تعيش بعض مراكز محافظة سوهاج، مأساة حقيقية، بعد انتشار فيروس كورونا المستجد في العديد من القرى، خاصة في ظل ضعف الإمكانيات لدى إدارات الصحة في هذه المراكز.
وضرب فيروس كورونا القرى والنجوع، وأصبحت هذه المناطق بؤرة من بؤر فيروس كورونا، وسط مطالبات من الأهالي بالتدخل السريع لمواجهة الأزمة.
إصابة العشرات من الأهالي
وشهد مركز دار السلام أقصى جنوب محافظة سوهاج، انتشارًا ملحوظًا للفيروس منذ أيام، بعد إصابة العشرات من الأهالي، في حين أن هذه الأماكن تشهد حالة من عدم اتباع أي إجراءات احترازية سواء استخدام المعقمات أو الكمامات.
وحذرت جهات طبية من تفشي فيروس كورونا داخل محافظة سوهاج بشكل عام، والقرى بشكل خاص، وذلك نظرًا لعدة أمور يأتي في مقدمتها عدم اتباع الإجراءات الاحترازية المتبعة، والتي قررتها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة، بجانب عدم استخدام الكمامات للوقاية من انتشار العدوى، بالإضافة إلى إقامة الأفراح ومناسبات العزاء، ضاربين عرض الحائط بالقرارات الحكومية.
محافظ قنا: تطبيق مباديء الكفاءة والعدالة في اختيار المرشحين لوظيفة رئيس قرية
وناشد الأهالي في دار السلام بضرورة السرعة في وقف انتشار فيروس كورونا، سواء بقرارات قوية تحد من الاختلاط وتغريم المخالفين للإجراءات الاحترازية بمبالغ كبيرة، بالإضافة إلى إيجاد طرق للتوعية.
وطالب الأهالي في دار السلام، بضرورة وجود مستشفى عزل لمصابي فيروس كورونا، حيث إن المصاب لا يجد مكانًا يتلقى فيه العلاج، مما يضطر المواطن المصاب للتعايش مع الفيروس غير مبالٍ بإصابة غيره بسبب الخوف من كشف إصابته للآخرين.
مبادرة الخير
على صعيد متصل، ضرب شباب مركز دار السلام أروع الأمثلة في الوقوف مع المواطنين ومصابي فيروس كورونا، حيث يقومون حاليًا بجمع اسطوانات الأكسجين لسد العجز الصارخ منها في دار السلام.
ويقول عبدالله السالمي أحد الشباب المشارك في المبادرة “إن أهل الخير يساعدون في جمع التبرعات، وهي عبارة عن إسطوانات الأكسجين، وذلك للوقوف مع الأهالي ومصابي فيروس كورونا”.
وأوضح “أن هناك العديد من الأهالي يقومون بالتبرع لجمع إسطوانات الأكسجين لسد العجز، فيما يستكمل الشباب دورهم الخدمي في مساعدة المحتاجين من الأهالي، في الحصول على المستلزمات الطبية والسلع الغذائية”.
تجاوب من المجتمع
من جانبه، قال جبريل البحيري أحد المواطنين “إن هناك تجاوبًا من الجميع سواء فقير أو غني في المشاركة في مبادرة شباب الخير في مركز دار السلام بسوهاج”.
وأضاف “أن مبادرات الشباب لا تنتهي عند حد إيجاد اسطوانات الأكسجين، بل تتجاوز ذلك وتصل للمساعدة في أغلب مناحي الحياة، مثل تقديم السلع الغذائية واللحوم عليهم من فاعلي الخير”.
التحرك سريعًا
فيما طالب شباب الخير في دار السلام، بالتحرك سريعًا للتبرع باسطوانات الأكسجين ، خاصةً وأن هناك ندرة بها.
وقال أحمد عابد أحد شباب مبادرة الخير على مستوى مركز دار السلام “إن هناك إقباًلا من المواطنين وسعي جاد للمساهمة في أعمال الخير، سواء في السلع الغذائية أو تجميع إسطوانات الأكسجين وتوزيعها للمحتاجين من مصابي فيروس كورونا المستجد في أنحاء مركز دار السلام”.
وطالب أحمد عابد بضرورة زيادة المساهمات من باقي أهالي المركز، بجانب تحرك الشباب في العمل على إيجاد إسطوانات الأكسجين، بالإضافة للمساهمة في تقديم السلع الغذائية للمحتاجين من أبناء مركز دار السلام.
وطالب شباب دار السلام باستغلال مبنى مستشفى مدينة السلام (الكشح سابقًا)، حيث لم يتم تشغيله حتى الآن، مؤكدين أنه لابد من تحويل هذا المبنى إلى مستشفى عزل صحي لصالح مرضى فيروس كورونا.
ويشارك في مبادرة الخير بمركز دار السلام بمحافظة سوهاج رئيس مجلس المدينة عبدالمنعم عبدالقوي ، حيث قام بالتبرع ايضا لصالح المبادرة.
فيما يشارك الدكتور محمد بشير ابن دار السلام في المبادرة ، حيث يؤكد دائما على ضرورة اتباع الاجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي.