في ضوء الاجراءات الوقائية التي تتخذها الحكومة من أجل حماية ووقاية المجتمع المصري من تفشي وانتشار فيروس كورونا الجديد، اتخذت الحكومة اليوم السبت الموافق ال21 من مارس، عددا من القرارات الهامة والتي من شأنها وقف اية تجمعات بشرية.
وجاءت على رأس تلك القرارات،وقف الصلاة بالمساجد والكنائس منعا للاختلاط أو التجمعات البشرية، والتي من شأنها انتقال فيروس كورونا الجديد.
قرارات الأزهر
حيث قرر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إيقاف صلاة الجماعة والجمعة مؤقتا بالجامع الأزهر، حرصا على سلامة المصلين ولمدة أسبوعين، لحين وقف انتشار الوباء، وانطلاقا من القاعدة الشرعية صحة الأبدان مقدمة على صحة العبادات.
وكانت قد قالت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الدليل على مشروعيَّة تعطيل صلاة الجمعة والجماعات وإيقافهما؛ تلافيًا لانتشار الوباء: ما روي في الصحيحين: «أن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ قال لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: إِذَا قُلْتَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَلاَ تَقُلْ حَيّ عَلَى الصَّلاَةِ، قُلْ: صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ، فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا، قَالَ: فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، إِنَّ الْجُمُعَةَ عَزْمَةٌ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ، فَتَمْشُونَ فِي الطِّينِ وَالدَّحَضِ».
واستندت إلى استدلال الحديث على الأمر بترك الجماعات تفاديًا للمشقة الحاصلة بسبب المطر، ولا شك أن خطر الفيروس أعظم من مشقَّة الذهاب للصلاة مع المطر، فالترخُّص بترك صلاة الجمعة في المساجد عند حلول الوباء، ووقوعه أمر شرعي ومُسلَّم به عقلًا وفقهًا، والبديل الشرعي عنها أربع ركعات ظهرًا في البيوت، أو في أي مكان غير مزدحم.
وقد انتهى الفقهاء إلى أنَّ الخوف على النفس أو المال أو الأهل أعذارٌ تُبيح ترك الجمعة أو الجماعة؛ لما رواه أبو داود عن ابن عباس من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ المنادِيَ فَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ اتِّبَاعِهِ، عُذْرٌ»، قَالُوا: وَمَا الْعُذْرُ؟ قَالَ: «خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ، لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ الصَّلَاةُ الَّتِي صَلَّى».
وقالت بأن الخوف الآن حاصلٌ بسبب سرعة انتشار الفيروس، وقوَّة فتكه، وعدم الوصول إلى علاج ناجع له حتى الآن، ومن ثَمَّ فالمسلمُ معذورٌ في التخلُّف عن الجمعة أو الجماعة.
وعليه: فتنتهي هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إلى القول بأنه يجوز شرعًا للدولة متى رأت أن التجمُّع لأداء صلاة الجمعة أو الجماعة سوف يُؤدِّي إلى انتشار هذا الفيروس الخطير أن تُوقفهما مؤقتًا.
الأوقاف توقف الصلاة بالمساجد
فيما قررت وزارة الأوقاف إيقاف إقامة صلاة الجمع والجماعات وغلق جميع المساجد وملحقاتها وجميع الزوايا والمصليات ابتداء من تاريخه ولمدة أسبوعين والاكتفاء برفع الأذان في المساجد دون الزوايا والمصليات، بالصيغة التالية:
اللهُ أكبر , اللهُ أكبر . اللهُ أكبر , اللهُ أكبر
أشهد أن لا إلهَ إلا الله. أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن محمدًا رسولُ الله . أشهد أن محمدًا رسول الله
ألا صلوا في بيوتكم
ألا صلوا في رحالكم
الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
وعلى جميع العاملين بالأوقاف التنفيذ الفوري للقرار.
وقالت وزارة الأوقاف، إنه يأتى ذلك بناء على ما تقتضيه المصلحة الشرعية والوطنية من ضرورة الحفاظ على النفس كونها من أهم المقاصد الضرورية التي ينبغي الحفاظ عليها، وبناء على الرأي العلمي لوزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية وسائر المنظمات الصحية بمختلف دول العالم التي تؤكد الخطورة الشديدة للتجمعات في نقل فيروس كورونا المستجد (covid -19) وما يشكله ذلك من خطورة داهمة على حياة البشر.
الكنيسة تعلق القداس
ومن جانبها اجتمعت اللجنة الدائمة للمجمع المقدس، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني صباح اليوم، لمناقشة آخر التطورات بشأن موضوع انتشار فيروس كورونا المستجد، COVID-19، حيث أصدرت اللجنة بيانًا، جاء نصه: “في إطار متابعة الوضع الاستثنائي الذي يمر به العالم هذه الأيام، وكذلك البيانات التي تصدرها تباعًا منظمة الصحة العالمية والتي تظهر الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد COVID-19 في مختلف دول العالم، ومن بينها بلادنا العزيزة مصر، التي يبذل مسؤولوها قصارى جهدهم في سبيل احتواء الوباء، الذي يعد أكبر أزمة صحية خطيرة نواجهها منذ مئات السنين.
وتابع البيان:”ونظرًا لأن التجمعات تمثل الخطر الأكبر الذي يؤدي إلى سرعة انتشار الفيروس، قررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من منطلق مسؤوليتها الوطنية والكنسية ، وحفاظًا على أبناء مصر جميعًا:
– غلق جميع الكنائس وإيقاف الخدمات الطقسية والقداسات والأنشطة.
– غلق قاعات العزاء واقتصار أي جناز على أسرة المتوفي فقط، على أن تقوم كل إيبارشية بتخصيص كنيسة واحدة للجنازات وتمنع الزيارات إلى جميع أديرة الرهبان والراهبات.
– يسري هذا القرار من اليوم السبت 21 مارس ولمدة أسبوعين من تاريخه، ولحين إشعار آخر.
الكنائس القبطية
واختتم البيان:”وإذ تُذَكِّر الكنيسة بقول السيد المسيح: “لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ” (مت 4 : 7)، تناشد جموع الأقباط في مصر والخارج عدم التهاون إزاء الأزمة الحاضرة، والالتزام بالإجراءات التي تعلنها السلطات المسئولة، للمساهمة بفاعلية في تفادي كارثة تلوح في الأفق، يترجمها تزايد أعداد المصابين بالفيروس والمتوفين في العالم، فليس من الحكمة أو الأمانة أن يكون الإنسان سببًا في إصابة الآخرين أو فقد أحد أحبائه.
وتدعو الكنيسة الجميع إلى رفع صلوات وتضرعات في كل موضع، واثقةً في أن صلواتهم سوف تصل إلى مسامع الرب القدير وأنه سيتحنن علينا ويرفع هذه الضيقة، ويعطي شفاءًا وسلامًا وطمأنينة لكل العالم ويبارك كل الجهود التي تبذل لمواجهة هذا الوباء الذي يهدد العالم كله.
كما نصلي بلا انقطاع لكي ينعم الله على المصابين بهذا الداء بالصحة والعافية وليبارك جهود الأطقم الطبية القائمة على متابعة وعلاج المرضى حتى يتم شفاؤهم.
الأعلى للجامعات يؤجل الامتحانات
بينما اجتمع المجلس الأعلى للجامعات فى جلسته رقم (698) المنعقدة اليوم السبت ، حيث أستعرض المجلس الخطط المستقبلية للدراسة فى الجامعات فى إطار تطورات الوضع العالمى لإنتشار فيرو س كورونا المستجد، وضرورة إتخاذ التدابير اللازمة لمنع إنتشار المرض وفى ضوء قرار رئيس الجمهورية بتعطيل الدراسة لمدة أسبوعين.
وفى بداية الجلسة ثمن المجلس قرارات الدولة المصرية للحفاظ على صحة المصريين وجميع الجهود التى تبذلها وزارات وقطاعات الدولة المختلفة لتحقيق ذلك.
و ناشد المجلس المواطنين بضرورة الالتزام بما صدر من قرارات من الدولة للحد من إنتشار العدوى، كما تقدم بالشكر لجميع أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة وجميع العاملين بالجامعات على دعمهم السريع والمتميز لمنظومة التعليم عن بعد، كما وجه تحية تقدير وإجلال لجميع مقدمى الخدمة الصحية من أطباء وهيئة تمريض وفنيين والإداريين العاملين بالمستشفيات على الدور البطولى الذى يقومون به خلال هذه الفترة الدقيقة من حياة الأمة.
وأكد المجلس على أن الاهتمام بصحة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وجميع العاملين بالجامعات والمستشفيات الجامعية هى الأولوية الأولى له وأنه يتم اتخاذ كافة التدابير اللازمة للحفاظ عليها.
وقرر المجلس الأعلى للجامعات ، التأكيد على إنجاز خطة الطوارى المعلنة لمواجهة فيروس كورونا المستجد داخل منشآت ومرافق الجامعات بما فى ذلك الاهتمام بالتعقيم والتطهير المستمر.
كما تم التأكيد على قرارات المجلس الأعلى للمستشفيات والذى أنعقد فى جلسته الطارئة بتاريخ 19/3/2020.
منظومة التعليم عن بعد
بالاستمرار فى تفعيل منظومة التعليم عن بعد طوال فترة تعليق الدراسة وفق إجراءات تضمن إستمرار العملية التعليمية للفصل الدراسى الثانى بكل فاعلية وجودة وذلك للمحتوى النظرى لكافة الكليات على أن يرحل التطبيق العملى للكليات العملية لما بعد استئناف الدراسة أو فى الأجازة الصيفية بحسب ما تقرره كل جامعة.
وشدد المجلس الأعلى للجامعات على استمرار التنسيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتوفير الدخول والإستخدام المجانى للمنصات التعليمية الإلكترونية، وأنه فى حالة إستمرار تعطيل الدراسة بعد المواعيد المعلنة سابقا سيتم إلغاء إمتحانات منتصف الفصل الدراسى الثانى وضم درجاتها على إمتحانات نهاية الفصل الدراسى الثاني.
وتؤجل إمتحانات نهاية الفصل الدراسى الثانى على ألا تنعقد قبل السبت 30/5/2020 وفقاً للجداول التى ستعلن من كل جامعة أو فى موعد يتم إعلانه لاحقاً وفقاً لمستجدات الأمور.
و بالنسبة لطلاب الدراسات العليا يترك لكل جامعة تحديد موعد انعقاد امتحاناتها وفقاً لما تراه على ألا تحسب مدة تعطيل الدراسة ضمن مدة الدراسة اللازمة للحصول على الدرجة العلمية.
وقرر المجلس أنه فى حالة انعقاد دائم لمتابعة جميع المستجدات وإتخاذ الإجراءات اللازمة فى حينه التزاما بخطة الدولة للحفاظ على صحة المصريين ومنع الانتشار الوبائى لفيروس كورونا المستجد.