كتبت – سماح عثمان
رسالة سامية، تلك هي مهنه المحاماة الجناح الآخر للعدالة، وأمام أتعاب البعض منهم والتي تصل لملايين الجنيهات للدفاع عن شخص ما يؤمن بأنه بريء من التهمه المنسوبة إليه، لم يجد علي الجانب الاخر بعض الفقراء ثمن أتعاب المحامي، ولكن مع وجود بعض النماذج المضيئة في عالم المحاماة وإن كانوا من غير نجوم الفضائيات الذين يطلوا علينا كل مساء، تغيرت الصورة وتبدلت وعاد الأمل في نفوس الفقراء والغلابة ممن لجأوا لمحامين تنازلوا عن أتعابهم ابتغاء مرضاة الله والدفاع بالمجان عن كل مظلوم حتى يحصل علي حقوقه.
“الرخ” لحماية حقوق الأطفال القصر بقضايا المواريث
كانت البداية مع المستشار أسامة الرخ المحامي بالنقض والإدارية العليا، والذي تنازل عن أتعابه في كثير من القضايا الخاصة بحقوق الأطفال القصر في المواريث .
“ه.ن” أحدى الحالات التي تزوجت من رجل سبعيني وأنجبت منه ثلاث أطفال، ولأن أشقاءهم الكبار لم يكونوا يرغبوا في زواج أبيهم من الأساس حتى لا يأتيهم شريك جديد في الميراث الذي يتجاوز الـ 10 مليون جنيه وأرادوا تقسيمه عليهم الخمسة دون شريك اخر، بما دفعهم لاستغلال مرض ابيهم واجباره علي التوقيع بعقود ابتدائية بجميع املاكه ولم يتركوا شيء لاشقاءهم، وهو ما دفع تلك السيدة للجوء إلى المستشار اسامة الرخ والذي وافق علي قبول القضية دون مقابل ونجح في الطعن علي صور العقود وإجبار الأشقاء الكبار على حرمان اشقاءهم الصغار من الميراث.
لم تكن تلك الحالة هي الوحيدة، بل العشرات منها وبالمجان وهو ما جعل أبناء مدينة اشمون بمحافظة المنوفية يتوافدون علي مكتبه والذي لا يغلق بابه أمام المظلومين ويدافع عنهم بالمجان وتحت أي ظروف.
ويتفق معه “احمد جمال” والذي يؤكد : “الرخ” لا يترك مظلوم إلا ويقف إلى جواره وفي أحدى المرات ترافع عن متهم وبعد حصوله علي البراءة ساعده في الحصول علي كشك للحصول علي كسب حلال.
الغول يساند الغارمات وينقذهن من السجن
من المنوفية إلى القليوبية، حيث رصدنا أحد فتوات الغلابة والذي يترافع عن الأمهات في قضايا الشيكات حماية لهم من خطر السجن خاصة اللاتي لجأن للدين لتزويج بناتهن، وهو المحامي “محمد الغول” صاحب الصيت الواسع ويطلق عليه البعض محامي الغلابة.
“فاطمة السيد” أكدت، اضطررت للاستدانة لتزويج بنتي بعد وفاة والدها وأمام مطالبات الديانة لم أجد المال الكافي لتسديد الأقساط التي تراكمت علي، فتم تقديم الشيكات للنيابة وتم إحالتي للمحكمة فلجأت للأستاذ محمد الغول والذي قرر الدفاع عني وهو على علاقة قوية ببعض رجال الأعمال في مثل تلك القضايا وعرفت أنه يقوم بجمع الأموال على سبيل التبرعات من فاعلي الخير ويسددها عن الغارمة وينهي القضية بالتصالح، واكتشفت أن عشرات الحالات تمت تسوية قضاياهم بنفس الطريقة.
وفي محافظة الجيزة، قرر “احمد درويش” المحامي العمالي أن يخصص جزء من وقته للدفاع عن قضايا العمال المفصولين تعسفيًا بالمجان بعيدًا عن أصحاب الشعارات الحنجورية مدعي الثورية ويحصلون علي مئات الالاف من الجنيهات للدفاع عن العمال.
“اسماعيل مبارك” احد العمال المفصولين تعسفيًا، لجأ عن طريق أحد معارفه للمحامي احمد درويش والذي وافق علي الترافع عنه ومجموعة من زملاءه تم فصلهم تعسفيًا، قائلاً : لم يطلب منا أية أتعاب ولم يسألنا حتى عن رواتبنا فمجرد ان رأى الحالة المذرية التي نحن عليها رفض أن يتقاضى مليم واحد للدفاع عنا.