العمل الفني عمل جماعي.. هي العبارة التي يعتمد عليها النجم طارق لطفي في اختيار أدواره الفنية، إيمانًا منه بأهمية البطولة الجمعية في نجاح العمل، خاصة عند توافر جميع عناصر النجاح والتي منها مؤلف رائع يضع حبكة موزونة تضبط الخلطة الدرامية، ونجوم كبار بدرجة احترافية، ومخرج قوي يستطع أن يستخلص من الفنان كل الانفعالت المطلوبة لحبكة الشخصية.
لذا تمكن النجم طارق لطفي في أن يجعل النجاح حليفه في جميع أعماله التي قدمها، والتي خطفت أنظار الجمهور، بما في ذلك “جزيرة غمام”، الذي يخوض به الماراثون الرمضاني الحالي 2022.
وأجرى موقع «أوان مصر» حوار مع النجم طارق لطفي، كشف من خلاله عن كواليس دوره في “جزيرة غمام”، الذي تربع على عرش تريندات مسلسلات رمضان 2022.
كيف استعديت لتجسيد شخصية “خلدون” في “جزيرة غمام”؟
بذلت مجهودًا كبيرًا في استعدادي لشخصية خلدون، التي أقدمها في المسلسل، حيث أنه يوجد استعداد داخلي وأخر خارجي، حيث أن الاستعداد الخارجي أخذ وقت كبير جدًا تزامنًا مع الاستعداد الداخلي، لأن خلدون ممكن يكون أي حاجة وكل حاجة، فكان لابد أن يكون شكله به كل شيء، على سبيل المثال شعره متناقد مع شنبه، شعره بـ “قصة” وشنبه مثلًا لفوق، واضع رموز للسحر على وجهه، ذقنه مهندمه، إضافة إلى ملابسه ومشيته وصوته، وطريقة جلوسه، فكان هناك أشياء كثير كان لابد من تحضيرها.
أما عن الوقت الذي استغرقه في وضع مكياج الشخصية قبل التصوير، كان عبارة عن ربع ساعة فقط لوضع مكياج شخصية خلدون.
هل توقعت ردود أفعال الجمهور الإيجابية على المسلسل؟
كنت متوقع النجاح، لكن الجمهور والنقاد ادهشونا جدًا وردود أفعالهم كانت فوق المتوقع، وسبب توقعي للنجاح هو توافر كل عوامله، على سبيل المثال هناك كاتب محترم جدًا جدًا، ومخرج محترم جدًا جدًا، ومدير تصوير، وشركة إنتاج لا تبخل بشيء على العمل، ممثلين جامدين جدًا، فهذا يضمن الحد الأدنى من النجاح.
ما المعايير التي تختار على أساسها أدوارك الفنية؟
الأدوار الجديدة الغير متكررة، والمواضيع الجادة الهادفة، التي تحترم عقل المشاهد، وتقدم ما يفيد المجتمع والجمهور.
ما السر وراء اتجاهك للأعمال التي تعمد على البطولة الجماعية
العمل الفني عمل جماعي، وهذه هي وجهة نظري من زمان، في فترة لم يكن مسموح لنا أن نجعل العمل الفني، عمل جماعي، لأن شركات الإنتاج كانت تتعاقد مع نجم واحد وتكتفي بذلك، وتكمل العمل بـ أي عدد من نجوم الصف الثاني والثالث، هذا كان يقلل من قيمة العمل، على سبيل المثال لو عودنا إلى الأعمال التاريخية والمسلسلات المصرية القديمة التي لاقت نجاحًا كبيرًا وسط الجمهور، سوف نجد أن جميعها أعمال تعتمد على البطولة الجماعية، مثل ليالي الحلمية، ورأفت الهجان.
كيف تدربت على التعامل مع النسناس في المسلسل؟
النسناس كان مدرب على التعامل أمام الكاميرا، وكان يعلم جيدًا الدور الذي من المفترض أن يقوم به، فقد كان معنا أثناء التصوير المدرب الخاص به، والذي دربه على الوقوف على كتفي خلال المشهد، ولم يكن هناك خطورة في ذلك.
لكن أنا في الحقيقية لم أتدرب على ذلك، ولم يحدث أي رد فعل غير متوقعة من النسناس أثناء التصوير، وكان الوضع مسيطر عليه تمامًا.
أين تم تصوير مشاهد مسلسل “جزيرة غمام”؟
تم تصوير معظم مشاهد المسلسل في مدينة الإنتاج الإعلامي، فقد تمكن أحمد عباس مهندس الديكور العبقري، من تصوير قرية في القصير ونقلها بالكامل في مدينة الإنتاج، اما الجزء الذي يطل على البحر، تم بناؤءه بالكامل في الزعفرانة.
ما سر الغماضة الحديدية التي يضعها “خلدون” في بعض المشاهد.. وهل أسطورتها حقيقية؟
هناك شيء اسمه وسيط يجعلك ترى العالم الموازي وتتواصل مع الجان، وهو ما يطلق عليه بعض الناس الإسقاط النجمي، وهو يعني أنك تستطع من خلال بعض الاشياء خاصة العين، أنك تخرج من روحك لترى ما ترغب به، وبالفعل هناك أشخاص فعلت ذلك، وتم إثباتها في التاريخ.
وموضوع أني استخدم الغماضات الحديدية على العين كانت اقتراح بيني وبين الكاتب عبد الرحيم كمال، وقتها أنا اقترحت عليه الفكرة، وهو وافق عليه جدًا.
من الواضح من حديثك أنك متعمق في العالم الموازي.. فهل هذا حقيقي؟
لا لكنني بقرأ عن العالم الموازي بشكل أو بأخر، ومتهم أني اكتسب معلومات عنه، فهناك العديد من الظواهر الغريبة التي يتضمنها التاريخ، حيث أنه كل ما استطع الممثل أن يكون لديه القدرة على التأمل، وهذا يأتي بناءًا على تدريبات عديدة، كلما كان لدية القدرة على تقمص الشخصية، أنك تتأمل، وتستطع الخروج من عالم مادي تتواجد به، إلى عالم أخر به صفاء ذهني أكثر، فهذا يساعدك على معايشة الشخصية أكثر، وهو في الاساس علاج معترف به، ومن وجهة نظري أنه من أحد التدريبات الهامة جدًا في إعداد الممثل.
العمل يضم نخبة من نجوم الفن.. فما الرسالة التي تريد أن توجهها لهم؟
أحب أن أوجه لنجوم العمل جميعًا رسالة، ولم أختص منهم شخص بعينه، وأحب أقولهم إني اتشرفت بالتمثيل معهم في جزيرة “غمام”، وحقيقي سعيد جدًا بالعمل معكم، وأنتم نجوم ملتزمين جدًا، ومحترفين جدًا، وأنا في قمة سعادتي إني شاركت مع فنانين بهذه الاحترافية والموهبة العالية.
حدثنا عن كواليس التصوير في ظل كوكبة النجوم الامعة؟
الكواليس كانت مليئة بالاجتهاد، كل الناس مركز جدًا، ولا يوجد ممثل تأخر عن التصوير في مرة من المرات، إضافة أنه لا يمكن أن يأتي فنان إلى التصوير إلا إذا كان محضر جيدًا للمشهد، والحقيقي كلنا نساعد بعضنا البعض كثيرًا، فالكواليس مليئة بالتعاون والاحترافية الشديدة، ولا يوجد فالعمل الاشياء التي نسمع عنها في الاعمال الأخرى مثلًا أن فنان اتأخر او أخر لم يجهز بعد، بل العكس صحيح.
ماذا عن السينما في حياة الفنان طارق لطفي؟
هناك تحضيرات في الفترة الحالية لعمل سينمائي جديد، لكن هي السينما أساسًا في مأزق كبير جدًا بسبب حساسية موقفها، لأن الكورونا أثرت عليها كثيرًا، مما ترتب عليه توقف الإنتاج السينمائي أو أصبح قليلًا جدًا، لأن السينما تتأثر بأي عامل خارجي بسهولة، بداية من أحداث يناير، وما يلي ذلك من أحداث.