أن تعيش قرناً من الزمان فهو على سبيل الخيال يحمل في طياته ذكريات عصور وأزمنة لم يعيشها الكثير، فتتبدل أحوال وتتكون خبرات، تعيش أيام مابين الحزن والسعادة، يتغير نمط الحياة من الهدوء للضجيج ومن البساطة للتعقيد، وحتى في الأولويات من التفكير في المستقبل للتذكير بما فات .
عم صبحي، من أكبر المعمرين في مصر رسم الزمن ملامح المعاناة على وجهه ، على الرغم من تقدمه بالعمر إلا أن الابتسامة لاتفارق وجهه والرضا لايغادر قلبه، عائلته كبيرة فكانت هى أعظم انجازاته وماتبقى له من 100 عاما في الحياة، فهى الونس والصحبة.
فكبار السن سواء رجال أو سيدات هم خيرة الناس في الأرض، الهدوء والحكم التي يتميزوا بيها سمة من سماتهم، إذا جلست معهم لا تريد المغادرة، وإذا تحدثت معهم لا تريد أن يصمتوا نهائيًا .
حديثهم عن أيام زمان وما كانوا فيه يرجعنا للحنين إلى الماضي بكل تفاصيله وحكاياته، تفاصيل المدرسة واللعب في الشارع، بدل من الانشغال في وسائل التكنولوجيا المملة التي أصبحت تراود أطفال الحضانة قبل المدرسة .
جلسنا في لقاء ودي مع ” عم صبحي” الذي اختار أن يتذكر أيامه وذكرياته وسط الهدوء والخضرة والطبيعة، يقول عندي 101 سنة و 33 حفيد ، بهذه الكلمات وبرضا تام عبر عم صبحي عن سعادته البالغة بوصوله إلى هذا السن وهو في حالة صحية جيدة .
الحنين للذكريات يرويها عم صبحي بينها المؤلم والسعيد، حالة رضا تامة يعيشها وهو يرى أبناءه وأحفاده يلهون ويلعبون حوله.
يقول أنه تزوج 3 مرات، ولديه 8 أبناء وبنات، و 33 حفيد وحفيدة، عيناه تملؤها السعادة عندما يراهم حوله، لا يشغل باله شيء سوى رؤيتهم في كامل الصحة.
ذكريات عم صبحي مع الملوك والرؤساء
ذكريات عم صبحي عديدة، فهو عاشر الملوك والرؤساء الذين مروا على مصر، بداية من الملك فاروق مرورًا بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر وصولا للرئيس عبدالفتاح السيسي .
عم صبحي عاشر الرؤساء والملوك وحضر الثورات والحروب ، دخل الجيش وكان شاهدًا على الثورات والحروب، أيام زمان لا علاقة لها بالكذب ولا النفاق، بل كان عنوانها الرضا بالقليل، مع التعب والجد والاجتهاد.
الخروف بربع جنيه .. وكنت أذهب لفلسطين على رجلي
البيضة كانت بمليم واللحمة بـ 7 صاغ، والخروف كان بربع جنيه و 30 قرش، كانت هذه معيشتهم وحياتهم دون جشع للتجار ولا احتكار للسلع ، قائلاً نحن راضون تمامًا بما عشناه وعلمنا أولادنا على هذا الأمر الرضا بالقليل أهم من أي شيء.
كان عم صبحي يعمل في فلسطين، حيث يذهب إليها ماشيًا نظرًا لعدم توافر وسائل نقل ومواصلات في هذا التوقيت، ولا حتى وجود ساعة لمعرفة التوقيت، فكان الأمر بمثابة المشي فقط دون النظر إلى أي شيء.
عم صبحي يحكي كيف كان يتم الزواج قبل ذلك
وعن الزواج في أيام زمان، يقول أنه لم يكن يوجد أي شيء مما يحدث هذه الأيام من مصاريف باهظة ومظاهر خادعة، بل أن الرجل إذا أراد الزواج، يذهب ومعه رجلين لأسرة الفتاة طالبًا الزواج، وإذا وافق أهل الزوجة تكون هناك كلمة بين الرجال لحسم الموضوع، ” خد العروسة وادفع بعدين”.
حيث أن الثقة والأمانة هي ما يمتاز بها الأيام التي عاشها، ولم تكن التكاليف بهذا الشكل، ولم تكن هي سبب رئيسي في هذا إكمال الزواج، فإذا كان الزوج يمتلك أموالاً يدفعها وإن لم يملك يدفعها في المستقبل.
يوجه رسالة للرئيس عبدالفتاح السيسي
ووجه عم صبحي كلمته للرئيس السيسي قائلاً، أنا أحبه كثيرًا وأدعوا له أن يوفقه الله في إدارة البلاد، ويشكره على ما يفعله من أجل مصرنا الحبيبة.
وعم صبحي له مطلب، أن هناك مشكلة في صرف المعاش له بسبب ازدحام مكتب بريد الصوة بمركز أبوحماد بمحافظة الشرقية، وسوء معاملة الموظفين له دائمًا غير مقدرين للسن ولا لحالته الصحية التي لا تسمح له بالتواجد في الطابور لساعات بعد مطالبته له بهذا الأمر .