تشير عقارب الساعة إلى الثانية صباحًا، ويستيقظ “ويليام”، الرجل الخمسيني ابن محافظة سوهاج ويرتدي ملابسه ويمسك بطبلته وعصاه ويخرج من منزله والسعادة على وجهه مرددًا: «أصحى يا نايم ووحد الدايم.. رمضان كريم»، صورة من صور التسامح يظهر من خلالها أن المصريين يدًا واحدة بعيدًا عن الدين يتمسكون بوطنهم وتسود بينهما المحبة والرحمة، ويتجول “ويليام”، في شوارع سوهاج لإيقاظ المسلمين النائمين للسحور.
يظهر “ويليام”، مرتديًا جلبابه وعمامته ممسكًا بالطبلة في يده اليسرى والعصا في يده اليمنة، والإبتسامة لا تُفارق وجهه، ليكسر الصمت في شوارع سوهاج مرددًا توشيح رمضان التي تشعر الأهالي بقدوم الشهر الكريم، ويتجول في الشوارع لنشر البهجة بين الأهالي، والأطفال تلتف حوله ويصفقون خلفه بكل سعادة ليردد أسماءهم وهو يدق على الطبلة.
ويقول «ويليام» إن المسلمين والمسيحيين في مصر يتحلون بروح المحبة والرحمة والتسامح، مضيفًا: «المسلمين حبايبي وبحب أصحيهم على الصحور»، معربًا عن سعادته لأن هذا العام يصوم فيه المسلمين والمسحيين معًا، ويستيقظ الأهالي وينظرون من شُرفة منازلهم ليروا ويليام وهو يدق على الطبلة، بالرغم أنه يُعاني من حالة مادية صعبة لكنه يرفض تمامًا أي مقابل مادي.