بداية اقسم أني ادلي بشهادتي هذه لله ثم للوطن ثم لمن يزال تائهاً منكم .. عشت الفترة التي كان فيه حكم مبارك همجياً .. واستشعرت بوعي فترة افلات الزمام من يده ورأيت بعيناي الصغار هم من يديرون دفة مصر .. صمت معتمداً كل الإعتماد علي عدم وعي او كمان كان من حولي يلقنوني..
ثرت كما ثار الجميع من لفحة همجية ممن حول مبارك من الصغار ظهرت جلية في انتخابات ٢٠٠٥ .. ثم عدت للصمت لمحاولة استيعاب ما يجري ..في الثورة كان الصمت اقوي اسلحتي لمحاولة الفهم جلست في الميدان اقرأ الجميع بهدوء لا يليق بثائر ..كنت استمع للجميع من مختلف الطوائف والحركات السياسية وكنت في هذه الفتره لا ابحث عن شئ سوي الوطن ..
ولم اجده حاضراً في اغلب من حولي .. الإخوان تلقفوا تعاطفنا وحولوه الي كرة من اللهب يرمونها في وجه كل من يخالفهم .. فهمتهم سريعاً بمحكمة واحده قرأتها وكانت تقول :الثائر لا يبحث عن شئ سوي الوطن ووجدتهم يتكالبون علي السلطة فأيقنت انهم ليسوا علي حق .. اجندات خارجية كان صعب عليّ تفهمها فهي ممزوجه بخليط غربي جيد تحتاج الي معمل داخلي مكتمل الادوات من فهم وثقافه وقراءة وعلم سياسي وانا كنت اخطو خطواتي الأولي في جميع هذه الادوات .. ولكن استوعبت علي استحياء لأن مناط نظري كان الوطن ..
سياسيون فكرهم ضحل استوعبته من الوهلة الأولي .. متسلقون معتاد عليهم .. شباب تائه اصعب ما في المعادله .. استخدمت سلاح الصمت واضفت اليه قليل من القراءة بفقه ازهري بحت .. تولي عبدالفتاح السيسي زمام الأمور .. بغضب استقبلت الخبر .. بكره عشت ايامه الاولي .. خُيل اليّ كما خُيل لكثير من جيلي بأنه سرق حلم الديمقراطية بعد أن اشترينها بنهر من الدماء .. غشم سياسي كنت اصف فيها كل خطوه يخطوها .. كل كلمة .. كل طريقه يستخدمها .. فقررت أن اعود لسلاحي الأمثل..
الصمت..حملت سلاحي واخذت اقرأ المشهد وجعلت بيني وبين هذا الرجل الجديد شئ واحد كعادتي وهو الوطن.. وتساءلت هل ما يفعله سيذهب الي الوطن أم الي نفسه والي مجموعة ممن حوله ؟! وبدأت في الرصد بقهر .. ما يفعله الرجل مخالف لكل منطقي .. اجتذاذ شقفة الاخوان بقسوة ..
غلق قنوات .. تكميم افواه .. اعتقالات .. تقنين اوضاع كانت من اكبر مكاسب الثورة .. بغضب وبكره استطعت أن اصمت .. ثم بدأت بتقسيم الوطن الي ملفات وانظر وانتظر ماذا سيحدث فيها منه .. ملف الامن كان اول الملفات علي الطاولة بيني وبين عبدالفتاح السيسي .. كنت اعلم بنجاحه في هذا الملف لأنه ابن مؤسسة الأمن ويعرف دهاليز الحماية ويملك ادواتها فلم يكن هذا الملف بالنسبة لي كافٍ للحكم علي الرجل ..
كان ملف الاقتصاد هو عنق الزجاجة بالنسبة لي تابعته عن كثب بعد نجاحه في عودة الأمن للوطن واثناءه كان هناك وطن جديد يبني .. بتعجب راقبت بنية تحتيه عقلية تحفر وبنية تحتيه في انحاء البلاد تشق افكار غير تقليديه ويؤمن الوطن ويبني .. هجوم شرس من اقرب الناس اليه ويؤمن ويبني .. خطط داخليه وخارجية لغتيال البناء ويؤمن البلاد ويبني في العباد والبلاد .. الصمت جاء بنتيجه هذه المره ..
ثرت لغلق قنوات وتكميم افواه ولكن لم تكن ثورتي علي شئ سوي اعتيادي علي همجية الطرح والعرض من هؤلاء .. البناء يحتاج الي ادوات اولها بناء وعي الشعب علي اهمية أمن واستقرار والنهوض بالوطن وكل شئ بعده سهل ويأتي في يوم واحد .. نجح الرجل في ملفين هامين الأمن والاقتصاد .. لم يرضخ الثائر بداخلي بسهولة بقي الكثير من الملفات بيني وبينه ..
انتقلت الي الملف خارجي بدايته مثل بداية ملف عودة الامن للوطن غشيم هكذا حكمت عليه فهو يعادي العرب والغرب علي اسس لم اكن استوعبها وما لبث الامر حتي بدأت خيوط الشر تظهر من خلف شمس وهمية لهذه الدول .. بقي لي في هذا الملف رضوخ هذه الدول وقد حدث بفخر اغلقت الملف الخارجي وبدأت في الصمت بتأمل ممتع .. ظهرت ملامح مصر بشكل يليق بها ..
تحرك الرجل في استكمال الملفات بالتوازي وبنغمة وتيرتها بين العاليه والهادئه لكن كانت تصدر صوت مآذن مصر وكنائسها ومصانعها وفنها .. بقي لي ملف الاعلام ليثمر صمتي هذه المره .. تحرك الرجل علي مهل في هذا الملف وكعادة تصرفاته وكلماته غير مفهومة لي ولكثير من جيلي ..
ضبط الاداء في الاعلام كان يوجع رأسي ولكني كنت قد اعتدت علي الصبر والصمت الممتع وبعد سبع سنوات اثمرت حديقة الملفات علي مكتبي وبدأت ملامح مصر الخارجية والداخلية في الوضوح بشكل كامل .. شكل مفرح .. شكل يستدعي الفخر الذي نسيناه ..
نعم هناك بلد بني من جديد .. ووطن نفض هذا الرجل من علي ظهره تراب الغشم السياسي والاقتصادي والخارجي والاعلامي ووقف الوطن ممشوق القامه من جديد.
والان بعد مرور سبع سنوات من الصمت اشهد بأن عبدالفتاح السيسي هو رئيس جمهورية مصر العربية وبفخر