قال رسول الله ﷺ :- { لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَكْثُرَ الهَرْجُ قالوا : وما الهَرْجُ يا رَسولَ اللهِ ؟ قالَ : القَتْلُ القَتْلُ
من علامات الساعة كثرة الهرج (القتل).
أتعجب سيدي القارئ مما أراه واسمعه يوميًا، كل يوم بفاجعة اكبر من ذي قبلها، هلا تتذكر معي حادثة ذبح رجل على يد آخر في الإسماعيلية منذ أشهر؟!
بالطبع تتذكر، أنا اكتب لك اليوم لأقص عليك قصة فتاة بكلية الآداب ذهبت إلى جامعتها بالمنصورة لتؤدي امتحان مودعة أسرتها لبضع ساعات ولكن كانت الفاجعة الكبري أنها ودعتهم ليوم الدين، بعدما تجرد زميل لها من كل مشاعر الصداقة والحب والرحمة وذبحها في وضح النهار!!
حقًا حالة مأساوية، شعرت وكأن قلبي انتفض عند رؤية دمائها على الأرض، وشعرت بالخجل ممن لم يتدخل محاولًا إنقاذها عند تسديد أول الطعنات لها، أما شعوري بالخزي كان لمن لم يراعي حرمة دمائها مشاركًا الفيديو معلقًا على ملابسها مدعيًا أنها السبب في مقتلها واصفًا إياها بالتبرج!!
لنا الله، ولم تكن حادثة الطالبة نيرة أشرف الفريدة من نوعها بل تتكرر يوميًا حوادث مشابهة تقشعر لها الأبدان وترتجف لها القلوب، فهلا سرحت معي سيدي القارئ بخيالك وتذكرت بسنت ضحية التهديد الاكتروني الطالبة التي لم تتجاوز السابعة عشر من عمرها وانتحرت بعدما تلقت تهديدات بفضحها من جانٍ مفبركًا صور لها؟! انتحرت بعدما حاولت الدفاع عن نفسها صامدة بوجه من حاول الاعتداء على مبادئها حتي تركت رسالة لذويها تحكي شعورها وتصف اثر ما وجهه لها المجتمع من كلمات مؤذية طعنت قلبها واتهام الجميع لها بفساد الأخلاق متناسيين أنها ضحية!!
ما أود قوله هي أن المشكلة الكبري لدينا ليست في جنس الضحية أو الجاني بل في أخلاقنا التي ذهبت سُدي، تنتحر أمامنا فتاة فلا نهرع لتهدئة روعها وطمئنتها بل نزود من قلقها ونوجه لها الاتهامات وبعدما تتخلص من حياتها نرفع جميعنا شعار الأخلاق وندعوا لها بالرحمة ونطالب بالقصاص من القتلة!! اي قتلة ونحن من شارك بذلك عندما التزمنا الصمت بوقت كان للكلام فيه ألف معني ومعني؟ كذلك فتاة جامعة المنصورة لم يهتز قلب اي مارٍ لينقذها ويدفع الضرر عنها وإن كان البعض برر ذلك بالقضاء والقدر وسرعة وقوع الحادث فما المبرر بتوجيه الاتهام لملابسها وزينتها وأخلاقها!!
ما الذي يضمن لبنات بلدي أمنهم سوي الأخلاق، أخلاق من؟ أخلاقنا جميعًا، في نهاية مقالتي أدعوا كل أسرة أن تلقن أبنائها دروس الاحترام والأخلاق والمبادئ تضع نصب عينيهم أن أخلاقنا هي من تحمينا وتحفظ أمننا.