تُعد ليلة القدر واحدة من أفضل وأحب الطَّاعات، والعِبادات التي يتقرّب بها المُسلمون من الله عز وجل، ومن حُرِمَ منها فقد يكون حُرِمَ من كل الخير، لهذا السبب لا بد من إقامتها بل والاجتهاد فيها، تمامًا كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
عبادات مستحبة في ليلة القدر
الاعتكاف:
يُعد الاعتكاف أكثر ما يُستحب القيام به في ليلةِ القدر، إذ كان رسول الله “صلى الله عليه وسلَّم” يعتكف في العشر الأواخر من شهرِ رمضان الكريم، فكان يقطع كافة أشغاله ويُفرغ باله، لمناجاة الله عز وجل وذِكرهِ بعيدًا عن الناس، حيثُ يبسط حصيره في النهار ليُصلي عليه ويحتجر ليلاً ليختلي بنفسهِ منفردًا دون مخالطة أحد حتى لا ينشغل فكره.
لذا فالاعتكاف يعني الانقطاع التام عن الأمور الدنيويَّة والانشغال بالعبادة فحسب، كونه يحفظ نفس الإنسان من الشّهوات، وتقليل ما هو مُباح من أمور الدّنيا، والتخلّص من سماتِ الترف، ليخرج المرء من الاعتكاف سليم القلب، مُعافى من كل ما تُثقله عليه الدُّنيا من أعباء.
الصلاة:
عن عائشة رضي الله عنها قالت “كان النبي صلى الله عليه وسلَّم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله”، بمعنى أنَّه كان يجتهد في عبادته ويعتزل النِّساء، ويُقيم ليله في عبادة وطاعة الله عز وجل، ويُوقظَ أهله لأداء الصلاة.
كما جاء في صحيح البخاري أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، كان يُوقظَ فاطمة وعليًا قائلاً “ألا تقومان فتُصَلِّيان” لذا فإنَّ ما يُستحب في ليلة القدر هو الصلاة، وقيام الليل وحث الأهل على إقامتها، إذ قال الله تعالى {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}.
القيام فيها:
عن أبى هريرة رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلَّم قال “مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه”، وجاء تفسير الحديث بأنَّ نبي الله يقصد بـ إيمانًا أي التصديق بوعد الله بالثواب عليه، بينما احتسابًا تعني طلبًا للأجر، لذا لا بد من قيام وإحياء ليلة القدر عن طريق التجهُّد والصلاة، وكثرة الدّعاء.
كثرةُ الدعاء:
أوصى نبي الله صلى الله عليه وسلَّم بكثرةِ الدّعاء في العشر الأواخر من رمضان، وأنَّ أحب وأفضل الأدعية “اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعف عني” فالعَفوّ هو أحد أسماء الله عز وجل ويعني أنَّ الله تعالى يعفو ويتجاوز عن سيئات العبد، بل إنّ الله من رحمتهِ وكرمهِ على عبادهِ يمحي الذنوب وآثارها.