لازال فيروس “كورونا” خارج عن السيطرة في العديد من بلدان العالم، والذي انطلقت شرارته الأولى من ووهان عاصمة هوبي الصينية، وانتشر في أكثر من 24 دولة معلنة حتى الآن حول العالم.
فيما لاتزال دول العالم تبحث عن مخرج لهذا الفيروس حتى لايصل إلى مرحلة الوباء، ويصيب أعداد كبيرة من البشر، ويتسبب في وفاة الملايين.
وتعاني الصين وحدها من دول شرق آسيا، ومن دول العالم من تزايد حالات الإصابة والوفيات جراء انتشار الفيروس، واعتزال العالم لها، وتأثر اقتصادياتها الهائلة حول العالم.
وبحسب آخر احصائية حتى كتابة هذا التحقيق، أعلنتها السلطات الصينية، فإن الفيروس أدى لمقتل أكثر من 800 شخص وإصابة ما يزيد على 37 ألفًا.
4 مليار دولار
لذا أكد البنك المركزي الصيني، بأنه سيقدم 300 مليار يوان مايعادل 4 مليار دولار، لمساعدة الشركات المعنية بمكافحة فيروس كورونا الذي اجتاح البلاد وأصاب عشرات الآلاف.
وأوضح بنك الشعب الصيني، في بيان له، إنه سيقدم أول شريحة من حزمة التمويل لصناديق إعادة الإقراض الخاصة يوم الإثنين، مشيرًا إلى أنه سيدعم المؤسسات المالية لتوفير القروض للكيانات والشركات الرئيسية المشاركة في التصدي والوقاية من الوباء.
قال نائب محافظ بنك الشعب الصيني، ليو قوه تشيانغ، إن تسعة بنوك وطنية كبرى، بالإضافة إلى مصارف محلية في 10 مقاطعات ومدن، مؤهلة للحصول على التمويل الخاص، والتي تشمل مقاطعة هوبي –مركز تفشي الفيروس- وكذلك تشجيانغ وقوانغدونغ وشنغهاي.
وأضاف ليو أن حزمة التمويل تهدف لمساعدة الشركات على الصعيد الوطني والمحلي، مؤكدًا أن المؤسسات المالية بحاجة إلى مراجعة وإصدار القروض بسرعة، وأن عليها منح الأموال في غضون يومين.
وأشار إلى أن البنك المركزي سيتعقب حركة الأموال وكيفية استخدامها، وسيتم معاقبة أي جهة أو شخص يخالف القواعد، مضيفًا أن نطاق الشركات المستفيدة لا ينبغي أن يكون واسعًا للغاية.
طرق انتقال جديدة
فيما حذر باحثين من أن انتقال العدوى بفيروس كورونا المستجد، قد ينتقل بأشكال أخرى مختلفة، فقد يكون عن طريق البرز، بعد نشر دراسة تشير إلى أن المصابين بالمرض يعانون من اضطرابات بالجهاز الهضمي.، حيث تنتقل العدوى بشكل رئيسي عبر الهواء من خلال رذاذ سعال شخص مصاب.
وقال باحثون درسوا الحالات الأولى، إنهم ركزوا في البداية على العوارض التنفسية وقد يكونوا أهملوا تلك المرتبطة بالجهاز الهضمي.
وأفاد مقال لباحثين صينيين نشر الجمعة الماضية في مجلة الجمعية الطبية الأميركية “أميريكان ميديكال اسوسييشن” أن 14 من أصل 138 مريضا، جرت دراسة حالتهم في مستشفى في ووهان، أصيبوا بإسهال وغثيان قبل يوم أو يومين من ظهور الحمى والاضطرابات التنفسية.
وعانى أول أميركي شُخِّصت إصابته بالمرض كذلك من إسهال ليومين واكتشف الفيروس لاحقاً في برازه. ووثقت مجلة “ذا لانسيت” الطبية أيضاً حالات مماثلة في الصين، لكنها غير منتشرة كثيراً.
وقال الأستاذ في جامعة ساوثهامبتون ويليام كيفيل في تعليق لمجلة “ميديا سنتر” في المملكة المتحدة “من المهم الإشارة إلى أنه أبلغ عن العثور على فيروس كورونا المستجد في براز مرضى يعانون من عوارض معوية غير عادية، على غرار سارس الذي عثر عليه في البول، ما يشير إلى أن الفيروس يمكن أن ينتقل أيضاً عبر البراز”.
دراسات وأبحاث
وفي نفس السياق، كشفت دراسة اجرتها المجلة الطبية “JAMA”، في أن 41٪ من أول 138 مريضاً تم تشخيصهم في مستشفى واحد في ووهان بالصين، يفترض إصابتهم بالفيروس في ذلك المستشفى.
وهذه أخبار مهمة، حيث أن ذلك يعني أن حوالي نصف الإصابات الأولية في هذا المستشفى قد انتشرت داخل المستشفى نفسه. وهذا ما يسمى “nosocomial transmission”. (يستخدم الأطباء كلمات كبيرة لإخفاء أشياء سيئة: يعني مصطلح “Nosocomial” أُلتقط في المستشفى).
والأكثر من ذلك، أن معظم الانتشار لا يبدو أنه نتج عما يُسمى “super-spreader event”، حيث ينقل مريض واحد العدوى إلى العديد من الأشخاص الآخرين. وفي هذه الأحداث، يمكن أن يؤدي إجراء بسيط مثل تنظير القصبات – حيث يقوم الطبيب بإدخال أنبوب في رئتي المريض – إلى العديد من الإصابات.
ويمكن أن يكون هذا مصدر قلق، لكن ليس بقدر ما حدث على ما يبدو: فقد أصيب العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية، والعديد من المرضى في أجزاء كثيرة من المستشفى. وما هو أكثر من ذلك، نظراً لوجود مجموعة واسعة من العدوى وفقط الأشخاص المرضى هم الذين تم اختبارهم، فمن المحتمل جداً أن يكون هناك المزيد من انتقال العدوى في المستشفى.
لذلك، بطريقة مشابهة لفيروسي سارس وميرس، وفيروسات كورونا الأخرى، قبل ذلك، ينتشر فيروس ووهان في المستشفيات.
لذا تعمل الصين جاهدة لمواكبة اختبار الفيروس وتأثيراته الاجتماعية، ومن الجيد رؤية المعلومات الوبائية المهمة التي بدأت تظهر.
حالات شفاء
فيما أعلنت الإمارات عن أن الحالة المصابة بالفيروس لديها تعافت من الإصابة، وهي حالة تنتمي للعائلة الصينية التي كان قد تم الإعلان عن اصابتها بالمرض نهاية الشهر الماضي حيث تماثلت الجدة و اسمها ليو يوجيا “73 عاما” للشفاء وأصبح بإمكانها مواصلة حياتها بصورة طبيعية”.