كان قد أعلنها مسبقا، «لا علاقات مع إيران»، هكذا قال الرئيس السيسي في لقاء تلفزيوني، عقب توليه زمام الأمور في القاهرة، ليبدأ من بعدها أن تغير مصر المشهد السياسي في المنطقة، بما يحمي الحقوق المصرية ويضمن سلامة الأشقاء العرب.
في ذكري 30 يوينو.. السيسي يقف ضد أطماع إيران في المنطقة
انطلاقا من الإيدلوجية الدينية ” الشيعية” والقومية الفارسية، التي ترى أن العرب هم من أزاحوا الفرس عن حكم العالم الشرقي، بسقوط دولة كسرى على يد الدولة الأموية.
شاءت أن تدخل الثورة الإسلامية إيران في نفق مظلم، تنغلق فيه على نفسها، فهذا البلد الأعزل، وصل لعداء عربي لأبعد الحدود، مع ديمومة التدخل الإيراني ف يالشأن الخارجي العربي.
خاصة بعد دعم طهران، لمليشيات عبد الحوثي باليمن، التي دأبت على جعل اليمن بقعة إيرانية سوداءْ، وتهديدها الدائم للسعودية، والأمارات، الأمر الذي أكد عليه الرئيس السيسي بأن أمن الخليج هو أمن قومي مصري، لا تقبل مصر المساس به، لتشارك القاهرة في تحالف عربي، لمناهضة التدخل الإيراني بالمنطقة.
فتور ما قبل يناير 2011
شهد فترة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، علاقات مصرية إيرانية تقارب بعض الشئ خلال فترات قليلة، وفتور كاد يصل لعداء في كثير من الأوقات.
حيث ما أن وصلت الثورة الإسلامية في إيران، إلى سد الحكم, إلا أن بدأت تتاخذ إيدولجيتها الدينية الشيعية للتعامل مع الخارج، فقد أعلنت عقب التوقيع على معاهدة كامب دافيد، قطع العلاقات مع القاهرة.
فمنذ أن وَصَل مبارك إلى السلطة، تعدَّدت محاولات طهران لتطبيع العلاقات مع مصر، لكن الرئيس الأسبق، أبقى عليها في حدود تسمح له بجعلها ورقة ضغط في علاقته بأمريكا وإسرائيل والخليج.
ومن أبرز المشاكل التي تسببت في زعزعة العلاقات بين طهران والقاهرة، هو الشبكات الجاسوسية التي تعمل على نشرها الدولة الشيعية
.
فقدت اتهمت القاهرة طهران بالتجسس على مصر ورعاية الإرهاب داخل البلاد، كما جاء في قضية تجسس عام 2004م، التي ألقي القبض فيها على المدعو “محمود عيد دبوس” بتهمة التخابر لصالح الحرس الثوري الإيراني.
زادت العلاقات المصرية الايرانية توتر بسب الملف النووي الايراني، حيث إنه في عام 2005، خلال مؤتمر القمة الخليجي، طالبت مصر بان يتم اخلاء منطقة الشرق الاوسط من كافة اسلحة الدمار الشامل.
بما يشمل في ذلك الملف النووي الايراني و ذلك ما قبلته الحكومة الايرانية بالرفض الشديد و اعلنت تمسكها بالملف النووي.
عودة ما بعد يناير والسنة المظلمة
مع وصول الإخوان المسلمين لسدة الحكم، فتحت مصر مصرعيها للمد الشيعي، وبدأت العلاقات المصرية والإيرانية في التقارب، فقد سَبَق وأن أدلى المعزول محمد مرسي، بتصريحاتٍ خلال حملة الانتخابات الرئاسية، اعتبر فيها إيران شريكًا في المنطقة وليس عدوًا، وأكد على حق إيران في امتلاك الطاقة النووية.
وقد زار مرسي طهران لحضور قمة عدم الانحياز في 28 أغسطس 2012م، ولقي فيها ترحيبًا واسعًا من النظام الإيراني، عقبها زيارة للرئيس الإيراني أحمدي نجاد للقاهرة في 5 فبراير 2013م لحضور القمة الإسلامية، وكانت هذه الزيارة هي الأولى لرئيس إيراني لمصر منذ 34 عامًا.
وكان نجاد قد عبَّر قبل مغادرته طهران عن الأمل في أن تمهد زيارته الطريق أمام استئناف العلاقات بين البلدين، وقال: “سأحاول فتح الطريق أمام تطوير التعاون بين إيران ومصر”.
ما بعد 30 يونيو
يقول خالد الزعفراني، الباحث في الحركات الإسلامية، أن إيران قد نشطت أنشطتها السياحية لمصر، فقد بعثت سياحاً، لكن جاءوا ل نشر المذهب الشيعي، وليس السياحة، والتوغل أكثر في الدول العربية، وبالخصوص مصر، أهم العرب.
وأكد الزعفراني، أهمية دور ثورة يونيو لعودة الأمور لنصابها، وإيقاف المد الشيعي، وتحجيم السياحة الإيرانية، ومنع أفواج الدعوة الشيعية من الوصول إلي الشارع المصري.
وتابع الزعفراني، لتقف مصر بقيادة الرئيس السيسي، بجدية ضد إيران، رفقة دول الخليج العربي، حيث طالما أظهرت طهران أطماعا كبيرة في بلاد الخليج.
وأوضح الزعفراني، أن مصر قد كسرت المد الشيعي أيضا، من التوغل في إفريقيا، بعدما اشتكت السودان والمغرب من نشر الشيعية داخل البلاد، ذلك قبل ثورة الـ 30 من يونيو، التي قصمت ظهر الدعوة الشيعية في إفريقبا.
وحول زيارة الرئيس السيسي، لعقد قمة ثلاثية مع نظيره الأردني، الملك عبد الله الثاني، رئيس الوزراء العراقي مصطفي الكاظمي، قال الزعفراني أن مثل هذه التحركات تثلج قلوب الشعب العربي، ببدأ عودة العراق إلى حضن أشقائها العرب، بعيدا عن السقوط في براثن دولة فارس.
موضحا أن الشعب العراقي، طالما ما يتمسك بالقومية العربية، بعيدا عن انتمائته الطائفية، فهو شعب مثقف والعراق دولة قوية، لديها موارد ضخمة من البترول والأراضي الزراعية.
وثمن الزعفراني زيارة السيسي، مؤكدا أنها تعمل على تعزيز العمق العربي في العراق، بعد عزوف عربي عن بغداد، إبان سقوط صدام حسين، وترك الساحة للمد الإيراني يعبث فيها.