحت شعار لا للتعصب
4- التدخل الحكومى بابعاد كل من يساعد على التعصب من الاعلاميين والصحفيين وتوجية انذار لكتاب الميول، باستبعادهم فورا فى حالة عمل اى لقاء، أو عنوان أو خبر، لنشر التعصب بين الجماهير.
5- احساس اللاعبين على أن ردود فعلهم هى الاساس فى نشر التعصب من خلال عدم الاعتراض على التحكيم وتثقيفهم بقوانين الاحتراف التى يفتقدوا المعنى الأمثل لها فى كل المواقف.
6- الشفافية الكاملة من اى اتحاد لعبة ، وعدم التفرقة ما بين هذا او ذاك منعا لحدوث التصادمات التى نراها كل الوقت والمتسبب فيها رجال اتحاد الكرة بإتخاذهم قرارات عشوائية تزيد من حالة الاحتقان الجماهيرى وتشعل معها نار التعصب.
7- التعامل الفورى على أن الشغب فى الملاعب والهتافات العدائية وتحطيم المنشاءات هى خطر على أمن البلد، ولابد من الوقوف على الاسباب التى أدت الى ذلك ومعالجتها بالحل الأمثل دون ازديادها بقرارات عنترية من شأنها، توسيع رقعه التعصب بدون فهم الأسباب الحقيقة له.
أراء نجوم الساحرة المستديرة على ظاهرة التعصب الكروي :
تحدث أحمد صابر مدافع نادي إنبي في تصريحات خاصة لـ أوان مصر عن التعصب الرياضي الذي لم يقتصر فقط على الجمهور الفترة الحالية ولكنه أصبح بين النجوم المفترض كونها قدوة.
مؤكداً : “أرفض تماماً التعصب لأنه شئ مكروه جدا ، وأتمني أن ينتهي في مصر ، خاصة أننا نشاهد أحداث تعصب كثيرة بين قطبي الكرة المصرية ، فلابد أن يكون جمهور الأهلي والزمالك متفتحين أكثر ، خاصة أن البلد غير مؤهلة للدخول في فتنة مابين أكبر جمهورين في مصر.
وتحدث ربيع ياسين المدير الفني لمنتخب مصر للشباب ونجم الأهلي السابق في تصريحات خاصة لـ أوان مصر : “أتمنى الحد من التعصب الرياضي السائد بين الجماهير في الفترة الأخيرة ، خاصة بين جماهير الأهلي والزمالك .
تحدث الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، الإعلام له النصيب الأكبر في نشر قيم التعصب الكروي بين جماهيرهم، حيث يقوم على مدار الساعة بتأجيج مشاعر الجماهير.
ويمثل التعصب الرياضي خطورة كبيرة جداً على الصحة النفسية والجسدية، فمنهم من يتعرض لنوبات من الشلل الهستيري والعمى الهستيري، بالإضافة للجلطات والكثير من المشكلات الصحية.
أكد المواطن رجب عبد الفتاح ، أن التعصب الرياضي ، خاصة بين جماهير الكرة المصرية ، ناتج عن ما يشاهدونه في منصات مواقع التواصل الإجتماعي ، من خلافات بين نجوم الكرة والمشاهير أيضا.
وتحدث المواطن حسن عبد الحميد بأن يجب أن يكون هناك قوانين صارمة ، من أجل نبذ التعصب الكروي ،حيث لابد من التسليم بفكرة أن كلا الفريقين معرضان للمكسب أو الخسارة، وأن الجماهير يجب أن تكون لديها المرونة الفكرية لتقبل هذا.
يذكر أن التعصب الرياضي لا يقل خطورةً عن التعصب الديني أو التعصب الفكري، وأنواع التعصب، فلابد أن نستمتع بالرياضة التي نحبها ولنترك للآخرين حرية اختيار فريقهم أو لاعبهم المفضل، والخلاف لابد أن يكون من النوع الذي لا يفسد للود قضية.
اقرأ أيضا :