هاجم الداعية عبد الله رشدي، الكاتب الصحفي والباحث د. إسلام بحيري، بسبب ما كتبه الأخير حول اختصاص الفقهاء والمفسرين كلمة “السفه” بالنساء، في الآية الكريمة 5 من سورة النساء: “ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا”
وقال بحيري عبر مشور له بحسابه الرسمي بـ فيسبوك: عايز تعرف إيه مشكلتنا مع التراث ومع الفقهاء والمفسرين وبتوع الحديث هديكم مثل واحد بس خليه في دايما في بالكم لو انت دلوقتي كإنسان عاقل فقط بتقرا القرآن ووصلت للآية ” ٥ ” من سورة النساء، اللي بتقول ” ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا “، لو عندك مليون احتمال – كإنسان عاقل – تفهم بيه الآية دي بشكل عقلاني ومنطقي وإنساني هتفهمها إزاي ؟.
وأضاف: ربنا سبحانه بينصحك بألا تعطي مالك لشخص خفيف العقل أو الخبرة ” سفيه “فيدمر أمولك، ولك أن تتصدق على هذا الإنسان من المال وتكسيه وتقوله كلام طيب، هل في أي شيء سيء أو غير عقلاني وإنساني في الفهم ده؟ تخيل إن كل مفسري القرآن بتوع التراث، سابوا المليون احتمال للتفسير العقلاني الإنساني وفسروا كلمة ” السفهاء ” في الآية بإيه ؟ تخيل كده ؟.
وأجاب: قال المفسرون الأوائل جميعهم الطبري وابن كثير والبغوي وغيرهم السفهاء في الآية هم ….. ” النساء ” بدون أدنى دليل من لغة أو سياق أو عقل أو منطق يعني على طريقة ( هو كده نظامنا ) السفهاء هم النساء، عرفتم إيه مشكلتنا مع الفقهاء والمفسرين، طيب عرفتم مين هما الفقهاء والمفسرين، الجامدين جدا والعلماء خالص، الشيطان دخل الإسلام من الباب الكبير.
وقال عبد الله رشدي، في منشور له عبر فيسبوك: كالعادة..كذبة جديدة في مسلسل الكذب على الفقهاء وتشويه التراث، وسأبينُ لكم بالأدلة.
أولا/ السفه هنا ليس من باب “الشتيمة” والدليل هو قول الإمام الرازي: “ليس السفه في هؤلاء صفة ذم، ولا يفيد معنى العصيان لله تعالى، وإنما سموا سفهاء لخفة عقولهم ونقصان تمييزهم عن القيام بحفظ الأموال”
ثانيا/ المفسرون هم أول من ردُّوا على فكرة أن السَّفَه خاصٌّ بالنساء، فقال الإمام الرازي أيضا: “المراد بالسفهاء كل من لم يكن له عقل يفي بحفظ المال، ويدخل فيه النساء والصبيان والأيتام كل من كان موصوفا بهذه الصفة، وهذا القول أولى لان التخصيص بغير دليل لا يجوز”
ثالثا/ أبسط دليل على فساد هذا الكلام الذي في المنشور، هو الكذب الموجود في الكلام على الأئمة، فمثلا انظر ماذا يقول الإمام الطبري؟
يقول في تفسيره: “والصواب من القول في تأويل ذلك عندنا أن الله جل ثناؤه عم بقوله: ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم ) فلم يخصص سفيها دون سفيه، فغير جائز لأحد أن يؤتي سفيها ماله صبيا صغيرا كان أو رجلا كبيرا ، ذكرا كان أو أنثى، والسفيه الذي لا يجوز لوليه أن يؤتيه ماله، هو المستحق الحجر بتضييعه ماله وفساده وإفساده وسوء تدبيره ذلك..وأما قول من
قال: عنى بالسفهاء النساء خاصة، فإنه جعل اللغة على غير وجهها”
وأضاف: الخلاصة لا تتبعوا هذه الكتابات المعتمدة على الاقتصاص والاجتزاء والواجب أن يستحيَ كاتبوها من هذه السياسة الفاسدة التي يحاولون بها ترويجَ فكرِهم المشبوه الذي يستهدف زعزعة ثقة المسلمين في أئمتِهم وتُراثهم تحت بند “مظلومية المرأة”.