كتبت – سهام سعيد
في صيف 1988 وبتوجيهات من المرشد الإيراني الاسبق ” آية الله الخاميني ” قام حميد نوري بإعدام أكثر من 6000 شخص معظمهم من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق ، وعلى إثر ذلك قام أهالي الضحايا بتقديم أكثر من 30 شكوى إلى منظمة العفو الدولية لإدانة “نوري ” فى حملة الإعدامات التى قامت بها لجنة الموت .
بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود ، ظن “نوري ” ومعاونيه ان الأمر قد انتهى وأنه سيباشر حياته الطبيعية ، فأراد الذهاب فى رحلة سياحية إلى أوربا ولم يكن يعلم أن تلك الرحلة ستتحول إلى كابوس ، فلم يكن فى حساباته الذهاب إلى السويد فكان يعتقد أنه سيزور فنلندا على الباخرة ثم برشلونة ثم ميلانو ويعود إلى إيران ولكن السلطات السويدية كانت تخطط فى ذلك الحين كيفية استدراجه ، فلجأوا إلى زوج ابنته ليساعدهم فى الأمر ، وبالفعل تواصل مع ” نوري ” ووعده برحلة فخمة فى شمال أوربا وأنه ينتظره فى السويد ؛ فذهب ” نوري ” ليلتقي بحفيدته ولم يكن يعلم ما ينتظره هناك ، فور وصوله إلى الأراضي السويدية وجد فى انتظاره الشرطة لتلقي القبض عليه ،فلم يكن يعلم أنه رحلته ستتحول إلى سجن وأن الجريمة التى مر عليها سنوات سيدفع ضريبتها اليوم ، فقامت القوات السويدية بإحتجازه منذ نوڤمبر 2019 بتهمة ارتكاب جريمة حرب .
وبالفعل وضع” نوري” بين أربعة جدران ينتظر المحاكمة ، فبسبب الإدلة القوية التى تثبت إدانته فى إعدام المعارضين تم تمديد حبسه إحتياطياً ، ومواجتهة بالعديد من التهم التى يحاول التنصل منها ولكن هيهات فالإدلة ضده كثيرة وواضحة .
ماذا حدث عام 1988؟
في أوائل الثمانينات شهدت السجون الإيرانية فى جميع أنحاء إيران إعدام عشرات الآلاف من أبناء الشعب الإيراني ومعظمهم من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق ، لم تبدأ محاكمة ال30 ألف سجين سياسي دفعة واحدة ،بل تم التمهيد لهذة الجريمة منذ الأيام الأولى فى السجن ، فقد لمح مسؤولو السجن لموضوع المجزرة بأشكال مختلفة ، فقد كان دواود رحماني ، رئيس سجن قزل حصار يقول دائماً ” إنه في يوم من الايام وعندما نشعر بالتهديد سوف نلقي قنبلة يدوية فى زنزانة كل منكم ولن ندعكم تخرجوا من السجن أحياء ” .
وخلال شهري يوليو ، وأغسطس من عام 1988 تم إعدام سجناء سياسين رغم انتهاء محاكمتهم ، وقاموا بقتل الآلاف ، وكان “نوري” يتواجد ويتحرك بنشاط أثناء إعدام الأبرياء ،فهو الشخص الوحيد الذي كان يقرأ الاسماء قبل إرسالها للمشنقة .
” فرقة الموت “
ضمت فرقة الموت فى العاصمة طهران ، حسين علي تيري ، ومرتضى إشراقي ، ومصطفى بور محمد ، وإبراهيم رئيسي ، وإسماعيل شوشتري ، وحميد نوري ، تلك المجموعة التى أمرت بإعدامات جماعية للكثير من السجناء بكل استهانة بأرواحهم داخل سجن إيڤين عام 1988 .