قصتنا عن الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص أول من رمى سهم فى سبيل الله .
سيدنا سعد بن أبو وقاص قبل الإسلام كان ضد ما يحدث من أعمال كفرية وكان يتمنى أن يغير الله عز وجل ما يحدث من عبادة أصنام ومن قطع الأرحام ومن أكل الميتة ودفن البنات والأفعال المشينة التى نهى عنها الرسول .
وفى ليلة رأي سعد بن أبي وقاص فى نومه رؤية وهى أن هناك ظلام دامس، وفجأة ظهر قمر فأتبع ذلك القمر وفجأة رأي ثلاثة وهم أبو بكر الصديق وزيد بن حارثة وعلي بن أبي طالب وفى الصباح علم بأن الرسول يدعو إلى الإسلام فى سرية وذهب إلى أبو بكر الصديق الذي ذهب به إلى رسول الله ودخل سعد بن أبو وقاص فى الإسلام وهو ابن السابعة عشر .
رسائل ربانية من الله سبحانه وتعالى إلى هؤلاء الذين اختارهم لكى يكونوا بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم فى بداية الرسالة لذلك كان هؤلاء هم صفوة البشرية ..
الإيمان عندما يدخل القلوب من الصعب جداً التغلب عليه فبعدما علمت أم سعد بذلك الأمر وكانت تعلم أن سعد يحبه فقامت بعمل عظيم جداً لكى يترك سعد دين الله عز وجل وتوحيد الله .
حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت : زعمت ان الله أوصاك بوالديك ، فأنا أمك وأنا آمرك بهذا ، قال : مكثت ثلاثاً حتى غشي عليها من الجهد ، فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها ، فجعلت تدعو على سعد .
هنا يكمن الإيمان الحقيقى حيث بدأ الناس يطلبوا من سعد رؤية أمه لكى يرق قلبه ولكن الإيمان يا سادة نعم ما فعله سعد هو ذروة الإيمان حيث قال يا أماه، تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسًا نفسًا، ما تركت ديني، فإن شئت كلي، وإن شئت لا تأكلي، وعندها أدركت الأم أن ابنها لن يرده عن دينه شيء؛ فرجعت عن عزمها، وأكلت، وشربت لينزل وحي الله -عز وجل- يبارك ما فعل سعد، قال تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) سورة لقمان .