كتبت – سعاد أحمد
تعامد قرص الشمس صباح اليوم الأحد، علي معابد الكرنك في ظاهرة تاريخية تعود لآلاف السنين، والتي رصدها القدماء المصريون للإعلان عن موعد الإنقلاب الشتوي في يوم 22 ديسمبر كل 4 سنوات، ويوم 21 ديسمبر سنوياً، وحضر فعاليات الإحتفالية التي نظمتها محافظة الأقصر بتلك الظاهرة كل من محافظ الأقصر المستشار مصطفي محمد ألهم، ونائب المحافظ محمد عبد القادر خيري، وقيادات ديوان محافظة الأقصر، ومديرية أمن الأقصر، والآلاف من السائحين الأجانب والمصريون للإحتفال بهذه الظاهرة المميزة.
وقال حسن الجيلانى، مدير عام التنمية السياحية فى محافظة الأقصر، إن سلطات المحافظة تحرص على إحياء تلك المناسبة التى تتزامن مع بداية فصل الشتاء، فى إطار مساعيها لتنويع منتجها السياحى وجذب مزيد من السياح عبر الترويج لما بات يعرف بـ ” السياحة الفلكية “.
وشاركت الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية فى الترويج السياحى لذلك الحدث الفلكى الذى انطلقت الإحتفالات به قبيل سنوات عبر مبادرة أطلقها الباحث فى علوم المصريات، أحمد عبدالقادر، وصارت أحد الأحداث المهمة على الأجندة السياحية لمحافظة الأقصر.
وقال رئيس الجمعية أيمن ابوزيد إن تعامد الشمس على قدس أقداس آمون فى معابد الكرنك، توافق مع بزوغ شمس اليوم الأحد 22 ديسمبر، وسيكون خلال السنتين القادمتين فى يوم 21 من ذات الشهر، ليعود ويكون فى يوم 22 ديسمبر عام 2023، مشيرا إلى أن تعامد الشمس على قدس اقداس آمون فى الكرنك يتغير من 21 إلى 22 من ديسمبر مع حلول كل سنة كبيسة، واوضح ” ابوزيد ” أن جهودا تبذل لوضع عدد من الأحداث الفلكية داخل معابد ومقاصير قدماء المصريين فى الأقصر، على الأجندة السياحية فى المحافظة، وأن حملة ترويجية لسياحة الفلك فى الأقصر ستنطلق فى السادس من شهر يناير المقبل 2020، بالتزامن مع الإحتفال بتعامد الشمس على قدس أقداس معبد الملكة حتشبسوت فى البر الغربى للأقصر.
ومن جانبه قال الدكتور أحمد عوض، الباحث المصرى المتخصص فى رصد الظواهر الفلكية بالمعابد والمقاصير المصرية القديمة إن تعامد الشمس لقدس اقاس معابد الكرنك، وغيرها من المعابد التى شيدت قبيل آلاف السنين فى مدن مصر التاريخية، هى بمثابة تجسيد لـ ” فلسفة النور ” فى مصر القديمة، وتقديس قدماء المصريين للشمس التى اطلقوا عليها إسم ” رع ” ورأوا فيها قوة حيوية عظيمة، وجعلوا من آمون سيد الضوء، وربطوا اسمه بالشمس فأطلقوا عليه إسم آمون رع.
وأشار ” عوض ” إلى أن الظوهر الفكلية بالمعابد القديمة فى مصر ، تكد أن قدماء المصريين كانوا على معرفة بعلم الفلك ، وقد تركوا خرائط السماء مصورة أو منحوتة على سقوف المقابر والمعابد، وجداول مؤرخة تشير إلى مواقع النجوم ليلا، وتشهد تقاويمهم ومعرفتهم بالسنة الحقيقة، بحجم الجهود التى كرسوها لدراسة حركات الأجرام السماوية، كما رصدوا كسوف وخسوف الشمس.
يذكر انه وبحسب كتب علماء المصريات، أن توجيه والصروح والمبانى لعب دورا هاما فى الحياة الدينية لقدماء المصريين ، وتدلنا مناظر الأساسات والطقوس الدينية والسحرية المتصلة بها على جدران المعابد، أن جميع عمليات البناء كانت تبدأ برصد النجوم حتى يعرفوا الوجهة الصحيحة للمعبد الذى يريدون إقامته، ولذلك فإننا نرى أن جميع المعابد والمقاصير التى شيدوها ذات اتجاهات خاصة، نحو الشمس وربما نحو القمر أيضا.