لا يقل دورعمال النظافة داخل مستشفيات العزل بالمحافظات أهمية عن دور الأطباء في محاربة انتشار فيروس كورونا المستجد ” كوفيد – 19″ ، فـ كلاهما يحاربان الفيروس القاتل بطريقته وأدواته ، فـ عمال النظافة هم أيضا أبطال في مقدمة خط النار لمنع انتشار الوباء جنبًا إلى جنب مع “الجيش الأبيض” وذلك على الرغم من ضعف مرتباتهم التي لا تكفي لسد احتياجاتهم اليومية على حد قولهم.
يقف محمد محمود عامل نظافة بمستشفي العزل بالعجمي في الإسكندرية مرتديًا زيًا واقيًا ، يترقب حركة المرضى أثناء قيامه بتطهيروتعقيم الطابق الثاني بالمستشفى وتحدث لـ” أوان مصر” قائلا :” إنه يباشر عمله منذ أكثر من شهرين متواصلين فى خدمة المرضى المصابين بالفيروس”.
وأضاف محمد صاحب 48 عامًا:”كل العمال يعودون إلى عائلتهم بعد 14 يومًا من العمل داخل الحجر الصحى مع المصابين، لكننى رفضت العودة إلى منزلى وأولادى، وفضلت الاستمرار فى عملى، ولن أعود حتى خروج آخر مريض من المستشفى وشفاء كل الحالات المصابة”.
وتابع العامل قائلا :” أعلم جيدًا أننى أستقبل الموت كل لحظة وأن إصابتى بالفيروس قريبة جدًا، لكننى ألتزم فى الوقت نفسه بجميع الاحتياطات الكاملة من ارتداء بدلة الوقاية والماسك والنظارة الواقية.. نحن فى معركة شرسة ضد الفيروس، ولن أترك ميدان المعركة إلّا بعد الانتصار عليه”.
وأشار محمد إلى أن طبيعة عمله التعامل المباشر يوميًا مع الحالات من خلال مساعدة التمريض فى إخلاء الغرف من المرضى وسلات المهملات، ثم مباشرة أعمال النظافة داخل غرف المرضى وغرف العزل، وبعدها يتم تعقيم الغرف بالكامل عن طريق الرشاشات الموجودة داخل المستشفى.
وتابع قائلا:” تعرضت لموقف صعب جدًا أثناء مساعدتى مُغسّل الموتى بالمستشفى فى أعمال الغسل والتكفين، حيث يتطلب ذلك التعامل المباشر مع أجساد قتلها الفيروس، إضافة إلى استقبال أكثر من 27 حالة مصابة فى يوم واحد”.
ومن داخل مستشفى العزل في أبوتيج بأسيوط قال أحد العمال الذى رفض ذكر أسمه :”أعمل منذ سنوات بهذه المهنة، التى أرى أنها من أرقى الأعمال التى تقدم خدمات على أرض الواقع للمرضى وبشكل مباشر، وعند علمى بظهور فيروس كورونا تمسكت بعملى أكثرلخدمة المصابين بهذا الفيروس ، وفى حالة إصابتى- لا قدر الله- سأكون شهيدًا”.
وأضاف العامل: “مهام عملى تتطلب التواجد فى كل الأماكن وغرف العزل الموجودة بالمستشفى لتنظيفها وتعقيمها، ومنذ ظهور هذا الفيروس تم تكثيف أعمال التعقيم والنظافة بالاستقبال، خاصة أنه القسم المسؤول عن استقبال حالات الاشتباه، وبدورى أقوم بأعمال التعقيم والتطهير على مدار الساعة، ورغم كل ذلك، فإن راتب عامل النظافة لا يكفى لسد احتياجات منزله، فهو يحصل على 1400 جنيه فقط”.
وقالت إحدى العاملات بمستشفى الحميات في إمبابة – رفضت ذكر اسمها-: “إحنا بنشتغل لخدمة المرضى ..فأنا أعمل 12 ساعة يوميًا، ويبدأ اليوم فى الـ7 والنصف صباحًا بالحضور واتخاذ إجراءات التعقيم، ثم ارتداء ملابس الوقاية والماسك الخاص، ونبدأ بأعمال التنظيف فى الأقسام الداخلية، ثم غرف عزل المصابين أو المشتبه فى إصابتهم، ونقوم خلال ذلك بارتداء بدلة الوقاية كاملة، ومنها إلى قسم الاستقبال، حيث يتم تكثيف أعمال التعقيم به بالكلور والمواد المطهرة الأخرى قائلة :” لم أر أسرتي منذ 40يومًا”.