اللواء الوزير طارق الفقي محافظ سوهاج (الجديد) ، نبارك لكم ثقة القيادة السياسية للبلاد باختياركم وتوليكم مهمة إدارة شؤون العباد في سوهاج.
أما وقد عُهد إليكم شؤون هذه المحافظة “الفقيرة خدمياً” الغنية بأبنائها و وطنيتهم المعهودة، فأعلم أن هناك تحديات يجب أن تتعامل معها بشكل يضمن لك الإنجاز والنجاح في مهمتك.
باديء ذي بدء، احرص على اختيار البطانة الصالحة، البطانة التي تضع بين أيديكم أجندة ما تفتقر إليه المحافظة من خدمات ومشاريع، خصوصاً بعد أن تذيلت القائمة ضمن الأفقر بحسب إحصائيات رسمية.
قد تكون على علم أن بعض المراكز باتت تئن بسبب غياب أبسط معايير الخدمات الآدمية، سنضعها بشكل دوري بين يديك بل أمام “ضميرك”، علّ وعسى أن نجد حياة لمناجاتنا وآلامنا.
اعلم أن آمال وطموحات أبناء المراكز والقرى البسيطة تختلف بعض الشيء عن تمنيات ساكني المحافظة الأم التي تحتاج لإعادة هيكلة لحزمة لا يستهان بها من الطلبات والمشروعات المعطلة التي تنتظر قرارات جريئة منها الطرق وتطويرها والشوارع ورصفها وإعادة تحديث المراكز الخدمية.
قد يراني البعض متحيّزاً في طرحي هذا للمراكز والقرى، لكن من يرى بعين قاطني تلك المناطق يجد أن هناك أناساً مشكلتهم الرئيسية في علاج بمستشفى آدمي، وإيجاد طريق يحد من وقوع الضحايا بسبب الحوادث اليومية، مثلماً يحدث في وصلة طريق سوهاج – دار السلام التي تمتد لنحو 70 كيلو متر قبل الدخول لمحافظة قنا التي تعاني نفس الاشكالية.
إن هذا الطريق الذي أطلق عليه شباب دار السلام “طريق الموت” خطف زهرة شبابنا طيلة السنوات الماضية، فلا يمر يوماً إلا ونسمع أو نقراً خبراً بمواقع التواصل الاجتماعي عن وقوع حادث أودى بحياة فلان وفلانة وهكذا … إلى متى؟ لقد فقدنا أقارب و أصداقاء وأعزاء ومعارف على مر سنوات ولا نجد من يوقف سيل الدماء على ذلك الطريق.
الأخ الوزير المحافظ، إن ذلك المركز النائي يفتقد الخدمات الحيوية التي يحتاجها مواطنوه البالغ عددهم نحو نصف مليون نسمة، فلم يجد أهليه حلاً لطريق الموت على الرغم من محاولة المحافظ الأنصاري وضع خطة له تتضمن معالجة مبدئية لبعض المناطق والمداخل.
وسبق أن نوهت المحافظة إلى تشكيل لجنة من الهيئة العامة للطرق، ومديرية الطرق والوحدة المحلية لمركز دار السلام، ووافقت اللجنة آنذاك على توسيع الطريق في الأماكن التي تحتاج إلى توسيع بطول 7 أمتار، بالإضافة إلى عمل مصدات في الأماكن الموجودة بجوار المنازل.
وبحسب الوحدة المحلية لدار السلام، فقد تمت مخاطبة الهيئة العامة للطرق لإنشاء مصدات للطريق سوهاج دار السلام، وتم اختيار 9 أماكن شديدة الخطورة في الطريق، وهي القوصة، والشيخ امبادر، ومدخل الكشح القبلي، ومدخل الكشح من ناحية مدينة دار السلام، ودائرة إسماعيل شيرين، ونجع الكمان وأولاد الشيخ، ونجع الدير والمشايخ … فهل تم ذلك؟
الأخ الوزير المحترم، إلى متى ستظل دماء أبناء دار السلام تسيل بلا هوادة على هذا الطريق، أتوقع منك أن تسير يوماً على هذا الطريق ، بلا حراسة أو إجراءات بروتوكولية حتى ترى بأم عينك ما نعانيه يومياً.
نؤكد لك ونُقسم على ذلك أننا مصريين (أباً عن جد)، ويحق لنا توفير الخدمات الملائمة، فهل نتوقف عن التنقل والذهاب إلى المحافظة لقضاء حوائجنا ونقل مرضانا إلى مستشفيات خاصة لتلقي العلاج أو إجراء إسعافات أولية؟ يُمكن ذلك، ولكنت كيف وليس لدينا مستشفى به أبسط الخدمات؟ فقد تحول مستشفى دار السلام العام مثلاً مستنقع إلى خرابة منذ سنوات، ولا يزال يتنقل من مقاول إلى آخر، لا يوجد سوى الاستقبال في المستشفى التي باتت أطلالاً لكيان صحي كنا نعتمد عليه في السابق، لا طبيب لا معالج لا دواء، فقط إجراءات روتينية في الاستقبال لتحويل الحالات المصابة إلى المستشفى العام بسوهاج، إن هذا لا يليق بإنسان مصري وطني أصيل ينتظر خدمة آدمية مثل غيره من أبناء مصرنا الحبيبة بمحافظات أخرى.
وحتى لا نختزل مقالنا في مركز بعينه، فهناك نحو 11 مركز بسوهاج جميعها تنقصها خدمات صحية ومشروعاتية، وطرق، ومستشفيات، أبناؤها يضعون أملاً على المستقبل.
أما المحافظة الأم، بكل مناطقها فقد ضاق أهل بعض المناطق ذرعاً، بسبب تأثر إنجاز الكثير من المشاريع المطروحة للتنفيذ.
وتتمثل بعض الملفات التي تتطلب بحثاً سريعاً منك، ملف الطرق الداخلية المتهالكة والكورنيش، وتأمين الطريق إلى جامعة سوهاج الجديدة، وتنظيم وسائل المواصلات لأبنائنا الطلبة، خاصة بعد أن تكررت التجاوزات بحق بناتنا بوسائل المواصلات وهذا مثبت بمحاضر رسمية، فلا يليق بنا كمصريين وكمجتمع صعيدي له عاداته وتقاليده الراسخة التعامل باستخفاف مع سيداتنا وبناتنا اللائي يمثلن المجتمع بأثره بهذا الشكل.
محافظنا الموقر، هل تعلم أن طريق المطار قلّ ما تجد فيه لافتة توجهك للطريق الصحيح؟ هل تعلم أن أهلنا من مواطني سوهاج وذوي المسافرين يذوقون الأمرين خلال انتظار الرحلات التي تقل أبناءهم ذهاباً وإياباً، دون توافر أي استراحة، او خدمات آدمية، كثير منهم يفترش هؤلاء الأرض بانتظار ذويهم… هذا لا يليق بأبناء سوهاج الكرام، وضيوفها من مواطني المحافظات المجاورة الذين يسلكون المطار سفراً داخلياً وخارجياً، (نأمل تخصيص مكان مناسب لاستقبال المواطنين بالمطار.
نعلم جيداً أن التركة ثقيلة، وتحتاج لمجهودات كبيرة، لكن نأمل أن تشهد الساحة السوهاجية تغييراً إيجابياً في عهدك، فهناك فقراء ليس بمقدرتهم تغطية أبسط احتياجاتهم الحياتية، والعلاجية ينتظرون وقفة منا جميعاً، ولكن بادروا انتم سيادة المحافظ واطلبوا عون الله ثم الشباب ستجد بلا شك معاونة فاعلة.
ولا يخفى أن من سبقوك بهذا المنصب وآخرهم الدكتور المحترم أحمد الأنصاري ومعاونوه وإدارة مكتبه بذلوا جهوداً لتصويب المشهد السوهاجي، إلا أن الوقت لم يسعفهم لإنجاز المطلوب.
محافظنا المحترم، هناك ملف غاية في الأهمية، حيث ننتظر تحركاً فاعلاً نحو المجالس المحلية للمدن والمراكز والقرى حتى يتم تصويب الكثير من الأخطاء. كُلنا يعلم أن هناك فساداً بالمحليات يتطلب تطويقاً لمواجهته، وسنضع بين أيديكم تباعاً ملفات يندى لها الجبين، وهناك تعديات بحاجة لوقفة جادة، وهناك طرق وكباري لقرى ونجوع بحاجة لإنجاز وإعادة هيكلة.
وهناك شباب في مقتبل العمر أو حتى كبار السن (الباعة) تواجههم يد البطش تحت مسمى (القانون)، فهم يحتاجون لعين الرأفة والتعامل بروح القانون قبل النصوص المواد، لتقنين أوضاعها وإتاحة الفرصة ليوفروا احتياجاتهم واحتياجات أسرهم وأبنائهم، وهناك مسنين يفترشون الشوارع لعدم وجود مأوى لهم … ” أُذكرك بأن كل محتاج كل فقير غير قادر سيحاججنا يوم القيامة”.
سيدي المحافظ، سنسعى جاهدين لدعم كل مجهود تبذله في سبيل تطوير الشأن السوهاجي الذي بات مسؤول منك شخصياً، سنكون سنداً لك في التطوير وسيفاً مسلطاً على أي تجاوز من أي نوع … وفقك الله وسدد خُطاك. (حفظ الله مصر وجيشها وشعبها العظيم)