كتبت_ نهال يونس
يشهد أطباء غزة وضعا مأساويا للغاية، حيث يتعرضون يوميا للتهديد والتنكيل من قبل قوات الاحتلال، ومنهم من تعرض للخطف والتعذيب لإجبارهم على النزوح وترك أماكن عملهم والمرضى والمصابين.
وضع الاطباء في غزة لم يكن أحسن حالا من النازحين والمصابين فكلهم يعانون بطش عدوان غادر لايعرف الرحمة.
عندما شاهد طبيب التخدير الفلسطيني الدبابات الإسرائيلية تقترب من مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة، تذكر الصور المروعة التي انتشرت لأشخاص يجبرون على خلع ملابسهم وجلوسهم معصوبي العينين، وقرر الهروب إلى رفح حيث يتواجد أسرته.
حال الأطباء في قطاع غزة
في ظل استمرار الحرب لأكثر من 4 أشهر، أصبح مصير هؤلاء الأطباء معلقًا بين “الهروب أو الاحتجاز أو الموت”.
طبيب التخدير في مستشفى ناصر
رفض طبيب التخدير الفلسطيني، الذي تحدثت معه الصحيفة، الكشف عن هويته خوفًا على حياته، وأفاد بأنه شاهد القوات الإسرائيلية “تعتقل الأطباء” خلال اقتحاماتها للمستشفيات المحاصرة والمدمرة في القطاع، وأوضح أنه كان يخشى أن يُتهم بدعم حركة حماس (التي تم تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة).
قرر الطبيب الفلسطيني، الذي يعتبر أبًا لستة أطفال، الفرار من مستشفى ناصر في 26 يناير الماضي، لينضم إلى العديد من الأطباء النازحين في أقصى جنوب القطاع.
“جحيم“ تدهور الوضع الصحي في غزة يستمر
على الرغم من المخاوف من القصف الصاروخي وإطلاق النار في غزة، يهدد خطر آخر سكان المنطقة، خاصة في المدن الجنوبية للقطاع، حيث يستضيف مئات الآلاف من النازحين.
بدأت إسرائيل هجماتها بعد تنفيذ حماس هجومًا على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1160 شخصًا، معظمهم من المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، وفقًا لتقديرات وكالة فرانس برس استنادًا إلى البيانات الرسمية الإسرائيلية.
لقد قتل ما يقرب من 30 ألف فلسطيني في غزة، وغالبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر، وفقًا لأحدث إحصاءات وزارة الصحة في القطاع.
قال طبيب التخدير الذي ينحدر من مدينة رفح: “كان هناك الكثير من إطلاق النار والدمار، واضطررت للمغإغادة بسبب المخاطر التي تهددها عائلته”.
غادر الطبيب منطقة خان يونس مع ثلاثة من العاملين في القطاع الطبي، ولكنه كان الوحيد الذي تمكن من الوصول إلى رفح، وفقًا لتقرير الصحيفة.
تسيطر القوات الإسرائيلية على الطرق الرئيسية في القطاع، وكانت رحلة الهروب “مرعبة” لدرجة أن زملاءه الثلاثة قرروا العودة إلى المستشفى، وأصيب أحدهم برصاصة أثناء العودة، وفقًا للصحيفة.
قال شاندرا حسن، جراح السمنة المقيم في شيكاغو الذي ذهب إلى غزة كجزء من فريق “ميد غلوبال” الإغاثي للعمل التطوعي في مستشفى ناصر، إنه شاهد “منطقة حرب”، حيث تعرض المستشفى للقصف المستمر وإطلاق النار وانعدام الاتصالات.
وكالة الأونروا تواجه نقطة الانهيار
في رسالة وجهها المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فيليب لازاريني، إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حذر من أن الوكالة وصلت إلى “نقطة الانهيار”. ووصف الوضع بأنه كارثي، حيث فقدت معظم الأطباء الذين يعملون في غزة، وذلك بسبب الخروج القسري أو الاعتقال من قبل القوات الإسرائيلية. وأشار إلى أن الأطباء المتبقين يعانون من ظروف صعبة ولا يملكون الأمل في الخروج أحياء، وأن الموت ليس ما يخيفهم بل الإذلال والإهانة في حال تعرضوا للاعتقال.
من بين الأطباء الذين اعتقلوا في غزة، يذكر محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء، الذي تم اعتقاله في نوفمبر الماضي، وفقًا للتقارير. وقد أعلنت إسرائيل أن المستشفى تم استخدامه كمركز للقيادة والسيطرة من قبل حماس، ولكنها لم تقدم أدلة على ذلك
معاناة الدكتور ” محمد سلامة” كل يوم
في حديثه، سلط الدكتور محمد سلامة، رئيس وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في مستشفى الهلال الإماراتي للولادة، الضوء على واقع صعب يعاني منه في ظل الأوضاع الصحية المأساوية والتحديات الكبيرة التي يواجهها. يعبّر عن قلقه اليومي عندما يتوجه إلى المستشفى، حيث يشك في إمكانية وصوله إليه بسبب القصف والحرب المستمرة في المنطقة
اعتقال الدكتور ” محمد أبو سليمة ” مدير مستشفى الشفاء
تعرض الدكتور محمد أبوسليمة لمصير مروع عندما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفاه ودمرته تمامًا. ولم تتوقف الهجمات عند ذلك، بل قامت القوات بجرف باحات المشفى وعزله عن العالم الخارجي بفعل قطع الكهرباء وانقطاع الإنترنت. هذا كان نتيجة لعملية “السيوف الحديدية” التي شنتها إسرائيل كرد فعل على معركة “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر من العام نفسه، استهدفت خلالها المستوطنات في قطاع غزة.
في هذا السياق المروع، تعرض الدكتور محمد أبوسليمة لأوضاع قاسية جدًا. تم قطع الاتصال بالخارج ومنعه من الحصول على أي نوع من الاتصالات