الرئيس محمد أنور السادات ، أعد خطة الحرب بإتقان ، وباشرها بكفاءة عالية ، بالرغم من أن مصر لم تكن فى حال تحتمل قسوة الحروب وتكاليفها
استنفد الرئيس السادات كل الحيل للحلول السلمية، فقد عرض عدة مبادرات و وسط كثيرًا من زعماء العالم، ولكن كل ذلك لم يأت بفائدة، إذ أن العدو لا يعرف السلام، وإنما يهوى الغصب والاستيلاء على حقوق الآخرين، فأصبح لابد من حركة عسكرية إن لم يهتم بها أولئك الذين ظنوا أن العرب انتهت شوكتهم، وأن لا بأس من إهمال قضية العرب، وبدأ السادات يعد العدة لهذه المعركة، وكان من أهم ما اتجه له القيام بعمليات مصالحة مع المواطنين بالداخل، ومع الدول العربية ثم مع دول العالم، فقد كان عبد الناصر قد قطع خيوط الصلح فى كل الجهات.
ففى الداخل أوقف أنور السادات الاعتقالات والتعذيب والمحاكم الجائرة والمصادرات، ومع العرب حل الود والتقدير محل نتف الذقون والبذاءة التى تمس الآباء والأمهات، و ركز أنور السادات على نقاط الالتقاء والتقارب بين الدول العربية، واهتم بدعم هذه النقاط إلى أقصى حد، ولم تقف جهود السادات عند المصالحة بين مصر من جانب والدول العربية من جانب آخر، بل اهتم كذلك بإجراء مصالحات وتقريب بين الدول العربية بعضها البعض، وقبل بدء الحرب بشهرين قام السادات بجولة في سوريا والسعودية وقطر، وأجرى فى هذه اللقاءات اجتماعات كثيرة بين قادة العرب.
ومن جهود السادات فی هذا المجال أنه أشعر العالم العربی بجدیة الجهد الذى يبذله لمواجهة إسرائيل، وأن المواجهة في هذه المرة ليست لحماس عاطفي، أو للدعایه، وإنما هي عمل جاد يقصد به استعادة الكرامة للإنسان العربي.
وفيما يتعلق بعمليات الصلح مع العالم اهتم أنور السادات بمؤتمر الوحدة الأفريقية، وبمؤتمر عدم الانحياز، وبدول أخرى غير التى تنتمى لهذين المؤتمرين، ومنها كثير من دول الغرب، فنما الود والتعاون بين مصر وبين هذه الدول.
وبدأت بذلك الاستعدادات للمعركة، وينبغى أن نذكر أن الاستعدادات لهذه المعركة جاءت وهناك أزمة اقتصادية طاحنة، وبهذا كان الاعتماد على الذات والاستعداد للتضحية أكثر من الاعتماد على السلاح والمال، ويمكن القول بوضوح إن مصر كانت تدخل معركة استماتة بقدرات ذاتية، وبدون أسلحة كافية.