تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية, مناوشات ضخمة خلال الأيام القليلة الماضية, حيث يتبادل حزب الله وإسرائيل, القصف الصاروخي فيما بينهم, خاصة بعد تهدئة الأوضاع نسبيا بقطاع غزة.
وفي هذا الشأن, قال الإعلامي والمحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز, أن التهديدات الإسرائيلية باجتياح لبنان برا لها عقبات كثيرة، أولها فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أي هدف أو إنجاز في غزة حتى الآن, بعد مرور ستة أشهر على بدئ الحرب البرية.
وتابع الرز, في تصريحات خاصة لموقع أوان مصر: ما عجز الكيان الإسرائيلي عن تنفيذه في غزة, وأوله تصفية حركة حماس, لن يستطيع تحقيقه في لبنان.
وأضاف المحلل السياسي اللبناني: هناك عاملين أساسيين يحكمان الميدان، أولهما اتساع الجبهة في لبنان بمساحة 130 كيلو مترا مع عمق واسع مفتوح على سوريا, عكس وضع غزة المغلقة على دائرة مساحتها 350 كيلو مترا مربعا مقفلة من كل الاتجاهات, وثاني هذين العاملين أن ترسانة حزب الله العسكرية تفوق تلك الموجودة عند حماس بأضعاف مضاعفة كما ونوعا.
وأردف: لذلك وجدنا سلسلة ارباكات في الموقف الإسرائيلي تجاه لبنان، فتارة يعطي الإسرائيليون فرصة للمباحثات السياسية والدبلوماسية ثم نراهم يحددون مواعيد للهجوم البري لا مصداقية فيها, وتارة أخرى يجرون مناورات هجومية على الحدود مع لبنان ثم يعلنون أن الحرب مؤجلة إلى ما بعد اجتياح رفح.
وأكد الرز بأنه إذا غامر نتنياهو بحرب برية ضد لبنان أو بتكرار نموذج غزة فيه سعيا منه لتحقيق إنجاز يغطي على سقوط أهدافه في غزة، فإن المسألة لن تكون نزهة بل قد تتطور إلى حرب إقليمية, وهذا ما تحذر منه الولايات المتحدة وأوروبا.
وواصل المحلل السياسي اللبناني: من جهة حزب الله, لوحظ أنه غير من طبيعة المواجهة مع إسرائيل، إذ كان يسميها حرب مساندة لغزة لكنها الآن تحولت إلى الأسلوب الدفاعي الذي يعتمد رد الفعل على الاعتداءات الاسرائيلية، خاصة بعد تبلغ الحزب موقفا إيرانيا صريحا بعدم توسيع المواجهة, يضاف إلى الموقف العربي الذي يسير بهذا الاتجاه وكذلك الموقف الأمريكي والفرنسي والأوروبي عامة ، وهو يتبع تكتيكا عسكريا برمي الكرة في الملعب الإسرائيلي, وتأكد ذلك من خلال تصريحات جالانت وسمورتريتش ورئيس الأركان وغيرهم من جلاوزة الحرب العنصرية.
وإختتم: وفي التوقعات فإن إقدام نتنياهو على شن حرب على لبنان لن يتم قريبا ومن المرجح حصوله ، هذا إذا حصل أساسا، بعد مرحلة رفح التي تبدو شائكة جدا حتى الآن، وعقب التوصل إلى هدنة مع حماس لمدة ستة أسابيع أو أكثر وهو دونه مفاوضات وشروط صعبة مما يرجح بقاء الميني حرب في لبنان على حالها حتى بداية الصيف المقبل.