«قصار القامة».. فتيات لا يعرفن المستحيل، ولم يتمكن اليأس بأن يتملك منهمن، بعد معاناة من التنمر ولم تنل الإعاقة منهمن، يجعلن الآمل بداخلهن ولم ييأسا أبدًا، كسرن ظلام اليأس من جذوره، ورسم الآمل لأنفسهن وبدأ يتمسكان بالموهبة التي مَنّ الله عليهم بها، وظل يبدعان فيها “منى ومي”، شقيقتان رسمتا الآمل وحطمن اليأس بإصرارهما.
تحدي المستحيل
ظلَ الشقيقتان يعانيان من التنمر لسنوات عديدة حتى في أيام المدرسة كان الطلاب يعاملهن بأبشع الطرق إلا القليل، تحطما بعض الشيء لكن المثابرة والآمل ظل بقلوبهن الصغيرة التي لا تحمل البغضاء من أحد، يستقبلن الإهانة بالإبتسامة التي لا تنقطع من على أوجههن طوال الوقت، قلوبهن صافية يعشقان بعضهما، لم يجدن الشارع يحنوا إليهن كثيرًا لذلك يقضين أغلب أوقاتهم بالمنزل.
وتحكي مي محمد الزاملي بنت قرية شبرابخوم التابعة لمحافظة المنوفية بإبتسامة عريقة لـ «أوان مصر»، أنها كانت تدرس بالمعهد الفني التجاري، وتعمل في الوقت الحالي في قصر ثقافة شبرابخوم بمحافظة المنوفية، وتعشق الفتاة الثلاثينية التمثيل، وتتنمى أن تظهر على الشاشات وتحقق أحلامها.
الجلوس مع الأطفال منعًا لتنمر المجتمع
وتقضى مي يومها في شغل الهاند ميد كروشيه وقراءة القران الكريم، لكن يومها الحقيقي وحبها يكون مع الآطفال في قصر الثقافة وحكاية القصص لهم تلقى نفسها دومًا مع الأطفال الصغار، وتلقى نفسها معهم لتكون في معزل من التنمر الخارجي التي تلقاه من المجتمع العقيم.
لم تكتفي مي بمواهبها لكن بدأت تُبدع في المشغولات اليدوية حتى تطور من أعمالها، وحسبما ذكرت أن المشغولات اليدوية بدأت معها عن طريق الصدفة، بدأت تشغل وقت فراغها في خياطة أغطية وكوفيات عديدة لحسن أن تمكنت مع شقيقتها الأصغر في المهنة وأصبح مشروع رزقهما.
ومن جانبها تقول شقيقتها منى صاحبة، أنهم بدأو في مشروع المشغولات اليدوية مُنذ 3 سنوات وكان المشروع عبارة عن هواية ولم يكن بقصد الربح، حتى رأى الجميع أعمالهن وأعجبوا بها وبدأ المشروع في الربح، رأى البعض أنهم لن يستطعن أن يمروا في المشروع ويسكملا عملهن من أجل الإعاقة، لكن كانت الحقيقة عكس ما توقع الجميع.
أحلام بسيطة لم تتحقق
لم تنل الإعاقة منهن ولم تقضى على طموحاتهن، تغزل الشقيقتان من خيوط الصوف الملونة الآمل والحب والطمأنينة، يتمسكان بالحلم ليصلا إلى مرادههن، وتضيف منى لـ «أوان مصر»، أنهما لم يقتصرا على المشغولات اليدوية فقط بل بدأتا في تصميم الإكسسوارات.
أحلام بسيطة يحلمان بها لم تختلف تلك الأحلام عن فنهما الجميل وعن روحهما الهادئة الجميلة، تحلم كل منهما بأن تكون حياتها هادئة فارغة من التنمر، ونظرات المجتمع المحبطة، تحلمان أن يعيشا في سعادة وحياة عادية كباقي المجتمع، تحاولان الشقيقتان أن يخرجا بطاقة متكاملة الخاصة بذوي الهمم، تحلمان أن يتركهم المجتمع وشأنهم لما لاقوه من تعب نفسي من قِبل البعض.