في الوقت الذي يحارب فيه العالم للقضاء على جائحة فيروس كورونا ، تؤكد دراسة ظهور فيروس من سلالة جديدة لإنفلونزا الخنازير.
وقال فريق من العلماء في دراسة جديدة إن سلالة جديدة من فيروس إنفلونزا الخنازير H1N1″ تنتشر بين العمال في مزارع الخنازير في الصين ويجب السيطرة عليها لتجنب جائحة آخر، وفقا لصيحفة “نيويوروك تايمز”.
وكان فيروس إنفلونزا الخنازير ينتشر في جميع أنحاء العالم في عام 2009، ما أسفر عن مقتل نحو 285 ألف شخص وتحول إلى إنفلونزا موسمية.
وكانت السلالة الجديدة المعروفة باسم “G4 EA H1N1” شائعة في مزارع الخنازير في الصين منذ عام 2016، ووفقًا للدراسة التي نشرت يوم الاثنين فإنه حتى الآن أصاب بعض الأشخاص دون التسبب في المرض، لكن خبراء الصحة يخشون أن يتطور الأمر ويمثل خطورة على البشرية.
وقالت الدراسة إن “فيروسات G4 لديها كل السمات الأساسية لفيروس جائحة مرشح”، مضيفة أن السيطرة على انتشاره بين الخنازير يجب تنفيذها على وجه السرعة.
وقال إيان براون؛ رئيس قسم علم الفيروسات في وكالة صحة الحيوان والنبات في بريطانيا، إن التنبؤ بالمخاطر ليس علمًا دقيقًا، ولكن من الأفضل الحذر من الفيروس، مشيرًا إلى فيروس كورونا المستجد وأنه مع التغير في ذلك الفيروس يمكن أن يصبح أكثر خطورة، مثل فيروس كورونا.
ووفقا لمركز السيطرة على الأمراض فإنه كان لفيروس H1N1 الذي تسبب في جائحة عام 2009 معدل وفيات منخفض نسبيا، يقدر بنحو 0.02%، على النقيض كان معدل الوفيات من وباء إنفلونزا عام 1918 حوالي 2.5% من ضحاياها؛ حيث قتل ما يقدر بنحو 50 مليون، لأنه أصاب الكثير من الناس وانتشر في وقت كانت فيه الرعاية الطبية غير كافية.
وقال أنتوني فاوتشي؛ مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية ومستشار البيت الأبيض في التعامل مع فيروس كورونا “قد يصبح الفيروس الجديد وباءً آخر”، مضيفا بأن مسؤولي الصحة الأمريكيين يراقبون سلالة جديدة من الإنفلونزا تنقلها الخنازير في الصين.
ووفقا لشبكة سي إن بي سي الأمريكية فإن ذلك الفيروس المستجد يتميز بخصائص فيروس H1N1 الذي ظهر عام 2009 ووباء الإنفلونزا الإسبانية التي ظهرت في عام 1918.
ويوضح فاوتشي أنه بالرغم من أن هذا الفيروس الجديد لم يثبت بعد أنه يصيب البشر إلا أن هناك تقارير أخرى تشير إلى إصابة مئات عمال المزارع في الصين بهذا الفيروس.
وفقًا لدويتش فيللا الألمانية، تم اكتشاف سلالة H4N1 من فيروس G4 في 10% من عمال المزارع في الصين بعدما أظهرت اختبارات الدم أن لديهم مستويات عالية من الفيروس في دمائهم، مضيفة أن هذا الفيروس أصبح أكثر عدوى بشرية ويجب مراقبته عن كثب إذا تحول إلى فيروس وبائي محتمل.
وتابع فاوتشي: “أنه لا يزال شيء في مرحلة الاختبار ولكن بالرغم من أنه ليس تهديدًا فوريًا إلا أننا بحاجة إلى مراقبته كما فعلنا في عام 2009 مع ظهور إنفلونزا الخنازير”.
وبينما تقول الدراسات أنه تم نقله إلى البشر من قبل عمال المزارع، يرى خبراء آخرون أن هذا غير صحيح؛ حيث يقول كارل بيرجستروم؛ عالم الأحياء في جامعة واشنطن، إن “الفيروس الجديد يمكن أن يصيب البشر ولكن لا يوجد دليل على أن G4 تنتقل بين البشر على الرغم من تعرضهم له لمدة خمس سنوات.